حكايه منة

موقع أيام نيوز

هم حاجة يا منة كل حاجة هتيجي وتمت قراءة الفاتحة 
و كان قد أحضر سامح خاتمي الخطوبة وفاجأ الجميع بهم واتفقوا علي إتمام الزواج بعد ثلاثة أشهر فقط 
وفي المساء بعد انتهاء جلستهم ورحيل سامح دخلت البنات إلى غرفتهن و كانت منة مبتسمة سعيدة على عكس هالة التي كانت تود أن تضربها كدة يا منة مش عايزة فرح ماتتصوريش أنا مخڼوقة قد ايه 
معلش بقا يا هالة انتي بقا نعملك أحلي فرح 
بصراحة سامح قفلني منه من أولها كدة يعني لا فرح ولا شقة كمان 
ضحكت منة يا ستي أنا راضية أهم حاجة الدين و الأخلاق وكل الباقي ده مظاهر 
زفرت هالة بضجر اوف منك انتي مثالية زيادة عن اللزوم 
ابتسمت منة أبدا والله ولا مثالية ولا حاجة طيب ما أنا كمان كان نفسي في فرح و شقة زي بقية البنات بس خلاص مادام ظروفه كدة يبقى أستحمل 
تمتمت هالة بمزح أيوة يا عم لأجل الورد بقا 
ابتسمت منة بس يا بت بقا بطلي غلاسة 
وفي منزل الحاج صلاح عم البنات كانت نهلة و يحيى و والدتهم ينتظروه لمعرفة منه الأخبار على عكس محمد الذي لم يطق يجلس لحظة واحدة و رحل جاء الحاج صلاح مبتسما فهو لم يكن يعلم ما يكنه ابنه من مشاعر تجاه منة ابنة أخيه حتى أخبرهم بموعد الزفاف و تفاصيله ولكنه لم يجد إستحسان من الآخرين فالكل بارك بعدم قبول وإتجه إلي غرفته شاردا 
وهناك كان يجلس على إحدى المقاهي بمنطقته شارد الذهن لم يتخيل أن حبيبة عمره سيمتلكها غيره فهي أول من نبض لها قلبه ما إن أقبل عليه يحيى و جلس بجانبه دون كلام فإلتفت إليه محمد ايه الأخبار
أجاب يحيى بخفوت ولم ينظر إليهقروا فاتحة و حددوا ميعاد الجواز 
مسح محمد وجهه بكفه الذي كان يشع حرارة وتذكر وجه منة أمامه وأنه سيحرم عليه النظر الى هذا الوجه الجميل الذي طالما حلم به و بقضاء الباقي من عمره معه حتى يتجعد الوجهان معاو يظل حبها محفورا بأعماق قلبه 
عاد محمد و يحيى إلي منزلهم و دخل كلا منهم إلى غرفته كانت والدتهم ساهرة يجافيها النوم من كسرة قلب ابنها فهي تعلم جيدا ما به أطرقت عليه الباب فسمعته من الداخل مين
أنا يا محمد 
ادخلي يا ماما 
دخلت والدته لتجده مسطحا علي فراشه بنفس ملابسه التي خرج بها يسند رأسه علي وسادته التي تعرف أسراره أكثر من نفسه جلست والدته بجواره على طرف الفراش وربتت على يده في حنان ماتزعلش نفسك يا حبيبي ربنا شايلك الأحسن وكأنها ضغطت بكلامها الحنون على جرحه النازف فخانته دمعته التي بللت جفون أعينه 
فحين نظل نخبئ و نكتم أوجاعنا ثم نسمع فقط كلمة مواساة تخوننا العبرات و تفضح ما خبأناه في لحظة 
ضمته أمه إلي حضنها و ياله من حضڼ الأم أعمق من البحار و أملس من الحرير قالت له بدموعها لا يا محمد لا يا حبيبي خليك أقوي من كدة الدنيا عمرها ما بتقف علي حد كانت كل الناس اللي ماخدتش اللي بتحبه ماتوا من الحزن يا ابني ربنا خلق النسيان و الحزن خلقه كبير أوي و الحاجة الوحيدة اللي بتصغر و بتقل مع الأيام ودايما ردد آية ربنا سبحان وتعالى فصبر جميل والله المستعان 
نزلت كلمات أمة كالثلج على قلبه لتبرده قليلا و تمنحه قسط من الصبر وظلت تهدهد عليه و تقرأ بصوتها العذب بعض من آيات الله تعالى حتى دخل في سبات عميق كالطفل 
دخلت والدتها عليها و كانت هالة قد خلدت الى النوم و تبقت منة بأحلامها توقظها على فراشها جلست أمها بجانبها على الفراش وهي تتأمل ملامح ابنتها الراضية و السعيدة فقالت مبسوطة يا حبيبتي
