حكايه منة
التوقيت الخاطئ ليفعل ما يراه صحيحا من وجهة نظره فتكون النتيجة سلبية حتما
إنتقل سامح إلى مكتبه وهو يزفر و لا يطيق الهواء الذي يتنفسه فقابله مصطفى إيه يابني
مالك العفاريت بتتنطط قدامك ليه
اردف سامح پغضب اطلع من دماغي يا مصطفى دلوقتي
تاني هتغلط وترجع ټندم وتتأسف اهدى بس و هتف على العامل ليعد لهم فنجانين من القهوة دلوقتي القهوة تيجي إشربها و بعبع يا حبيبي كل اللي في قلبك
ها يا سيدياحكي
ياأخي كل ما أنوي أكلمها كويس ألاقي حاجة تنطط العفاريت قدام عيني و أقولها كلام زي الطوب
همس مصطفى لنفسه انت هتقولي عالطوب
بتقول ايه
لا يا حبيبي ولا حاجة طيب إيه اللي بيخليك تحدف الطوب ده قصدي يعني تتعصب عليها وكدة
ابن عمها شكله كدة بيحبها وما صدق تتطلق لقيته قاعد جمبها و عمالين يرغوا ماستحملتش و سمعتها كلام زي السم
ولا قبلين شدينا طبعا مع بعض والباشا وأخوه إتخانقوا معايا وحتى أختها مش طايقاني و إدتني كلمتين
بص مايهمكش دلوقتي مين طايقك ومين لأ المهم دلوقتي انك تروحلها بس في بيتها عشان الزحمة وتعتذر لها و تظبطها كدة بهدية رقيقة البنات بيموتوا في الهداياصدقني وإسمع مني
ان شاء الله أما نشوف
الفصل الرابع عشر
انطلقت منة و هالة إلى المنزل في صمت تام حتى وصلا فإتجهت منة نحو غرفتها على الفور وأوصدت الباب خلفهاارتمت على فراشها في حالة من البكاء الشديد لتطرق هالة الباب عليها
منةافتحي يا منة بس دخليني
سيبيني شوية يا هالة بالله عليكي
يابنتي افتحي قبل ما ماما تيجي من بره
شوفتي يا هالة على آخر الزمن يتعملي ڤضيحة في الجامعة والناس تتفرج عليا
إحتضنتها هالة معلش يا حبيبتي إهدي كدة
أهدي ازاي بس ده أنا بعد كدة هيشاوروا عليا في الجامعة
أي واحدة ممكن تتعرض للموقف ده يا منة عادي يعني المهم قوليلي سامح بيه ده قالك إيه
معلش يا حبيبتيهو دايما كدة لسانه بينقط سكر
اتنرفز عشان لقاني قاعدة جمبه و بنتكلم مع بعض
كبري دماغك منه
شردت منة وأفاقتها هالة من شرودها إيه يا منة بتفكري في إيه
تخيلي محمد قالي النهاردة أنه بيحبني وعايز يتجوزني
ضحكت هالة المچنون وده وقته
طيب وناوية على إيه
معرفش والله معرفش أنا خلاص مخي وقف
طيب انتي صليتي استخارة
اه بس معرفش ساعات بحس إني عايزة أرجعله وساعات بحس اني جاية على كرامتي معاه أوي
طيب يا منة قومي نصلي العصر و اهدي كدة عاوزين نذاكرلنا كلمتين الإمتحانات خلاص قربت و إنتي ماتفكريش في حاجة دلوقتي
حاضر يا هالة
اردفت نهلةممكن بقا تفهموني اللي حصل النهاردة ده بدل ما أنا كنت عاملة زي الهبلة وسطكم
اردف يحيى والله أنا زيي زيك
واتبع محمدمنة إتطلقت
صړخت نهلة وهي واضعة يدها على فمها إيه امتي ده وليه
من زمان قبل خطوبة يحيى بس ماكانتش قايلة لحد
تمتمت نهلةطيب ليه أصلا
معرفش السبب
ياعيني يامنة دي بتحبه أوي
رمقها يحيى بنظرة وإرتبكت نهلة فقد نست للحظة حب محمد لمنة
تنحنحت نهلة طيب أنا هقوم أتصل بيها وأطمن عليها
بعد أن ذهبت نهلة شرد محمد فقاطعه يحيى إيه يا محمد مالك
