حكايه منة
المحتويات
تشرب معايا القهوة في الفرندة الهوا هناك يرد الروح
حاضر يا بابا
أحضر سامح القهوة وإتجهوا نحو الشرفة و تبادلوا أطراف الحوار
أخبار الشغل ايه
تمام يا بابااطمن
وأخبارك انت ايه
الحمدلله
ماشفتش منة تاني
صمت سامح لوهلة شفتها امبارح في خطوبة هالة
انت رحت!
رحتبس منة
رفضت تكلمني
ربط توفيق على يده معلش يا ابني اللي حصلها مش شوية وانت لو عايزها بجد وندمان ماتحاولش مرة واحدة بس كلمها تاني و تالت
ابتسم توفيق ياابني دي بتحبك يعني هتفرح بإصرارك عليها
ابتسم سامح وكأن والده أعطاه أمل في الحياة من جديد ليعيش من أجله
فبالأمل تكون للحياة مذاقها
مش ناوية تقوليلي أنا طيب ايه اللي مزعلك مع سامح
زفرت منة وهتفت ياربي هو انتوا ما وراكوش غيري يا هالة
لفت منة ذراعها حول كتف هالةمعلش يا هلولةاستحملي أختك المچنونة و ماتزعليش مني وقبلتها في وجنتها
أنا مش زعلانةبس عايزة أطمن عليكي
أناكويسة ولما نرجع ان شاء الله هحكلكوا بالتفصيل
وقاطعهم هاتف هالة فأجابت ألو ازيك يا قطتي
هالة يا هالة يا هالة باركيلي يا هالة
ايه يا بت أباركلك علي ايه
صړخت هالة من فرحتها بجد يا نهلة ألف مبروك يا نهولتي
وكانت منة بجانبها مندهشة و ظلت تنقر على كتف هالة وتسألها فيه ايه فيه ايه
وجهت هالة حديثها لمنة ضاحكة كتفي حرام عليكي سامر خطب نهلة
فرحت منة كثيرا و نشلت الهاتف من يد هالةمبروك يا نهولة يا قمر شفتي بقا قلتلك إن الله مع الصابرين أتاريه كان عاشق ولهان و مداري يا جميل
اردف يحيىدلوقتي عايزين نعرف مين هيسافر معانا عشان هحجز بكرة
رد محمد بتلعثم هي منة هتيجي
اه هتيجي بس لوحدها من غير جوزهاكدة يبقى هالة ومنة و طنط وأمي و نهلة وأنا وانت و سامر
سامر هييجي
اه واحتمال يجيب مامتههتأكد منه بكرة قبل ما أحجز
و كان محمد في قمة فرحته لأنه سيحظى برؤيتها ليلا و نهارا في هذه الرحلة
وعلى آذان المغرب في اليوم المقبل إجتمع سامر و والديه مع أسرة الحاج صلاح و تبادلوا الترحاب وكان القبول من الطرفين فكان بينهم جيرة وصداقة تجمعهم عالفرح و الحزن دائما فتمت قراءة الفاتحة
حتى جاء يوم السفرتوجه الجميع في سيارتين إحداهما سيارة محمدوالأخرى سيارة سامر وإتجهوا نحو عروس البحر المتوسط
قضى الجميع يومهم في سعادة و جاء منتصف الليل فعادوا إلى الشاليه للراحة فقد أرهقوا كثيرا من السفر و البحرنام الجميع حتى أقبل الفجرقام الجميع للصلاة ثم خلدوا للنوم مرة أخرى ولكن تبقت منة في الفراش وجافاها النوم فخرجت إلى الشرفة لتشم رائحة البحر و يثيرها منظره في ساعة الشروق وهو يحتضن الشمس لم تتحمل فانسحبت في هدوء و خرجت إلى الشاطئ
وقفت على طرف البحر تلامس قدمها بالمياه فتتراجع للخلف ثم تعاود قدما و ټلمسها مرة أخرى بخفة ما إن دق هاتفها
تعجبت منة من رؤية إسم المتصل و ترددت كثيرا في الإجابة ولكن قلبها لم يتردد فأجابت في صمت
ألو منةسامعاني
أيوة
ازيك
الحمدلله
آسف اني بتصل دلوقتي بس أنا عارف انك بتصلي الفجر و بتسهري شوية
وبتتصل ليه أصلا يا سامح
منة عايز أتكلم معاكيأرجوكي إديني فرصة
فرصةانت مش حاسس انت عملت فيا ايه
يامنة ڠصب عني صدقيني أنا ندمان والله
