حكايه منة
المحتويات
ايه أكلم الدكتور
أيوة يا ابني طبعا
وجاء الطبيب الخاص بتوفيق و فحصها واتبع ضغطها وطي فجأة إدتلها حقنة مهدئة ياريت تهتموا بأكلها و السوائل ضروري جدا
ونظر الى سامح واتبع بمزح اهتم بالمدام شوية يا عريس مش كدة وألف مبروك يا سيدي
ابتسم سامح وأتبع ان شاء الله يا دكتور الله يبارك فيك
وظلت منة نائمة على وضعها و نام توفيق في غرفتها هذه الليلة
الفصل الخامس
أذن المؤذن لصلاة الفجر و كأن صوت آذان الفجر أصبح منبه إلهي لقلوب امتلئت بطاعة الرحمن
استيقظت منة تلقائيا جلست على فراشها و عاد إلى ذاكرتها الحوار الذي دار بينها و بين سامح و توفيق تألمت و بكت كثيرا و تعددت أسباب ألمها و بكائها هل يعقل أن أباها فعل ذلك وهو رمز الشرف والأمانة لها و لأسرتها هل يعقل أن حبيبها خدعها وتزوجها لمجرد الإنتقام ولكن من قال أنه حبيبها هي من قالت لنفسها هي من خدعت نفسها وظل تفكيرها و صراعها مستمران حتى تفاجئت بسامح يفتح باب الغرفة ويدخل عليها و تفاجأ هو الآخر بوجودها مستيقظة على فراشها وقف مكانه صامتا للحظة ثم أتبع كنت جاي آخد حاجة لبابامش وقته بقا
الټفت اليها مرة أخرى دون حديث اعتدلت منة وخطت إليه خطوتين وقالت بعينين تملأهما الدموع كان ممكن تفهمني كدة من غير ما تتجوزني
أجابها بجفاء اتجوزتك عشان أذلك و أعرف آخد حقنا منكوا
أغمضت عينيها للحظة في صمت وألم ثم عادت وتمتمت سامح انتوا اتأكدتوا من الموضوع ده
هتفت منة بنبرة مرتفعة سامح من فضلك أنا عمري ما هاخد حاجة مش بتاعتي و فلوسكوا هترجعلكوا احنا مابناكلش حق حد
أتبع بتهكملا ماهو واضح بأمارة السيد الوالد
رمقته بنظرة حاړقة و تركته توجهت إلى باب الغرفة حتى أمسكها من ذراعها عنوة و أدارها تجاهه وهتف پغضب لما أكون بكلمك ماتسبينيش وتمشي فاهمة
ترك سامح ذراعها و دفعها قليلا اتفضلي
أسرعت منة إلى دورة المياة لتتوضأ لصلاة الفجر حينها اختلطت دموعها بماء الوضوء انتهت من صلاتها و دعائها إلى ربها أن يخفف عنها بلاءها و أن يغفر لوالدها و يرحمه
وفي صباح اليوم التالي أجرت سناء اتصالا بمنة أيوة يا حبيبتي عاملة ايه
الحمدلله يا حبيبتي بقولك ايه عمك عازمنا كلنا على الغدا النهاردةوقال لازم منة تيجي هي و جوزها
تلعثمت منة واتبعت مش عارفة يا ماما هينفع ولا ايه هسأل سامح و أقولك
وهو سامح هيرفض ليه دي عزومة العرسان دي حاجة ضروري و عمك هيزعل لو ماوافقش
خلاص يا ماما هقوله وأعرفك
ماشي يا حبيبتيمع السلامة
الله يسلمك يا ماما
أغلقت منة الاتصال وظلت تحدث نفسهاياربي هقوله ايه دلوقتي و لا هقول لماما ايه ومنظرنا هيبقى ايه لو مارحناش استجمعت شجاعتها و خرجت إلى سامح الذي كان يحضر حاله للذهاب إلى عمله وهو مكتب المقاولات لفرع الشركة الخاصة بهم بالقاهرة
دلفت منة بعد أن سمح لها بالدخول ووقفت مترددة فقال لها ها ارغي عايزة ايه عالصبح
لملمت غرتها خلف أذنها لشعورها بالإحراج من طريقته بالحديث ثم اتبعت عمي عازمنا عالغدا النهاردة
الټفت اليها سامح وهو يستكمل ارتداء حلتهنعم ايه الجو ده انتي فاكرانا متجوزين بقا و عزومات وكدة !