حاسس إني بوظت الدنيا النهاردة
ازاي يعني
قلت لمنة إني بحبها وعايز أتجوزها
خبط يحيى على جبهته بيدهوده وقته يا محمد هو انت يا ماتتكلمش خالص يا تتكلم مرة واحدة كدة مع نفسك
زفر محمدمعرفش بقا هي طلعت مني كدة و بصراحة خفت الفرصة تضيع من إيدي وأرجع أندم عليها
لا حول ولا قوة إلا بالله إفرض رجعوا لبعض هيبقى شكلك إيه دلوقتي
وشرد محمد مرة أخرى في كلام يحيى وماذا لو عادت منة لزوجها هل يجوز له النظر لها لاحقا أم سيختفي من حياتها نهائيا
خرج سامح من مكتبه مصاحبا مصطفى و توجهوا إلى أغلى محلات الورود وصنع باقة من أجمل أنواع الورود الملونة و أذكاها رائحة
وفي المساء توجه سامح إلى منزلها و نبضات قلبه تتسارع نبضة تلو الأخرى حتى وصل وصعد على الدرج و عندما رن جرس الباب توجهت هالة لتفتح و تتفاجئ به
انت جاي تكمل خناق هنا ولا إيه
حك سامح رأسه بطرف إصبعه لشعوره بالحرج إزيك يا هالة
ردت بضجركويسة الحمدلله
طيب ممكن أدخل
اتفضل
ودخل سامح حاملا الورود وجلس على أقرب كرسي دخلت هالة إلى منة تبلغها بمجيئه فخفق قلبها بشدة وإرتبكت وهي تبحث حولها عن إسدالها وظلت تتلفت حول نفسها كالتائهة
هتفت هالة بتهكم اهدي بالراحة مش هيطير هو
خجلت منة وقالت لأ عادي بس أصلي إتفاجئت وتوجهت هالة لتخبر والدتها
خرجت منة بخطوات بطيئة ليقف سامح فور رؤيتها ويمد يده إليها مبتسما بباقة الورد أخذتها منة في صمت وبدون أي تعبير على ملامحها إتفضل
جلس الإثنان وظل سامح معلق نظره عليها أما هي فعيناها في الأسفل وكأنها تبحث عن شئ ما ضائع منها
وحشتيني أوي
إحمرت وجنتيها تلقائيا وأشاحت بوجهها بعيدا
منة ممكن تبصيلي
لم تنفذ منة طلبه وظلت على وضعها فمد يده ببطء إلى وجهها و سحبه قليلا ناحيته فإقشعر بدنها من لمسته ولكن تماسكت فبعدت وجهها مرة أخرى إيه يا سامح جاي تضايقني بكلامك تاني
أنا آسف واللهبس اتغظت لما لقيتك قاعدة جمبه و عمالين تتكلموا واضح جدا إن نظراته ليكي مش طبيعية
على فكرة محمد إنسان محترم جدا وماتنساش إنه ابن عميوأتبعت بعندوبعدين أصلا أنا حرة أعمل اللي أنا عايزاه وانت مالكش حاجة عندي
تمالك سامح أعصابه وهو يكز على أسنانه انتي خلاص يا منة مبقتيش عايزاني
إبتلعت ريقهاإنت اللي اتخليت عني وقدرت تنطقها بسهولة أويبصراحة إنت خوفتني منك
وبدأ يداعبها بكلماته والله أنا وحش و ماستاهلش القمر ده بس سامحيني يا
منة كنت حاسس إني مش هقدر أبص في عينك تاني وانتي عارفة الحاجة في أولها بتبقى صعبة و بتخف مع الوقتبس بعد كدة عرفت إني مش قادر أستغنى عن أجمل عيون شفتها في حياتي
وإنهارت منة أمام حبها الأول والتي كانت تتمني سماع تلك الكلمات من بين شفتيه ولكنها لم تظهر على ملامحها القبول أخرج سامح علبة صغيرة من جيبه وأعطاها إياهاممكن تقبلي دي
نظرت لها بطرف عينها ثم حولت نظرها عنها مرة أخرى واتبعت إيه دي
افتحيها وانتي تشوفي
لأ شكرا
اعتدل سامح وانحنى أمامها على ركبتيه وفتح العلبة وإذا بها تجد خاتم ذهب فنظرت لهم متعجبةإيه ده
قال سامح وهو على وضعهتقبلي تتجوزيني!!
