حكايه منة
المحتويات
الفصل الأول
في احدى المكاتب بشركة كبرى للمقاولات في السعودية كان يجتمع الأستاذ حمدي مع شريكه في العمل وصديق عمره الأستاذ توفيق يتحدثان عن ترتيبات الصفقة القادمة
فهمني بس انت قلقان من ايه
أردف حمدي بهدوء فأجابه توفيق بقلق بصراحة يا حمدي مش مطمن للصفقة دي شوف اللي داخلين فيها وانت تفهم ناس أول مرة نشوفهم
مش عارف أنا قلقان و خلاص ربنا يستر
وفي منزل حمدي كانت زوجته سناء تحضر وجبة الغداء و تنتظر قدوم زوجها و إبنتيها حضر الجميع وجلسوا على المائدة و بدأوا بتبادل أطراف الحديثسأل والدهم
ايه يابنات عاملين ايه في الجامعة
تنهدت هالة وأتبعت بحنق والله أنا اتخنقت من الكلية دي أنا مش عارفة ايه اللي خلاني أدخلها
أردفت والدتها انتي اللي قعدتي تقولي عايزة أدخل طب ماحدش غصبك علي حاجة
تمتم حمدي بحنان ليه يا هالة مالها الكلية
صعبة أوي يا بابا مابلحقش أخد نفسي من المذاكرة
برمت هالة شفتيها وهي تومئ برأسها فاتبع والدهم وانتي يا منة ماشية في كليتك كويس اتجدعني دي اخر سنة ليكي و عايز تقدير مش أقل من امتياز
تنحنحت بضحك حاضر يا بابا بس اعمل حسابك ان كلية الهندسة صعبة برده
أردف ضاحكا ماشي ربنا يقويكوا يا بنات
وفي منزل توفيق
اجتمع توفيق و ابنه سامح مع فنجان القهوة ليتبادلوا أطراف الحوار على تلك الصفقة
اردف سامح بثبات الحياة تجارب يا بابا وأكيد أونكل حمدي مش هيدخلنا في صفقة كبيرة كدة و هو مش واثق في نتيجتها
تنهد توفيق على الله يابني بس اهتم برده ياسامح عايزك تسأل و تعرفلي كل صغيرة و كبيرة عن الصفقة دي
وبعد شهر تقريبا
أصاب حمدي المړض و كان من الضروري له إجراء عملية قلب مفتوح انتقل إلى المستشفي لإجراء العملية ولكن ما أصعبها و خصيصا في مثل عمره فۏفاته المنية و ترك وراءه أسرة من زوجة و ابنتين أحسوا بالإنكسار و الضعف بفقدان عائلهم الوحيد فقد كان الأب والسند و الأمان لم يتبق لهم في السعودية ما يقيموا فيها من أجله فقرروا الإنتقال إلى مصر للإستقرار في القاهرة مسقط رأسهم بالفعل استقروا في منزل الأسرة القديم الذي يحمل ذكريات كانت في يوم ما سعيدة و تبدلت بالآلام
وفي صباح ذات يوم
ذهبت الفتيات كعادتهن الى الجامعة انتهت منة من محاضراتها فجلست تنتظر هالة في كافتريا الجامعة لحين انتهاء الثانية من محاضراتها هي الأخرى وأثناء جلستها وهي تراجع في إحدى الكتب أقبل عليها أحد الأشخاص
السلام عليكم ازيك يامنة
رفعت نظرها اليه وعليكم السلام
تفاجئت به فأتبعت بابتسامة ترحيب
محمد ازيك
بادلها الابتسامة الحمد لله اخبارك ايه
تمام الحمد لله واخبار عمي و طنط و يحيى و نهلة ايه كويسين
الحمد لله كلهم بخير انتي مابتقابليش يحيى و نهلة هنا خالص
لا اصلنا بنروح على طول انا و هالة
خلاص هنتجمع بكرة ان شاء الله
عقدت منة حاجبيها ليه بكرة في حاجة ولا ايه
لا عادي عازمنكوا عالغدا بكرة و زمان ماما و بابا كلموا طنط سناء و اتفقوا
اه اوك خلاص ان شاء الله
في حضور هالة التي رأت محمد
السلام عليكم ايه ده محمد ازيك
الحمد لله يا هالة ازيك انتي
الحمد لله كويسة عاملين ايه كلكوا و عمي
الحمد لله كلنا بخير
وبعد انتهاء حديثهم قام محمد بتوصيلهم الى المنزل بعد محايلات منه صعدت البنات الى شقتهن و عاد محمد الى منزله
وفي اليوم التالي اجتمعت العائلتان و رحب الجميع بالبنات ووالدتهم جلسوا لتناول الغداء وبدأوا بسرد ذكرياتهم بكى من بكى و ضحك من ضحك حتى انتهوا و انتقلوا الي جلسة الشاي المعتادة عليها أسرنا المصرية بعد وجبة الغداء وبعد قليل طلب محمد من منة الذهاب معه قليلا الي الشرفة
مد يده اليها بألبوم صور مبتسما اتفضلي
عقدت حاجبيها باستغراب ايه ده
اجابها بابتسامة وبصوت حاني ده ألبوم صور كنت عاملهولك مخصوص
فتحت منة الألبوم و لمعت عينيها ايه ده دي صوري من وانا صغيرة ده في صور اول مرة اشوفها جبتهم منين دول !