لا أنا فاهمة بس قلت نروح عشان محدش ياخد باله من حاجة
لا أنا مش فاضي للهبل ده ممكن تروحي انتي و تقوليلهم عنده شغل
ماشي وهمت بالإنصراف حتى أوقفها بحديثه مرة أخرى مش عايز تأخير
ان شاء الله
خرجت وتحدثت مع والدتها لإخبارها حتى جاء وقت ذهاب منة إلى عمها ولكنها رفضت الذهاب قبل تحضير الغذاء لسامح و توفيق فأحضرته و خرجت حتى جاء سامح من عمله فوجد الطعام جاهزا على الطاولة و مغطى ابتسم سامح وأيقظ والده و تناولوا الطعام معا قال توفيق أما مراتك دي عليها شوية طبيخ فكرتني بأكل أمك الله يرحمها
ابتسم سامح وقال بس ماتقولش مراتي
اردف توفيق بحزن منة صعبانة عليا يا سامح طول عمرها هادية و رقيقة و مش حمل الشخط والزعيق كل شوية ده
ايه يا بابا انت هتضعف من أولها كدة
لا حول ولا قوة الا بالله والله ماعارف أقولك ايه يا ابني انت دماغك ناشفة
وهناك اجتمعت العائلة معا وسألها عمها أمال فين جوزك يا بنتي
معلش يا عمو هو بيعتذرلك لأنه عنده شغل كتير أوي
كان محمد في غرفته تراوده مشاعر مختلفة ما بين الفرحة لقدمومها و رؤيتها و بين الألم لخسارتها كحبيبة و زوجة فخرج من غرفته ليجد الجميع يقوموا بتجهيز المائدة فسلم على الجميع و وقف عندها بنظرة يملأها الحنين و الألم ازيك يا منة
الحمدلله يا محمدازيك انت
الحمدلله
وكانت هالة و نهلة في الشرفة تتمازحان حتى أقدم عليهم يحيى و وكز هالة في ذراعها مفيش ازيك يا يحيى
زفرت هالة بمزح وتمتمت بطل ضړب بقا
اردفت نهلة ارحموا نفسكوا لسة الليلة مابدأتش
خرجت نهلة لتساعد الباقين في ترتيب السفرة فنظر يحيى الى هالة وحشتيني يا قردة
هتفت هالة بطفولية والله يا يحيى لو ما بطلت تقولي يا قردة هزعل منك
هو أنا بقولها غير بيني و بينك يا قردتي
ڼهرته هالة بضړبة من قبضة يدها الصغيرة على كتفه واتبعت طب اوعي بقا تركته وخرجت لمساعدة الآخرين
التف الجميع حول المائدة وبدأوا بالطعام و تبادل الحوار وكانت منة تقلب في صحنها و هي شاردة و يراقبها محمد الذي كان يجلس أمامها مالت عليها نهلة الجالسة بجانبها مابتاكليش ليه
مش
جايلي نفس
ايه ده حامل وربنا حامل وبدأ يعلو صوتها
أوقفتها منة بس يا نهلة حامل ايه هو أنا لحقت
وايه يعني يمكن في الاول يا منة
لأ مش حامل اهدي بقا لحد يسمعك
قاطعهم
عم منة متبعا و جوزك عامل ايه معاكي يا منة
اردفت منة بتلعثم الحمدلله يا عمو كويس
يعني بيعاملك كويس هو وباباه و مرتاحة معاهم في البيت
قالت منة بنظرات زائغة اه يا عمو الحمدلله دول طيبين أوي
قامت منة أول من قام من على المائدة و دخلت لتغسل يديها و خرجت لتصطدم بمحمد أمامها في الردهة وفجأة قال محمد بدون مقدمات جوزك مزعلك
اڼصدمت منة من كلمته وهزت برأسها نفيا لا ليه بتقول كدة
حسيت
لا مفيش حاجة بعد اذنك
وما أكملت خطوة حتى سمعت عمها من الخارج علقي عالشاي يا منة لو سمحتي
فهتفت حاضر يا عمو
دخلت إلى المطبخ و لاحقها محمد مبسوطة معاه
تمتمت منة وهي تملأ الغلاية اه الحمدلله
مش باين عليكي
التفتت اليه واتبعت ليه بتقول كدة
احساسي هو اللي بيقولي كدة
عادت لتحضير الشاي لا سامح كويس وأنا مبسوطة معاه أوي
وأنا بتمنالك كدة وتركها وخرج
تدفقت من عينها دمعة تائهة وصلت إلى مرساها فمسحتها سريعا حتى لا يراها أحد