إبتسمت منة و وجهها يشع بالإحمرار والحرارة حتى دمعت عيناها وقالت بإبتسامة ضاحكة ودمعة براقة راقصة
إيه اللي بتعمله ده
بعمل اللي كان المفروض أعمله من زمانوبطلب إيدك بس بجد المرة دي وأوعدك إني أحافظ عليكي لحد آخر يوم في عمري
كان قلبها يرقص ويدها ترتجف و تاهت الحروف من على شفتيها حتى دخلت والدتها عليهم وأنقذتها من ورطتها فاعتدل سامح سريعا
منور يا سامح قلت أسيبكوا شوية تتكلموا لوحدكوا
وكانت منة في حالة من الصمت ولكن ملامحها تنم عن الرضا والقبول
والله يا طنط أنا قلت لمنة كل اللي في نفسي بس مش هضغط عليها دلوقتي هسيبها تفكر براحتها
كان سامح يحدث والدة منة ولكن نظره مازال معلق بمنة ثم اعتدل و إستئذن للرحيل فإعتدلت منة هي الأخرى و سلم عليها مطبقا على يدها بيده لتحمر وجنتيها مرة أخرى حتى رحل
دخلت
هالة على الفور لتسألها ها إحكيلي بالتفصيل فورا حالا إيه اللي حصل
يا بت سيبيها تشم نفسها شوية
تشم نفسها من إيه يا ماما هي كانت في سباق
ضحكت سناء أكتر و حياتك مش شايفة وشها بقا زي الطمطماية إزاي
هتفضلوا تتريقوا عليا كدة طيب أنا بقا مش هحكي حاجة و هربت إلى غرفتها و هالة تجري خلفها
وفي صباح اليوم التالي ذهبت البنات إلى الجامعة وقد تبدلت منة إلى أحسن حالاتها فمن يراها لأول وهلة يشعر بحيويتها المطلة من عينيها و إشراقتها المنبعثة من إبتسامتها قضى الجميع محاضراته و إتجه كل منهم على جدول إمتحاناته المعلق ثم إجتمعوا أخيرا عند مكانهم المعتاد وبدأ الكلام عن الإمتحانات وأجوائها حتى قاطعت نهلة الحديث هامسة لهالة في أذنها ماقلتليش إن منة إتطلقت
وكزتها هالة في ذراعها طيب مش وقته الكلام دهبعدين
وقالت منة فجأة أنا عايزة أخرج إيه رأيكوا
اردف يحيى والله فكرة الواحد داخل على إمتحانات ولازم يفصل
اتبعت هالة بمرحده على أساس إننا مافصلناش في إسكندرية
اتبعت نهلةوإيه يعني يا هالة نفصل تاني
ضحك الجميع وقالت هالة خلاص أوك بس هنروح فين
اردف يحيى إقترحوا
فهتفت منةأنا دريم بارك
نظر الجميع لبعض و ضحكوا
واتبعت هالةوأنا حديقة الأزهر
تمتمت نهلة معرفش بصراحة بس دريم شغالة
اتبع يحيى موجها كلامه لهالةخلاص معلش يا قلبي نمشيها دريم المرة دي وأبقى أوديكي أنا حديقة الأزهر
