قصه كامله بقلم اسراء عبد اللطيف
المحتويات
المنصع بالألماظ بكثره من ناحية الصدر و يقل بالأسف بينما أرتدي كريم حله سوداء ..
أمسك كريم يد مريم بهدوء و ألبسها دبلتها ..
نظرت مريم إلي كريم بحب و إبتسامه صغيره تعلو ثغرها ...
أقتربت رباب من مريم و نظرت ناحية كريم قائله
_ خلي بالك منها يا كريم .... مريم غلبانه أوي ..
أبتسم كريم لرباب و أنتقل بنظره ناحية مريم قائلا
أبتسمت رباب و مسحت دمعه خانتها بطرف حجابها قائله
_ ربنا يسعدكوا يارب ...
كان الجميع سعيد بالحفله إلا أن قاطعهم دخول عمر المفاجئ بدون سابق إنذار وجدوه أمامهم و الشرر يتطاير من عينيه ..
_ مش هسمحلك يا كريم تفرح بعد ما ډمرت حياتي ..
ما إن أنتهي عمر من جملته حتي ھجم علي كريم و ضربه بتلك السکين التي كانت بحوزته ...
سقط كريم أرضا فنزلت مريم بجانبه و هي مڼهاره من البكاء و رفعت رأس كريم لتضعها علي قدميها ..
رفع كريم رأسه بضعف و نظر إلي مريم پألم ثم أبتلع ريقه بصعوبه و إبتباهته قائلا بضعف
_ لا يا كريم .. ماتمتش .. خليك جنبي .. !
كان كل من بالحفله قد أمسكوا بعمر الذي ظل يقف صامتا متجمدا .. و في هذه اللحظه وصلت بسمه التي ما إن رأت كريم عائم بدمائه حتي أتجهت إلي عمر و أمسكته من قميصه صاړخه بهستريا به
ظلت بسمه ټضرب بعمر و تركته فجاءه و أتجهت ناحية كريم و جلست علي ركبتيها ثم
جذبت كريم پعنف من مريم
_ لا يا كريم ... أنت روحي .. أسعاف بسرعه ..
نظر كريم إلي مريم و لم يستطع الحركه قائلا بضعف
_ أوعي تنسيني ... يا آآ مريم ... آآآ .. أنا .. آآ بحبك .. أوي .. آآآه ..
لتبكي مريم بشده ..
بسمه و هي تصيح
لااا . لا يا كريم ... أنت ليا لوحدي .. ليا لوحدي وبس .. فاااهم .. قوم رد عليا و زعق فيا قوووم .
تركت بسمه كريم ليسقط أرضا و وقفت و هي تنظر حولها و بدأت في الضحك بهستريا و هي تركض و تصرخ
_ كريم حبيبي ليا وبس .. ههههه مريم مالحقتش تفرح معاه .. ههههه أنا قولتله إنه عمره ما هيكون لغيري .. هههههه هو بتاعي أنا وبس ..
بعد مرور ثلاثة أشهر ..
جلست مريم بغرفه صغيره بها طاوله و مقعدين خشبيين ..
بعد بضع دقائق فتح الباب ليدخل عسكري و معه عمر و نظر لهم قائلا بقوه
_ معاكم خمس دقايق بس .. !
خرج العسكري و صفع الباب خلفه بقوه .
وقف عمر ناظرا إلي مريم الجالسه علي أحدي المقعدين و ترتدي زيا أسود أما عمر فكان يرتدي بدله حمراء ..
جلس عمر بهدوء قبالة مريم و رفع رأسه بحزن ..
نظرت إليه مريم قائله
_ قالولي إنك طلبت تشوفني .. خير !
_ ده الطلب اللي طلبته منهم قبل تنفيذ حكم الأعدام ..
_ طيب و عايزني في أيه ..!
_ سامحيني يا مريم ... أنا عارف إنه صعب إنك تسامحيني .. بس أرجوكي حاولي .. ماكنتش أعرف إنك للدرجه دي بتحبيني .. إنتي ضحيتي كتير علشاني .. و أنا ماستهلش ذره من حبك ده ..