انفعلت منة و ارتفع صوتها في عصبية ندمان على إيه بالظبط يا سامح على انك ظلمتني مرتينمن فضلك يا سامح بالله عليك سبني في حالي احنا خلاص اتطلقنا صدقني أنا كنت نسيت كل حاجة حصلت وماكنتش فاكرة غير آخر يومين لينا مع بعض انما بعد اللي عملتوا فكرتني بكل حاجة حصلت قبل كدة انت اللي عملت كدة مش أنا يا سامح أرجوك سبني بقا أنسى وأرجع تاني لحياتي قبل ما أعرفك
قالت ما قالت وما شعرت بجسدها فسقطت مغشى عليها أقبل إليها من كان يراقبها على مسافة قريبة و يمشي خلفها حفاظا عليها من أن يمسها مكروه انتشلها من وسط الرمال الساخنة من أثر أشعة الشمس بين ذراعيه واتجه ناحية الشاليه لتصرخ نهلة لرؤيتهم منة في ايه يا محمد مالها منة
صړخ محمد بوجهها اهدي افتحيلي باب الأوضة
استيقظ الجميع في هلع من صراخهم و فتحت نهلة الغرفة على هالة التي صړخت لرؤية أختها على ذراع محمد سطحها على الفراش و قامت هالة بخلع حجابها و حاولت إفاقتها و يقف الجميع حولها و ينتظر الشباب بالخارج عدا محمد كان معهم داخل الغرفة
فاقت منة في اضطراب و تشويش في رؤيتها وقالت بصوت يكاد يسمع أنا فين
هدأتها والدتها التي كانت تجلس بجانبها وهي تبكي انتي هنا يا حبيبتي معانا
هو إيه اللي حصل
نظر الجميع إلى محمد فاتبعكانت واقفة عالشط و أغمى عليها فجأة
قالت منة مرتبكة هو انت كنت واقف
تنحنح محمد في خجل اه كنت وراكي خفت حد يضايقك فنزلت وراكي
ابتلعت منة ريقها و تأكدت أن محمد سمع ما دار بينها وبين سامح في المكالمة وعلم سرها
قالت والدتها بفرحةيمكن تكوني حامل
ارتبكت منة و تبادلت النظرات الزائغة مع هالة التي قالت بتلعثم لا يا ماما مش حامل
وانتي ايش عرفك يا بنتي
هو أنا مدرسة واقفة قدامك يا ماما بنتك دكتورة يا
سناء
فضحك الجميع شعرت منة بشعرها يلامس جبهتها فهتفت فين طرحتي
فشعر محمد بإحراج وخرج سريعا ليطمئن الشباب في الخارج
كدة يا هالة سايباني بشعري قدام محمد كدة
معلش يا منة كان لازم أفك الطرحة عشان ماتتخنقيش و بعدين ده جاي شايلك اتنيلي
اقتضبت منة جبينها و زفرت فقالت والدة محمدماتزعليش يا حبيبتي مش أحسن لما حد غريب تاني كان يشيلك و يجيبكابتسمت منة ابتسامة باهتة في صمت و رمقتها والدتها بنظرة وقالت كتر خيره والله محمد جدع و رجل
قالت هالة بمرح ماتقلقيش يا منة مش لوحدك يا حبيبتي نهلة فتحت عليا الباب وأنا نايمة و كنت واخدة راحتي عالآخر
ضحك الجميع و قالت نهلة يعني كنت أسيبه واقف شايلها برة وأدخل أستئذن حضرتك
فساد جو الضحك في الغرفة و لكن شردت منة ياترى سمعت إيه يا محمد وعرفت إيه يارب مايتكلمش قدامهم عن حاجة
بينما كان محمد منفردا بنفسه يتذكر كل كلمة سمعها و يتسائل ياترى كان فيه ايه بينهم و بيظلمها ازاي بس هي اتطلقتمش قادر أصدق يعني منة خلاص مابقتش ملك حدايه يا محمد انت فرحان فيها ولا ايهلا والله بس بصراحة فرحان برده بس مش فيها والله!! وظل تفكير محمد يتأرجح بين الفرحة و الإضطراب واللوم و مشاعر أخرى
خلدت منة الى النوم و مر الوقت حتى آذان العصر استيقظت وخرجت من الغرفة توضأت وصلت فرضها وخرجت للجميع في الشرفة
السلام عليكم
رد الجميع السلام
اردفت هالة عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
الحمدلله يا هالة
هتفت نهلة بمرحيلا يا منون البسي بقا عشان ننزل الشباب سبقونا
واحنا مستنينك جاية تناميلنا هنا
معلش بقا يا نهولتيقلتلكوا بلاش أنا افتكروا اني قلتلكوا بلاش