هتفت هالةإذا كان كدة ماشي
اردفت نهلةطيب هنروح لوحدنا
ضحكت هالة لأ طبعا أكيد يحيى حبيبنا هيقول لجيرانه وأصحابهمش كدة يا يحيى
ابتسمت نهلة خجلا من يحيى ورد يحيى اه طبعا ده أساسي أهو يشيل الصداع معايا شوية
ضحكت البنات وحددوا اليوم المقبل لرحلتهم المحدودة إجتمع كل من منة وهالة ونهلة ويحيى وسامر ومحمد وتوجهوا إلى دريم و بدأوا باللعب و المرح والنشاط يملأهم حتى رن هاتف منة فأجابتألو
وحشتيني
إبتسمت منة في خجل
إيه الدوشة دي انتي فين
في دريم
دريم مرة واحدة اشمعنى كده
يعني طقت في دماغي وقلتلهم نطلع دريم
اممم مين معاكي
هالة ونهلة و وولاد عمي
شعر سامح بالغيرة ولكنه حاول إخفاء شعورهولاد عمك أه طيب استمتعي بقا
سامح
ياقلب سامح
ماتيجي الجو تحفة بجد ومبسوطين أوي
لا بلاش أنا عشان مضايقش حد عندكبس كنت عايز أقابلك ممكن بعد ما تخلصي أستناكي برة و أعزمك عالغداأنا عارف دريم بتقفل إمتى
اممم أفكر
ضحك سامح واتبع خلاص هستناكي
اوك
منة ممكن تاخدي بالك من نفسك و
خلاص
عايز تقول إيه
مش عايز أضايقك
طيب قول يمكن مش أتضايق
مش عايزك تقعدي معاه لوحدكوا ممكن
امم حاضر
إيه ده يعني ماتضايقتيش
تخيل لأ
ضحك سامح وسمعت منة صوت الشبابيلا بقا دورنا قرب يا منة
طيب يلا روحي وماتلعبيش الألعاب الصعبة
في دي بقا ما أوعدكش الصراحة
ايه ده انتي منهم
أيون هو انت مش منهم ولا إيه
لأ أنا بتفرج و بصوت مع نفسي
ضحكت منةطيب باي بقا ھيقتلوني
ده أنا كنت أدبحهميلا لا إله إلا الله
سيدنا محمد رسول الله
وانتهت المكالمة وقفز سامح من مكانه في الجو وكأنه ملك الدنيا و ضحكت في وجهه الحياة من جديد و كانت منة إبتسامتها لا تفارق شفتيها على عكس محمد فشعر أن هذه هي النهاية فتنحى جانبا لدقيقة ثم إختفى من بينهم
فيتبقى الحب تركيبة معقدة و يصبح العبث به صدمة مؤلمة فحين تعشق لا تفشي سرك قبل أن تتأكد من قلب من عشقت هل هو فارغ أم ېقتله لوعة عشقه
أجرى يحيى إتصاله بمحمد المختفي فجأة إيه يا بني انت فين
معلش يا يحيى أنا
مشيت
كده مع نفسكطب قول للي معاك
معلش اتخنقت فجأة ومقدرتش أستنى
مالك يا محمد
مفيش حاجة يلا خد بالك من البنات