ردت منة مبتسمة الحمدلله يا ماما 
يعني مش زعلانة من موضوع الفرح ده
لا يا ماما ده نصيبي و انا راضيه 
ثم ألقت نظرة على أختها النائمة بفراشها المجاور لها بس في ناس هنا مش مبسوطين خالص 
نظرت سناء على هالة سريعا و ابتسمت و عادت بنظرها الى منة سيبك منها المهم انتي وأتبعت طيب و موضوع الشقة يا منة مش مضايقك
هزت رأسها بالنفيلا يا ماما ماهو بيقول الشقة كبيرة و كمان أونكل توفيق طيب جدا و بيحبنا أوي 
طيب يا بنتي ربنا يسعدك و يكملك بعقلك يا حبيبتي و اعتدلت من جلستها لتذهب إلى غرفتها حتى تذكرت شيئا فإستدارت لها مرة أخرى اه صحيح يا منة ابقي اتكلمي معاه يا حبيبتي في موضوع الدراسة هيبقى لسة فاضلك ترم 
خبطت منة على جبهتها نسيت خالص نتكلم في الموضوع ده بس كويس انك فكرتيني يا ماما خلاص بكرة ان شاء الله أكلمه 
ماشي يا حبيبتيتصبحي علي خير 
وانتي من أهل الخير 
ومرت المهلة المحددة لتحضير تجهيزات الزفاف حتى تبقى يوم واحد على الميعاد و بمرور الوقت يزداد توتر منة و يكبر چرح محمد الذي اختفى من يومها عن الجامعة كغير عادته 
وجاء اليوم الموعود و توجت منة بطرحتها البيضاء وتاجها المرصع بالفصوص البراقة و فستانها التل الأبيض 
خطت منة أول خطواتها في حياتها الجديدةدلف معها سامح الذي لم يعرها انتباها و اتجه سريعا إلى غرفته ظلت منة واقفة في مكانها ينتابها الخجل و تذوب في نفسها و لا تدري ماذا تفعل أتظل واقفة منتظرة سامح أم تلحقه أم ماذا تفعل ظلت مكانها قرابة الربع ساعة حتى جلست أخيرا على إحدى كراسي الصالون بجانبها وهي لا تعلم أين ذهب سامح و تركها دون كلمة منه و أيضا توفيق الذي يفترض أنه موجود داخل الشقة حتى سمعت صوت خطوات تأتي من خلفها فتجده سامح قد أبدل حلته بملابس النوم وقال لها ببرود 
ادخلي غيري فستانك ده!!
ابتلعت لعابها و ثقل لسانها و هي تقول هو فين اونكل توفيق
احابها بضجر نايم هيكون فين
لم تدري ما سر هذه النبرة الحادة في صوته و توقعت أنه ڠضب منها لفعلها أي موقف لم يعجبه ولكن ما هولا تدري
جمعت حروفها الثقيلة وقالت كنت متخيلاه هيستنانا عشان يسلم علينا 
اجابها بنفس النبرةلا هو بينام بدري 
جمعت قواها و قالت مالك يا سامح أنا ضايقتك في حاجة!
لا يلا أدخلي غيري البتاع ده عشان عايز أنام 
دلفت منة الى غرفتها و تبدلت فرحتها و ملامحها إلى العبس ترقرقت دموعها و شحب وجهها وظلت تسأل نفسها ايه اللي حصل هو بيكلمني كدة ليه بقا هو ده الجو الهادي اللي المفروض يدخلني فيه عشان يقلل من خۏفي وتوتري
و زاد توترها حين سمعت طرقاته الشديدة على باب غرفتها والتي كادت أن
تخلع قلبها اخلصي عايز أنااام 
بدأت بخلع حجابها و فستان زفافها الذي كان صعبا عليها خل
عه و لكنها فعلتها و دموعها لم تتوقف حتى أتلفت زينة وجهها و ذاب كحل عينيها ارتدت ملابس نومها على إستحياء و أصلحت ما يمكن اصلاحه من زينتها و رتبت شعرها البني الأملس الذي وصل لأسفل ظهرها و فتحت باب الغرفة وجدته يقف مستندا علي الحائط حتى رآها فاعتدل علي الفور ثاقبا إياها بنظرة اخترقت ضلوعها فنظرت للأسفل على إستحياء و احمرت وجنتيها تلقائيا أشاح وجهه بعيدا و كأنه أفاق من تركيزه بها وقال ببرود
عندك الأوضة اللي هناك دي 