جلس الشباب و البنات في الشرفة كعادتهم و كان المرح والضحك يسود المكان حتى رن هاتف منة وردت ألو
هتف سامح بصوت مرتفع هو ده اللي بقولك مش عايز تأخير
نظرت منة حولها لترى هل من أحد يسمعها واتبعت أنا جاية و سمعت صوت الصافرة دون رد منه فأكملت حديثها وكأنه مازال معها على الهاتف ماشي مع السلامة
وقفت منة واستعدت للرحيل فقالت هالة ايه ده انتي هتمشي دلوقتي دي السهرة لسة في أولها
معلش يا هالة ابقي هاتي نهلة وتعالوا اقعدي معايا شوية
اتبعت نهلة ماشي يا منة هنسيبك تمشي علشان لسة عروسة و جوزك مايتخنقش مننا
ابتسمت منة و قبلت البنات وودعت الشباب و خرجت ودعت الآخرين فأردفت سناء هتمشي لوحدك
عادي يا ماما هركب تاكسي
اردف عم منة تاكسي و عربية عمك راكنة تحت دي حتى عيبة
وهتف على محمد يا محمد تعالي وصل بنت عمك
أسرع محمد إليهم وهو سعيد لأنه سيراها لمزيد من الوقت استقل محمد و منة السيارة و انطلق وفي الطريق ماتزعليش مني عالكلام اللي قولتهولك
تمتمت وهي تلهو بحقيبتها لا عادي
انتي عارفة انتي غالية عندي ازاي و ماحبش أشوفك حزينة أو مهمومة
لا يا محمد ماتقلقش عليا أنا كويسة
وقد اقتربت المسافة و شعر محمد أن روحه العائدة له بدأت تنسحب منه مرة أخرى منة لو احتجتي أي حاجة ماتتردديش واطلبيها مني
أكيد يا محمدومتشكرة على التوصيلة
العفو على ايه
ترجلت منة من السيارة وكان سامح يقف في الشرفة فدخل ليستقبلها بحفاوته المعهودة و بمجرد ما دلفت وما أكملت سلامها لتجد سامح يدفعها بشدة في إتجاه غرفته ادخلي يا هانم
حتى وصلا الغرفة فدفعها على الفراش وكاد أن يصفعها هو ده البدري بتاعك أنا غلطان اني سبتك تروحي في حتة ابقي قابليني لو عتبتي باب الشقة تاني
خرج و سحب الباب خلفه بقوة ولم يعطيها فرصة للحديث ظلت كما هي لبضع ثواني ودموعها تدفقت من مقلتيها ثم قامت وأبدلت ملابسها و خلعت حجابها و هنا استوقفتها جملته وهو يقول
انتي فاكرانا متجوزين !!
ظلت منة تفكر في هذه الجملة بدقة وبعد قليل خرجت من غرفتها مرتدية عباءة فضفاضة و الحجاب فوق شعرها دلفت الى المطبخ لتلملم ما بهدلف اليها سامح ليستكمل حديثه اللاذع أوقفته هيئتها فأتبع بتهكم انتي هتتحجبي في البيت ولا إيه
اجابته بقطعاه
وده من إيه
ده لأننا متجوزين منظر بس قدام الناس انما قدام ربنا مفتكرش
رفع سامح حاجبه و غير مجرى الحوار عملتي ايه هناك
عادي اتغدينا و قعدنا مع بعص كلنا و سألوا عليك قلتلهم عنده شغل
امم و ماتكلمتوش في حاجة
حاجة ايه
ماحكتلهمش حاجة
لأ طبعا عمري ما هقول لماما الموضوع ده أنا هقول لهالة وهتصرف أنا وهي
امتي
لما أشوفها تاني يا سامح
طيب اعملي شاي
حاضر
وخرجت منة بالشاي الى سامح وتوفيق الذي اردف تسلم ايدك يا منة عالأكل
ابتسمت منة بجد يا أونكل بألف هنا و شفا
اردف سامح بحدةخلاص كفاية رغي و ادخلي شوفي كنتي بتعملي ايه
دلفت منة إلى مطبخها ووجه توفيق اللوم الى سامحيا ابني بالراحة عليهاواحدة غيرها ماكنتش سكتت علي اللي بيحصلها ده بس منة بنت متربية
تمتم سامح بتهكم من مين من حمدي
شرد توفيق في صديقه الخائڼ و لمعت عيناه حزنا
يتبع
الفصل السادس
هل هناك أكثر ۏجعا من أن تريد تفسيرا لموقف يؤرقك من شخص نام في قپره!
ظلت منة هكذا تدور في مخيلتها أسئلة ليس لها تفسير أو إجابة
متابعة القراءة