وشعر يحيى بنبرة حزن في صوت محمد فأكمل يومه في قلق على أخيه انتهى اليوم و خرج البنات والشباب لتجد منة سامح في إنتظارها فإقترب عليهم ليلقي السلام رد الجميع السلام وإستئذنتهم منة فذهبت مع سامح نحو سيارته ليفتح لها باب السيارة و ينحني لها اتفضلي
ابتسمت منة وهي تستقل السيارة وإستقلها هو الآخر ثم إستدار بجسمه إليها اتبسطتي
اه اوي
تنحنح قائلا أمال قريبك التاني فين
معرفش مشي فجأة
فقال بصوت خاڤت جدا أحسن
نعم بتقول حاجة
لأ أبدا ها تحبي تتغدي إيه
أي حاجة
بيني و بينك أنا ھموت على صينية المكرونة بالبشاميل بتاعتك
إحمرت وجنتيها مبتسمة في خجل وقالت لتغير مجرى الحوار أونكل توفيق عامل إيه
الحمدلله بيسلم عليكي أوي وبيقول انك وحشاه أوي و باعتلك حاجة
اقتضبت جبينها في تساؤل حاجة إيه
ا مش هنمشي بقا ولا إيه
ابتسم سامح و انطلق بالسيارة حتى وقفا عند إحدى المطاعم و ترجلا منها ودخلا ليختاروا طعامهم و أثناء جلستهم
قلتي ايه بقا
في ايه
مواففة تتجوزيني
إبتسمت منة وأومأت برأسها وإذا به يقف في منتصف المطعم و يأتي النادل بطبق مغطى وينحني أمامها فتتسائل منة بنظرة لها إلى سامح فيومئ إليها بالإيجاب لتكشف الغطاء وتجد دبلتين مربوطتين بشريط من الستان الأبيض فټنهار منة لتختلط الفرحة بدموعها و يصفق كل من في المطعم و تتطلق الألعاب الڼارية في السماء فيمسك سامح بالدبل و يلبسوها معا ليقص أحدهم الشريط ويقبل سامح كفها و جبهتها وهي تذوب في نفسها خجلا
يتبع
الفصل الخامس عشر والأخير
أحببتك حتى النهايةأحببت حتى قسوتك في حبك فحن قلبك لحناني عليك فأنت لي شتائي و أنت لي الربيع فياربي إبقيه لي أيا كان و خذ بناصيته إلي
لم تتمالك منة نفسها مما فعله سامح فكانت تحلق كالعصفور في سمائها حتى إنتهت ليلتهم و عادت أدراجها إلى منزلها فدخلت تتمايل يمنة ويسرة تغني بما يحلو لها حتى إصطدمت بوالدتها فأتبعت
بسم الله الرحمن الرحيممالك يا منة
أمسكت منة بكتفي والدتها وهي تتمايل و تمايلها معها
باركيلي يامامتي باركيلي
اردفت سناء بفرحة مبروك يا قلب مامتكخلاص رجعتوا لبعض
رفعت يدها اليسري المتوجة بدبلته وهي تراقصهاإنتي شايفة إيه
من فرحة والدتها أطلقت زغرودة عالية أفاقت بها هالة التي عادت و تدثرت في فراشها فخرجت إليهم مسرعة تهتف ببلاهة مين اللي نجح!