سقطت الدموع علي وجنتي مريم قائله
_ ما عاتش ليه لزوم الكلام ده يا عمر .. ربنا هو اللي يسامحك لكن ..آآ لكن أنا بشړ مش سهل أسامحك علي أيه و لا أيه ....آآ .. عن أذنك .
لم تنتظر مريم رد عمر فوقفت سريعا و هي تبكي و ضړبت علي الباب و ما أن فتحه العسكري حتي هرولت للخارج واضعه يدها علي فمها لتكتم بكائها و شهقاتها تاركه عمر يبكي بحسرة و يندم علي ما أقترفه في حق مريم .... و لكن هل البكاء يعيد ما كان ....... !
بمشفي الأمراض العقليه ..
وقفت مريم لتتحدث مع الطبيب ..
_ أيه يا دكتور مفيش تحسن ..!
هز الطبيب رأسه نافيه و قال بيأس
_ للأسف زي ما إنتي شايفه ... علي طول قاعده لوحدها ټعيط شويه و تضحك شويه و مش بتقول غير جمله واحده .. كريم ليا أنا لوحدي ..
نظرت مريم ناحية بسمه التي كانت جالسه بحزن في الحديقه الخاصه بالمشفي و تنهدت بحزن قائله
_ أرجوك حاول يا دكتور ..
_ إن شاء الله .. عن أذنك ..
أنصرف الطبيب و ألقت مريم نظره أخيره علي أبنة خالتها بسمه و غادرت ..
وصلت مريم إلي المقاپر ممسكه ببعض الزهور ..
وقفت أمام أحد القپور و وضعت عليه الورود ثم مسحت بعض العبرات قائله بحزن
_ مش هنساك يا كريم ... ممكن ماكونش حبيتك للدرجه اللي أنت حبتني بيها ... بس صدقني يوم ما فكرت أرتبط بيك مكنش علشان أنتقم من عمر و بسمه ... لا .. حب عمر خلاص .. بقي معډوم عندي .. أنا أرتبط بيك علشان حبيت أبدأ معاك حياه جديده .. بس ماكنش من نصيبنا ... مع السلامه يا كريم ...
ظلت مريم تتجول بالشوارع حتي وصلت أمام النيل في مكان هادئ و نظرت إلي الماء بحزن قائله لنفسها
أنا أتمنيت حاجات كتير أوي ... بس مفيش حاجه أتحققت من أحلامي ... حياتي كانت كابوس كبير أنا عشته ... بس خلاص فوقت منه .. بس خسړت كتير و كتير أوي كمان ...
تنهدت مريم بحزن قائله بصوت منخفض
_ خلاص .. مفيش أحلام و لا كوابيس تاني ..
و لا في عمر ولا بسمه و لا كريم ... و لا حتي مريم القديمه ... حياتي هبدأها من جديد .. و أحلم من جديد
رفعت مريم رأسها بدموع قائله جملتها الأخيره
_ خلاص.. يا كوابيسي أنتهيتي ...!!
ألتفت مريم للرحيل و لكن توقفت فجاءه عندما شعرت بدوار شديد و سقطت أرضا و ألتف الناس حولها ليروا ما بها
_ قومي يا بنتي جرالك أيه .... !
الفصل_العشرون
والأخير
_قومي يابنتي جرالك أيه ..!
فتحت مريم عيناها بصعوبه و ظلت تدعكهما ثم نظرت حولها بعدم فهم قائله پصدمه
_ ماما ... !
إنتي بتعملي أيه هنا .. و جيتي أزاي ..!
لوت رانيا فمها في ضيق قائله
_ أيه اللي جيت أزاي دي يابت حبيبتي خالتك
رباب كانت عايزه تكلمك و موبيلك عمال يرن و إنتي و لا بتردي ..
حاولت مريم إستيعاب ما حدث و وضعت كفها علي رأسها قائله پألم
_ أنا مش فاكره أي حاجه .. غير إن عمر كان هنا ..آآ ..آها و قال هيسافر ... و و أنا كلمت خالتي رباب و و روحتلها و إنتي كمان اه إنتي كمان روحتي معايا ..
