رواية مهران كاملة
المحتويات
انى أشرفه يبقى ميلزمنيش أصلا
ابتسمت مدام ثريا بسخريه ثم قالت
طبعا انتى عارفه ان عمر كان خاطب قبل كده
أومأت ياسمين برأسها فى صمت فأكملت قائله
هى وأهلها كانوا طمعانين فى عمر وفضلت البنت تلف عليه وتعمل المستحيل عشان الجوازه دى تتم لحد ما كشفها على حقيقتها وفسخ الخطوبه
أخرجتها مدام ثريا من حيرتها عندما أخبرتها بسبب فسخ الخطوبة لأن هذا الأمر ظلت تفكر فيه كثيرا أكملت مدام ثريا قائله بشئ من الكبر
نظرت اليها ياسمين بشفقه نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر أكملت مدام ثريا قائله
اللى عايزه أقوله انى شايفه انك اخر واحده ممكن تكونى مناسبه لعيلة الألفى انتى واحدة كويسة وأكيد هتلاقى انسان كويس زيك له نفس ظروفك ومن نفس مستواكى
أنا لسه مدتش قرار فى
الموضوع ده
قالت ثريا بسخرية
هو فى واحده عاقله تقول ل عمر لأ
شعرت ياسمين بمزيد من الحنق فأكملت ثريا
شعرت ياسمين وكأنها تلقت صڤعة قوية على وجهها الآن لم تعد تستطيع كبح جماح عبراتها التى أخذت تتجمع فى عينيها مهدده بالسقوط فى أى لحظه علمت مدام ثريا أنها لمست وترا حساسا فأكملت بقسۏة
صمتت قليلا ثم قالت بإبتسامه مصطنعه
انتى شكلك بنت طيبة وتستاهلى كل خير بس عشان مترجعيش تندمى لازم تفكرى كويس وشكلك كمان عاقلة وعشان كده أنا واثقه انك مش هتجيبى سيره ل عمر عن كلامى معاكى انا اتكلمت عشان مصلحتكوا انتوا الاتنين ولو احتجتى حاجه فى أى وقت عرفيني
ياسمين مالك
نظرت اليها ياسمين والكلمات محپوسه فى حلقها
قالت لها ولاء بلهفه
ايه مالك تعالى اعدى جوه طيب هى عمت عمر قالتلك ايه ضايقك كده
تركتها ياسمين ومشت فى طريقها وصلت الى حيث يعمل والدها فنادته أقبل والدها فقالت له بحزم
بهت عبد الحميد وقال
ليه يا بنتى كده ده راجل كويس ميتعيبش
قالت ياسمين بصوت متهدج
أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله
ولا هتغصبنى عليه زى مصطفى
بدا التأثر على وجه عبد الحميد وقال
لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبدا
نظرت الى والدها بتأثر قائله
أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى أزعلك أنا بس مضايقه شوية ومش عارفه أنا بقول ايه حقك عليا
خلاص يا بنتى محصلش حاجه ومادمتى مش عايزاه خلاص دى حياتك مش هغصبك على جواز تانى أبدا
ابتسمت له قائله
ربنا يخليك ليا يا بابا وبعد اذنك أنا هروح ل سماح أعد معاها شوية
ماشى يا بنتى بس متتأخريش وخلىب الك من نفسك
ذهبت لدكتور حسن واستأذنته فى الانصراف لأنها تشعر بتوعك فقال لها
لا سلامتك ألف سلامه
احنا اصلا النهاردة يعتبر مفيش شغل كتير مفيش مشكلة روحى ارتاحى
شكرته قائله
شكرا يا دكتور
غادرت واتصلت ب سماح قائله
سماح انتى فاضيه النهاردة
آه فاضية خير هتيجى
لو مكنش يضايقك حسه انى مخنوقه ومحتاجه اتكلم مع حد
طيب يا حبيبتى منتظراكى ومتقلقيش أيمن هيتأخر النهاردة مش جاى الا بالليل
خلاص أنا خارجه أركب حالا
جلست سماح بجوار ياسمين تنظر اليها فى صمت نحدثت ياسمين قائله
عارفه من كتر ما أنا حسه پألم جوايا حسه انى مټخدره وعامله زى المشلوله اللى مش قادره تتحرك أنا كنت فاكره انى خلاص هفرح زى باقى البنات وهرجع ابتسم وأضحك من قلبي تانى لما بابا قالى انه اتقدملى فرحت أوى مكنتش مصدقه كنت فرحانه أوى كنت حسه ان قلبي طاير كنت بفكر بسطحيه أوى انا زى ولاء فكرت فى القشرة بس
قاطعتها سماح قائله
عمر مش وحش
يا ياسمين
نظرت اليها ياسمين قائله بمراره
احنا مننفعش بعض يا سماح مش عارفه ازاى انا كنت عاميه كده هو واحد اتربى بطريقه غير اللى أنا اتربيت بيها واحد مبادئه وافكاره وحياته كلها مختلفه تماما عنى مفيش أى تكافؤ بينا يا سماح عمته كانت معاها حق بعد ما الحب ده يضيع مش هيلاقى حاجه تخليه يتمسك بيا هيعرف ساعتها اننا مكناش مناسبين لبعض سماح أنا طول عمرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا واحد أنا وهو نعين بعض ونقرب من ربنا سوا ونبنى بيتنا سوا ونربى ولادنا تربيه صح ونكون قدوة حسنه ليهم ازاى اختارلهم أب بيستحل حرمات ربنا بالشكل ده