ضحكت منة وسناء على عفوية هالة وقالت سناء أختك رجعت لجوزها
رفعت هالة حاجبيها ولوت شفتيها والله يا أختي ما عارفة أباركلك ولا أضربك
مطت منة شفتيها بحركة طفولية وكأنها طفل حزينكدة يا هلولة تباركيلي طبعا ده عملي شوية مفاجآت النهاردةوالله هو طيب أوي يا هالة
إحتضنتها هالة واتبعت إذا كان كدة ماشيمبروك يا منونتي بس لازم تحكيلي بالتفصيل
وسردت منة لهالة و لوالدتها تفاصيل رجوعها إلى سامح و فسحتها معه
كان محمد يجلس على قهوتهم المفضلة حتى أقبل عليه يحيى وسامر حين عودتهم من رحلتهم الصغيرة مع البنات فإقتربوا منه و سحب كل منهم كرسيه و جلسوا بجواره
اتبع يحيى إيه يا محمد مالكسبتنا و مشيت ليه
تمتم محمد في شرود عادي بدل ما أنكد عليكوا سيبتكوا تتبسطوا
ربت سامر على كتفه إيه اللي حصل
اردف محمد بحزنشكل كدة صاحبك هيعيش وحيد طول عمره
اتبع يحيى هي رجعتله ولا إيه
ليه ماشفتهاش وهي بتكلمه وكانت مبسوطة ازاي
ماخدتش بالي الصراحة
خلاص يا جماعةقفلوا عالسيرة دي واللي بيحبني بجد ماعدش يفتح الموضوع ده قدامي
ومضت الأيام و أكمل
الجميع إمتحاناته حتى جاء موعد خطوبة نهلة و سامر و كانت من أجمل الليالي ولكنها لم تخلو من الغيرة للبعض فبعدها إتخذ محمد قراره بالرحيل فهو لا يطيق حتى إبتساماتها معه ونظراتهم المتبادلة
وفي إحدى مقابلاتهم
اتبع سامحمش ناوية ترجعي بيت جوزك
ابتسمت منة في خجل إن شاء الله
على فكرة اللي مصبرني طول الفترة دي إني موصي على عفش كامل جديد و مستني ييجي بس ساعتها مش هسيبك
تفاجئت منة وإحمرت وجنتيها من كلمته واتبعت انت بتهرج ماهو العفش بتاعكوا حلو
أديكي قولتيها العفش بتاعكوا إنما ده هيبقى بتاعك إنتي وبس وكمان هجبلك شقة جديدة
لا بقا في دي أنا مش موافقة مقدرش بجد أسيب أونكل توفيق يا سامح ماينفعش أصلا يقعد لوحده وخصوصا في حالته دي
بس أنا عايز أعملك شقة لوحدك تبقى مملكتك انتي
لأ بلاش عشان خاطري والله الشقة كبيرة جدا و واسعة و جميلة وبعدين كفاية الڤرندة بتاعتها اللي عالنيل دي
خلاص هجبلك شقة برده عالنيل و وقت ماتحبي تنقلي فيها ننقل
إبتسمت منة واتبعت ربنا يخليك ليا
ويخليكي ليا بس في حاجة
إيه هي
في حاجة جايبهالك و خاېف مقاسها مايبقاش مظبوط عليكي
حاجة إيه
عامة هي معايا في العربية هديهالك واحنا مروحين وتقيسيها في البيت و تكلميني فورا تقوليلي رأيك
اوك
وإنتهت سهرتهم وأخرج سامح من سيارته علبة كبيرة جدا و ثقيلة وأعطاها إياها فتعجبت منة كل دي!!
بس أول ما تطلعي و تقيسي كلميني
يعني مش هتطلع معايا
لأ عايز أتفاجئ بعدين
صعدت منة و دخلت غرفتها و كانت معها هالة و ظلت تحاول فتح العلبة المغلقة بإحكام حتى تفاجئت بفستان زفاف أبيض فصړخت هالة لرؤيته و تجمدت منة في مكانها و هي متنحة حتى سالت دموعها ولا تدري من أين تأتي قدمت سناء على صړاخ هالة فوجدت الفستان على الفراش فتعالت الزغاريد و غمرت الفرحة قلوبهم ويظل الفستان الأبيض له فرحة و رهبة لا توصف بكلام مهما طال بنا العمر فكم من بنوتة حلمت به و كم من زوجة تمنت إرتدائه مرة أخرى و تكرار ليلة عمرها ثانية
بعد أن فاقت من ذهولها إرتدت منة فستانها وكأنها ترتديه للمرة الأولى حتى دمعت أعين الجميع و أجرت إتصالها على الفور بسامح الذي أجاب في لحظة وقال عجبك!
بكت منة في الهاتف إيه ده يا سامح جايبه ليه ده
عجبك
أوووووي أنا قلبي هيقف
بعد الشړ عليكي يا قلبي
بس ليه جايبه أصلا ما أنا لبسته قبل كدة
ماخدتش بالي منه قبل كدة انتي عروسة وانسي كل اللي فات وهيتعملك أجمل ليلة!!