كان عندي شوية وكنت لما بروح عند اي حد من قرايبنا اقعد ادور عليكي في الصور و اخدها
احمرت وجنتيها خجلا شكرا يا محمد بجد تسلم ايدك
العفو يا منة
تقدم اليهم هالة ونهلة ويحيى وجلس الشباب و البنات معا ليسردوا بعض من ذكريات الطفولة التي لا تنسى مهما مر عليها العمر واتفقوا ألا يبتعدوا عن بعضهم البعض مرة أخرى
انتهت جمعتهم الجميلة و عادت البنات و والدتهم إلى منزلهن وبدأت تقترب العلاقات بينهم أكثر فأكثر واقتربت البنات من نهلة ويحيى اكثر وفي الجامعة كانوا يتقابلوا يوميا عدا محمد الذي كان يختطف يوما أو اثنين من الأسبوع للتجمع معهم نظرا لظروف عمله
وفي الجامعة ذات صباح
اقترب أحد الشباب من منة الجالسة بمفردها و ألقى عليها السلام
انتبهت ورفعت رأسها للمتحدث فعقدت حاجبيها لرؤيته ابتسمت وردت السلام
سامح ايه المفاجأة دي انتوا رجعتوا
اه من أسبوع تقريبا عاملين ايه و طنط و هالة
تمام الحمدلله وانت و أونكل توفيق كويسين
الحمد لله بخير
صمت سامح لوهلة ثم ابتسم
ارتجفت منة بخجل في ايه
نظر الى عينيها مطولا وتمتم بصراحة كنتي وحشاني
احمرت وجنتيها واكتفت بإبتسامة تحمل خلفها كل معاني الخجل و الفرحة والدهشة أيضا !!!
فقد كانوا جميعا معا في السعودية قبل ۏفاة والدها و لم تشعر للحظة إهتمامه بها هكذا
اتبع سامح مالك
أبدا مفيش
وأثناء حديثهم أقبل عليهم محمد الذي استشاط من حديثها مع شخص غريب
فأردف مقطبا جبينه السلام عليكم
رد الجميع السلام وبعث محمد نظرة حادة الى سامح فأسرعت منة تعرفهم الى بعض سامح ابن أونكل توفيق صاحب بابا الله يرحمه وده محمد ابن عمي
ابتسم الشباب لبعضهم البعض كل منهم بإبتسامة باهتة تحمل مشاعر مختلفة و أتبع سامح طيب يا منة أنا همشي و أكيد هنتقابل تاني ان شاء الله و سلميلي علي طنط و هالة
الله يسلمك و سلملي كتير علي أونكل توفيق
يوصل ان شاء الله
رحل سامح وتبقى محمد بنظراته الحاړقة الغيورة فسألها مقطبا جبينه وهو يكز على اسنانه هو انتي ينفع تقعدي لوحدك مع أي حد كدة
نظرت له بإستنكار ايه اللي بتقوله ده دة واحد انا عارفاه كويس اوي و أفتكر اني عرفتك عليه
شعر محمد بتسرعه في الحديث بهذه الطريقة فهو شخص حنون وتلقائي لأبعد حد اعتذر منها دون تردد خلاص حقك عليا انا اسف
انتهى يحيى و نهلة من محاضراتهم و
أقبلوا عليهم
فأردفت نهلة السلام عليكم ازيكوا
وأتبع يحيى بتلهف أمال هالة فين
اجابت منة بإقتضاب نازلة كمان شوية
اتبعت نهلة متسائلة مالك يا منة وشك متغير
لا أبدا عادي
حضرت هالة بمرحها و عفويتها ازيكوا يا شباب
لم يجب أحد فأتبعت بمرحيا ساتر مالكوا قافشين كدة ليه
أجابها محمد لا عادي يا هالة مفيش حاجة
اعتدلت منة سريعا وأتبعت طيب يلا عشان نروح
وفي منزلهم
لاحظت هالة تغير مزاج منة فسألتها مالك يا منة بجد شكلك مش مظبوط
هو انا باين عليا اوي كدة
اه وشك متغير في حاجة حصلت
اه تخيلي مين جالي الجامعة النهاردة قبل ما تنزلي
مين
سامح !!