قاطعها سماح مرة أخرى قائله
بصى اللى أنا أعرفه انه هو وبنت عمته وأخوها متربيين مع بعض وزى الاخوات يعنى هما واخدين على بعض اوى يعنى
قاطعتها ياسمين پحده
انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده اللى يغلط غلطه صغيره يغلط غلطة كبيرة يا سماح مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع
مصطفى لما خانى كان عارف انه بيخونى أما ده الخيانه عنده عادى هيخونى وهو أصلا مش حاسس ان دى خېانه واحد عايش فى عالم غير اللى أنا عايشة فيه وغير اللى انا متربيه عليه بكرة لما نتجوز يقولى اقلعى الحجاب زى بنت عمتى وزى خطيبتى القديمة بكرة يلبسنى زيهم وسلمي على الرجاله زيهم وأبقى خسړت ديني ودنيتى بتقولى انه مش وحش طيب لو هو مش وحش اختار واحدة بالشكل اللى وصفتهولك ليه عشان تكون خطيبته ها وبعدها يختارنى انا
قلت سماح
بس هو دلوقتى اختارك انتى يا ياسمين
قالت بمراره
هو مفرقش اى حاجه عن مصطفى مصطفى اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها وهو بره يعمل اللى على مزاجه وعمر زيه اختارنى لنفس السبب
قالت والدموع تتساقط من عنينيها
لما مصطفى خانى يا سماح الألم كنت حساه فى كرامتى لكن لو عمر خانى
تعالى صوتها فى البكاء قائله قائله
الألم هيكون فى قلبي وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها سماح قائله
وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا ياسمين
قالت ياسمين بحزم من بين دموعها
لان حياته غلط وعيشته غلط وتصرفاته غلط هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا سماح
صمتت قليلا
ثم قالت
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش ده واحد هينزلنى معاه لتحت وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة مش أنا ابنى وأبوهم يهد
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد مش هقدر أتحمل چرح تانى مش هقدر أخاطر تانى أنا معنديش أى ثقه في عمر زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
نظرت لها سماح بحزن قائله
طيب فكرى تانى واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت وفكرت كويس الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى مش بقلبي بس ولا بعقلي بس لازم الاتنين يوافقوا عليه لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى أنا بنت ناس صحيح ناس فقرا بس محترمين ونعرف ربنا هى فاكرة انى مش
هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ بس أنا هقول لأ أنا وعمر مستحيل نكون
لبعض ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
وقفت عمر أمامه مبتسما ونظر اليه قائلا
خير اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
صدم عمر للمرة الثانية فى أقل من دقيقة عندما علم أن زواج ياسمين كان رغما عنها
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة لم يحضر أى من اخوتها فقط أمها وزوجها بدأ المأذون فى مراسم الزواج وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
قبلت زواجها
الفصل الثامن والعشرين
Part 28
دخل عمر الى بيته واجما حزينا سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
قالت كريمة مبتسمه
ايناس طول عمرها ډمها خفيف وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت ايناس وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله
أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى عمر قائله فى مرح
وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت
كان عمر مازال واجما نظر الى كل العيون الى تطلعت اليه مبتسمه وقال بلهجة باردة خلت من أى انفعال
البنت اللى انتى كنتوا رافضين انها تدخل عيلتكوا هى اللى رفضت تدخلها
متباينه صدمة عدم تصديق ارتياح حزن حيرة مزيج عجيب تراه على وجهها نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها نور الدين قائلا
سبيه دلوقتى يا كريمة
نظرت اليه قائله فى استنكار
لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة عمر أما ايناس و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت كريمة الباب فلم تسمع صوتا ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها كان عمر يجلس فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه حاولت اضاءه الغرفة لكنه الټفت اليها قائلا
لو سمحتى يا ماما سبيه مقفول
أغلقته كما طلب وتوجهت اليه جلست على المقعد المجاور له وعينيها تتطلعان الى وجهه تراقب انفعالاته
سألته بصوت حانى
انت كويس يا عمر
تنهد عمر وأغلق عينيه للحظة ثم نظر اليها قائلا
ماما بجد أنا مش قادر أتكلم
قالت كريمة فى لهفة
عايزه أطمن عليك بس
قال بشئ من الحده
اطمنى بس لو سمحتى أنا فعلا مش قادر أتكلم مع حد
لو سمحتى سبيني مع نفسي شوية
ربتت أمه على رجله ثم نهضت وألقت عليه نظرة أسى قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها
قضى ليلته ساهرا على هذا المعقد لم تذق عينيه غمضا حتى أشرق الصباح كانت كريمة تعد الفطور على السفرة مع الخادمة عندما رأت عمر ينزل مسرعا ويتوجه الى الباب حاولت اللحاق به لكنه خرج مسرعا وأغلق الباب
توجه عمر الى مخزن العلف وجده مازال مغلقا وقف أمامه واضعا يديه فى جيب بنطاله كان يبدو عليه التوتر والتململ من الانتظار بعد قرابه الربع ساعه رأى عبد الحميد مقبلا من بعيد فتوجه اليه نظر اليه عبد الحميد بدهشه وانتظر أن يتحدث نظر اليه عمر قائلا
بنتك رفضتنى ليه يا عم عبد الحميد
تنهد عبد الحميد فى حسره ثم ربت على كتف عمر قائلا
أنا عارف ان أفضالك علينا كتير يا بشمهندس وان لولاك كان زمانا الله أعلم بحالنا دلوقتى وخيرك مغرقنا و
قاطعه عمر قائلا
مش ده سؤالى يا عم عبد الحميد سؤالى بنتك رفضتنى ليه
جذبه عبد الحميد من كتفه وسارا معا قليلا قال له عبد الحميد
أنا زى ما قولتلك امبارح جوازتها الأولى أنا غصبتها عليها مكنتش مرتحاله ومكنتش عايزه تتجوز بسرعه بس أنا من خوفى عليها انى أموت وأسيبها فى الدنيا دى لوحدها هى وأختها والناس معدتش بترحم قولت أهى تكون فى عصمة راجل تتحمى فيه ويكون سندها لكنه طلع كلب ولا يسوى
ثم قال بحزم
عشان كده حلفت انى عمرى ما هغصب واحده فيهم على راجل هى مش عايزاه
صمت عمر وهو يستمع الى عبد الحميد شعر بالأسى على ياسمين التى اضطرت الى العيش شهر كامل مع رجل لا تريده شعر بالحنق والضيق والڠضب لأجلها وشعر بالغيره ټطعنه فى قلبه طعنات قاتله الټفت الى عبد الحميد قائلا بحنق
ياريتك ما غصبتها عليه
تنهد عبد الحميد بحسره قائلا
اللى حصل بأه يا بشمهندس والحمد لله ان ربنا خلصها منه مع انها خلاص اتحسبت عليها جوازه
توقف عمر عن السير ونظر اليه قائلا
برده ماقولتليش هى ليه رفضانى
ما قالتليش سبب الرفض قالتلى بس انها مش عايزاك وأنا محاولتش أضغط عليها
شعر عمر بالألم عندما سمع مش عايزاك أطرق برأسه فى صمت ربت عبد الحميد على ذراعه قائله
بص يا بشمهندس هى لسه يا دوب مطلقه ومصدقت انها خلصت من اللى ميتسماش أكيد البنت لسه مش على بعضها ولسه خاېفه من طليقها ليأذيها وأكيد هى مش عارفه هى عايزه ايه اصبر عليها أنا عارف انها مش هتلاقى أحسن منك بس الموضوع محتاج صبر شوية
أومأ عمر برأسه ثم تركه وانصرف وعينا عبد الحميد تتابعه بحسره
اياه طبعا صدم ابتسمت لنفسها بسخريه هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن ليس لأنه خسرها بل لكرامته التى أهدرت
متابعة القراءة