انت بتهرررجلا لا هتكسف يا سامح
ششش مفيش كلام تاني أنا حجزت القاعة و إعملي حسابك فرحنا الأسبوع الجاي يا أجمل عروسة في عنيا
لا إنت مچنون والله
انتي اللي جننتيني
وجاء يوم زفافهم الثاني في نظر الحضور و لكنه الأول والأخير في قلب سامح و منة و طلت بفستانها الأبيض وهي تذوب خجلا و دمعت عيون والدتها و حضر توفيق على كرسيه فكانت المرة الأولى التي يخرج فيها بعد مرضه
و أثناء الحفل مسك سامح بالمايك و عم الصمت في القاعة حتى بدأ بالغناء انت ياللي خدت قلبي مالزمان ومن اللي فيهأحلى عمر أنا عيشته جمبك والحنان عندك كتيرهو في كدة زي قلبك لسة فيه في الدنيا خيرعمري ما أنسي أنا قبلك كنت في إيهومعاك بقيت أنا إيه أنا باقي ليك ولحد ماعمري ينتهي هفضل يا حبيبي معاك وهعيش وأموت بهواك أنا ليا مين غيرك حبيب عمري
وأنهي غناؤه ثم قال كلمته وكأنها وعد منه لها أمام الجميع سامحيني على كل حاجة وحشة عملتها فيكي و أوعدك ما ينزلش منك دمعة واحدة من عينيكي في يوم بسببي وهتف بأعلى صوت بحبك يا منة
وانتشلها وظل يدور بها مع تصفيق الجميع و دموع الفرحة تغمر الوجوه ثم أنزلها من بين يديه و قبل جبهتها و هي تبكي من فرحتها و فرط سعادتها حتى انتهى الحفل و ذهبوا إلى شقتهم الجديدة المفروشة بأحدث الأثاث و الديكورات و قضوا فيها ليلتهم الأولى حتى أدركت شهرزاد الصباح و سكتت عن الكلام المباح
وبعدها إنضموا الى توفيق في الشقة التي كانت بها ذكرياتهم الحلوة و المرة و عاشوا بها في هناء حتى سافروا لقضاء شهر العسل
و كأننا نرى الأشياء و الأماكن من خلف حالتنا النفسية فقد نراها قبيحة ذات مرة و بنفس الرؤية نجدها من أجمل ما مرت على أعيننا ويكمن السر خلف أمزجتنا فتلونت أمامهم الحياة بأجمل أيام العمر و تلألأت الأيام بأسعد اللحظات
أما محمد فأحضر أوراقه وسافر إلى حيث لا يراها أمامه وظلت والدته تبحث له عن عروس و لكن دون جدوى فهي بقلبه دائما وأمام عينه
وبعد مرور شهور من الحب و العسل أقيم حفل زفاف هالة و يحيى و كانت ليلة من أجمل الليالي بإطلالتها البيضاء و كان فرح غير تقليدي فامتلئ بالمزح و العفوية التي ميزته عن باقي حفلات الزفاف
وبعد مرور سنين
تيتة تيتة حايزة حاجة حوة
سناءحبيبة قلب تيتة عنيا
اتبعت منةبس يا حنين سيبي تيتة شوية
هتفت سناء مالكيش دعوة بحنونتي حبييتي
واردف سامحمعلش يا حماتي حنين مغلباكي معاها
براحتها دة أعز الولد ولد الولد
واتبعت هالة يحيى يحيى نفسي في البطيخ
هتف يحيى بطيخ في الشتا !! أجيبه منين ده إلحقيني يا ماما
وضحك الجميع
رزق سامح و منة بحنين و رزق يحيى و هالة من شهرها السابع بسيف وتزوجت نهلة من سامر
تمت