سامح ابن اونكل توفيق ايه ده هما نزلوا غريبة كانوا بيقولوا هيستقروا هناك !!
صمتت منة و شردت فأتبعت هالة
طيب ماشي بردو معرفتش مالك متغيرة ليه
وخبطت ذراعها بذراع منة في مزح ده انت المفروض تبقى مبسوط يا باشا
أردفت منة ناظرة أمامها بتفكير فاكرة يا هالة لما كنت بقولك انه عمره ما انتبهلي و نفسي بس يفكر فيا ولو ثانية
اجابتها هالة بمزح اه والبعيد كان في التراوة
تخيلي النهاردة قاللي ايه
ايه
قاللي اني كنت وحشاه
رفعت هالة حاجبها باستغراب سامح!! قالك انتي لا ليكي حق تتنحي بصراحة
تفتكري كان بيداري عليا كل الفترة دي
بصي سامح شخصيته غامضة شوية و تقيل حبتين يمكن كان معجب بيكي ومش مبين
ابتسمت منة تفتكري
ضحكت هالة اصبري اما نشوف اخرته ايه
وانتهى يوم البنات و ناموا لإستقبال غدهم الجديد بما يحمله من طيات و مفاجآت
يتبع
الفصل الثاني
وفي صباح يوم جديد في جامعة القاهرة
انتهى الشباب والبنات من محاضراتهم و اجتمعوا للذهاب معا لنزهة بالإتفاق من اليوم المسبق وأثناء خروجهم من الجامعة التقوا بسامح الذي وقف للتحدث مع منة و هالة متنحيين جانبا من الطريق و ينتظر الباقي على الجانب الآخر ولكن تحت أنظار محمد و يحيى
أردف سامح مبتسما ازيك يا هالة
فأجابته
الحمدلله منورين القاهرة بس مش كنتوا قلتوا انكوا هتستقروا هناك
حصل ظروف كدة واضطرينا ننزل
ثم الټفت الى منة بإبتسامة رقيقة ازيك
الحمدلله
اندهشت هالة من نبرته الهادئة وإبتسامته الغير معتادة أتبع سامح كنت عايز أتكلم معاكي شوية بس شكلكوا مستعجلين ووجه نظره ناحية المنتظرين على الجانب الآخر
فأتبعت منة اه خارجين شوية بس خير كنت عايز تتكلم في ايه
إبتسم سامح نصف إبتسامة شكلكوا متعودين علي ولاد عمكوا أوي
نظرت البنات لبعضهن البعض و قالت هالة بمزح عشرة عمر بقا
أردف سامح طيب ممكن رقمك يا منة!!
ترددت منة كثيرا و ظهر عليها الإرتباك ولكنها تمتمت اهاوك
أخذ سامح الرقم و حفظه وودعهم بنظرات خاصة إلى منة و على الجانب الآخر كان محمد و يحيى متذمرين مما يروا
وصلا البنات إلى منتظريهم كل منهم بنظرته إليهن دون حديث
بدأت نزهتهم وأردف يحيى بسؤاله الى هالة مين ده اللي حضرتك كنتي واقفة معاه
ضحكت هالة بطفولية وأتبعت ومالك بتتكلم كده ليه
رد يحيى بضجرأنا مابهزرش مين ده
ده سامح ابن صاحب بابا الله يرحمه
أتبع يحيى بعصبية وانتي ازاي انتي و منة تقفوا معاه كدة أنا كنت ماسك نفسي لولا ان محمد هداني بس ماينفعش كده على فكرة
امتعضت هالة وهتفت نعم يعني كنت ناوي تعمل ايه ان شاء الله وبعدين احنا عارفين بعض من زمان جدا و كنا على طول مع بعض في السعودية
وزادت عصبيته وتفتكري الناس اللي كانت واقفة حواليكوا عارفين كل اللي بتقوليه ده الناس مالهاش غير المظاهر يا هانم
استشاطت هالة وأتبعت يا سلام طب ما انتوا بتقفوا معانا انتوا كمان والناس مش عارفين انكوا ولاد
متابعة القراءة