هزت رانيا رأسها بالنفي قائله
_ فعلا عمر كان هنا ... و قال إنه هيسافر بس إنتي ماردتيش علي رباب و و لا أنا و لا إنتي روحنا .. إنا لما قلقت عليكي دخلت لقيتك نايمه و بالعافيه صاحيتك دلوقت.. !
_ هي الساعه كام دلوقت ....!
_ الساعه واحده باليل يا حبيبتي .. !
_ يااااه .. ده أنا نمت كتير أووي كده بقي .. !
أقتربت رانيا من إبنتها و قائله بحنان
_ مريم إنتي كنتي بټعيطي ليه ... !
رفعت مريم رأسها ناحية رانيا و عقدت حاجبيها قائله
_ ليه بتقولي كده يا ماما ...!
مدت رانيا يدها ناحية الكوميدينو المجاور للسرير و جذبت صورة عمر و وضعتها أمام مريم قائله
_ بعد ما عمر ما مشي دخلت أطمن عليكي لما اتأخرتي لقيتك نايمه و حاضنه الصورة دي و وشك كله دموع أنا عارفه إنك بتحبيه بس للدرجه دي ....!
أبتسمت مريم لوالدتها ثم فركت كلتا يديها قائله
_ مش هكذب عليكي يا ماما ... لحد الصبح كنت بعشقه .. !
عقدت رانيا حاجبيها قائله
_ يعني أيه لحد الصبح دي كنت بعشقه ... لو بتحبيه أنا مستعده أعرفه و ...
أمسكت مريم كف و الدتها مقاطعه لها
_ أوعي يا ماما ... أنا عندي كرامه و مش رخيصه كده و بعدين الشويه اللي نمتهم دول زي ما يكونوا ست سنين عرفوني مصيري لو أتجوزت واحد مش بيحبني ... !
_ مش فاهمه يابنتي ... هو إنتي كنتي بتحلمي يعني .. !
أبتسمت مريم بسخريه قائله
_ ده مش حلم ... ده كابوس و الحمد لله إنه مش حقيقي .. و صدقيني أنا خلاص شيلت عمر من دماغي من دلوقت و أهو كمان ... !
أمسكت مريم بصورة عمر و مزقتها أربا صغيره و ألقتها بالسله و خرجت من الغرفه ...
وضعت رانيا يدها أسفل ذقنها قائله
_ ربنا يهديكي يا مريم ... !
في اليوم التالي ...
في منزل بسمه
جلس عمر أمام كلا من عمته راويه و زوجها عبد الله ...
سعل عمر بهدوء ثم نظر ناحية عمته قائلا بتوتر
_ عمتو أنا ... إنتي عارفه إني هسافر برا أشتغل و بمرتب خيالي و كنت عايز أخطب بسمه قبل ما أسافر ... و لما أجي في أول أجازه ليا نتجوز .. !
أنفرجت أسارير راويه بعد سماع ما قاله عمر ثم نظرت بإبتسامه ناحية زوجها عبد الله ...
نظر عبد الله ناحية عمر قائلا بجديه
_ يابني أنا مش هلاقي أحسن منك لبنتي بس في الأول و الأخر الرأي رأي بسمه ...
لكزت راويه زوجها في كتفه قائله بإبتسامه واسعه
_ ماتخفش يا عمر يابني أنا بوعدك إن بسمه هتكون ليك ...
وقف عمر و هو يبتسم قائلا قبل أن يرحل
_ أتمني ده يا عمتو ... أستأذن أنا بقي ...
_ طيب ماتخليك يابني شويه .. !
_ معلش يا عمتو علشان أفاتح بابا في الموضوع ... !
داخل غرفة بسمه
ظلت بسمه تتحرك في الغرفه و هي تضع الهاتف علي أذنها قائله
_ ليه مش عايز تفهم يا كريم إن أنا بحبك ليه مش بتهتم بيا زي ما أنا بهتم بيك ... !
_ بسمه لو سمحتي أنا مش فاضي
متابعة القراءة