ضحكت البنات وقالت هالة لنهلة طبعا متغاظة انتي و نفسك تجري عالبحر عشان الجو هناك وحشك أوي
ڼهرتها نهلة بضړبة خفيفةيا بت بس لا مامته تسمعك هتفضحيني
وكانت الأمهات في المطبخ يطهوا الغذاء في مرح وود خرجت البنات إلى الشاطئ لحين إنتهاء أمهاتهم من الطهي حتى وصلن وتقابلن مع الشباب و جلسوا جميعا على الشاطئ و تبادل العرائس والعرسان النظرات الهائمة وكان محمد شاردا فإتجهت منة نحوه
محمد
انتبه وتسارعت دقات قلبه منة حمدلله على سلامتك
الله يسلمك ممكن أتكلم معاك شوية
اه طبعااتفضلي
جلست منة وزادها الإرتباك في صمت
عايزة تقولي ايه
انت سمعتني وأنا بتكلم في التليفون
بصراحة اهأنا آسف بس كنتي متعصبة و صوتك عالي أوي
ابتلعت منة ريقها وقالت بتلعثم يعني عرفت حاجة
أومأ محمد برأسه فسألته
وقلت حاجة لأي حد
لأحسيت بعدها لما نمتي من كلامهم إن محدش يعرف حاجة
تنهدت منة لترتاح قليلا
بس ازاي يا منة ماتقوليش حاجة زي كدة لأقرب الناس ليكي دي مامتك و أختك
لأ أكيد كنت هقول بس الموضوع حصل قبل خطوبة هالة و ماكنتش عايزة أقول عشان ما أكسرش فرحتها فأجلتها لبعد الخطوبة
هو الموضوع ده من قبل الخطوبة
أومأت برأسها ودمعت عيناها
ياه يا منة و شايلة الحمل ده كله لوحدك عشان متكسريش فرحة أختككل مدى بتغلي في عيني أكتر
احمرت وجنتيها خجلا و غيرت مجرى الحوار أهم حاجة يا محمد ماتقولش لحد و لما نرجع أنا هقولهم بنفسي
ماتقلقيش
و انتبهوا إلى الشباب والبنات الذين اندمجوا مع أغنية كانت تدور على إحدى المحال على الشاطئ وأخذوا يغنوا و يرددوها معا
بعد الرحيل يفضلي ايه بعدك يا غربتي في بعدك أميل على ضلي ضلي عليا يميل طب مين هيعرفني لوحد يوم شافني وملامحي في عيونك و دموعي في المنديل بعد الرحيل بعلنها في وجودك محتاجة لوجودكلو بالحنان مرة وبقسوتك مرة بعد الرحيل لو مستحيل تفضل من غير وداع ارحل وسيبني لدموعي والحزن والآهات
شردت منة في كلمات الأغنية فخانتها دمعتها وسقطت على وجنتيها فسألها محمد
انتي لسة بتحبيه
نظرت له منة في وجوم ولم تجب فأتبع
أنا معرفش ايه اللي كان بينكوا بس كل اللي أقدر أقولهولك انك غالية أوي يا منة و تستاهلي حد يحطك جوة عنيه و يعرف قيمتك
مسحت دموعها بإبتسامة خفيفة واعتدلت بعد اذنك هتمشى شوية عالبحر
طيب معلش همشي معاكي من غير كلام خالص بس عشان ماينفعش تمشي لوحدكالشط زحمة أوي ممكن
ابتسمت منة وأومأت برأسها
مضى الإثنان في صمت تام كل منهم بداخله مشاعر متضاربة ولا يعلم بالأفئدة إلا خالقها
يتبع
الفصل الثالت عشر
أقبل الليل وأضاءت النجوم سماءها و إجتمع الشباب والبنات في جلسة سمر على الشاطئ و معهم أمهاتهم ليسود الجو بالمرح و السعادة حى أقبل عليهم إحدى الباعة الجائلين على الشاطئ يبيع العقاد و الإكسسوارات اليدويةفجأة هتفت هالة
يحيى يحيى عاوزة عقد من ده
عونيا ياقلبي أنهي واحد
اللي فيه قواقع ده
قال يحيى بسخرية قواقعوانتي تلبسي قواقع ليه يعني
ضحك الجميع وقالت هالة بطفوليةعادي يعني شكله حلو
مال سامر قليلا على نهلة مش عايزة قواقعقصدي عقد
ابتسمت نهلة في حياء واتبعت لاشكرا
فابتاع يحيى عقدا لهالة و سامر عقدا لنهلة ومحمد عقدا لمنة فأتبعت تسلم ايدك يا محمد
دي حاجة بسيطة
بينما سامح كان في حالة من القلق بعد ما أغلقت المكالمة أثناء حديثه مع
متابعة القراءة