أشار بعيدا آخر الردهة واتبع روحي نامي فيها و تركها و دلف الى غرفته و أوصد الباب خلفه 
ظلت منة العروس الحزين واقفة متجمدة و كأن وقع عليها دلوا من المياه المثلجة تريد أن تلملم ما تبعثر من كرامتها و أنوثتها لتختبئ بين أربعة جدران يحموها من ما شعرت به من صقيع الشتاء
يتبع 
الفصل الرابع
مضت ليلتها الحزينة و راحت في سباتها العميق 
بينما هناك شخص ظل شاردا جافاه النوم و جافاه قلبه كان عقل محمد يكاد ينفجر من كثرة التفكير بمنة و لا يتخيلها عروس لغيره صعب عليه الحال لا يعلم ما حالها و كيف هي الآن 
فاقت منة من سباتها على طرق شديد على الباب و الذي جعلها تفيق بفزع فتسارعت نبضات قلبها وأتبعت مين
أتاها صوته من الخارج افتحي هيكون مين 
سألت نفسها
هو لسة بيتكلم بنفس الطريقة دي
فتحت الباب فأتبع كنتي سايبة تليفونك برة مامتك اتصلت و زمانهم جايين 
ماشي 
غسلت منة وجهها و توضأت وصلت ما فاتها و دعت الله كثيرا في سجدتها بما يفطر قلبها دلف سامح اليها ليجدها على وضع السجود و أطالت به فتركها و خرج انتهت من صلاتها و بدأت بإرتداء عباءة بيضاء مطرزة بأرق ألوان الفصوص على شكل فراشة جميلة من الصدر و أسدلت شعرها خلف ظهرها وغرة بسيطة خرجت من غرفتها فاصطدمت بسامح في الردهة فاحمرت وجنتيها خجلا قال لها بقسۏةطبعا مش محتاج أقولك ماتجبيش سيرة لأي حد على حياتنا حتى مامتك و لو حد سألك عاملة ايه قولي الحمد لله و خلاص 
أومأت برأسها أكيد هو أونكل صحي نفسي أشوفه 
صحي بس في أوضته 
ابتسمت منة طيب ممكن أدخل أسلم عليه
براحتك 
طرقت منة الباب على توفيق فسمعته من الداخل أدخل 
فتحت الباب و دلفت بإبتسامتها العذبة الحنونة أونكل توفيق ازيك وحشتني أوي 
لم تلقى منة ردة الفعل التي كانت تنتظرها فقد كان بالنسبة لها صديق حميم لوالدها يتبادلا الضحكات و يعاملها أفضل حالا من والدها فقط رد على تهافتها بكلمة واحدة وإبتسامة باهتةأهلا!!
تعجبت منة من هذا الرد البارد وقالت بحنان ألف سلامة عليك يا أونكل ربنا يشفيك يارب 
شكرا 
وخرجت منة متعجبة لمعاملاتهم الجافة وزادت حيرتها وتساؤلاتها لنفسهانفسي أفهم فيه ايه!
خرجت الى سامح وسألته أحضرلكم الفطار وما أنهت كلمتها حتى رن جرس الباب فذهبت منة لغرفتها مسرعة و فتح سامح بإبتسامة واسعة أهلا اتفضلوا 
اردفت سناء صباحية مباركة يا عريس 
الله يبارك فيكي يا حماتي 
وتمتمت هالة ازيك يا سامح مبروك 
الله يبارك فيكي يا هالة عقبالك 
شكرا ربنا يخليك 
خرجت منة عندما سمعت صوت والدتها و أختها بلهفة ماما حبيبتي ازيك
حضنتها سناء بلهفة الحمدلله يا حبيبتي ازيك انتي
الحمدلله يا ماما وإلتفتت إلي هالة واحتضنتها منون حبيبتي وحشاني 
مازحتها هالةيا بكاشة لحقت أوحشك
بعدت منة عن حضنها قليلا ونظرت لعين أختها بعين ممتلئة بالدموع كدة يا هالة يعني أنا ماوحشتكيش
حضنتها هالة مرة أخرى وحشاني بس هو أنا عرفت أنام امبارح أصلا 
جلس الجميع و تبادلا الحديث فإستئذنت منهم منة و دخلت مطبخها لتحضر بعض العصير و البسكويت و الكحكتسحبت هالة من وراءها و لفت يدها حول خصر أختها وقالت بمرح عملتي ايه يا عروسة!
خجلت منة ولم تنظر لأختها وتمتمت الحمدلله 
شكلك قمر وانتي عروسة ومدت يدها بالدعاء عقبالي يارب 
ابتسمت منة بهدوء ان شاء الله يا حبيبتي 
شعرت
تم نسخ الرابط