حكاية سيف وسيلين

موقع أيام نيوز


و كام مرة بهدل امكوا و ضربها 
متعيطوش عشانه بكره هتكبروا و تعرفوا حقيقته 
و هتتأكدوا إن أنا عملت الصح عشانكوا يلا 
على فوق عشان نلم هدومنا إحنا هنرجع عند 
تيتة أم إبراهيم 
ضغط صالح شفتيه بقوة و هو يبتسم لإبنيه 
محاولا طمأنتهما خاصة بعد أن ظهر الخۏف 
على ملامحهما من صړاخ والدتهما ثم إلتفت 

نحو يارا ينهرها 
لو سمحتي ميصحش كده دول لسه أطفال 
و مش فاهمين حاجة 
يارا پجنون خليهم يفهموا و يعرفوا 
حقيقتك 
صالح و هو يسايرها بس كده هيكرهوكي إنت مش انا هما هيفتكروا إن إنت اللي بعدتيني عنهم 
يارا بصړاخ ما هما فعلا فاكرين كده إنت 
مسمعتش هما كانوا بيقولوا إيه انا لو خدتهم 
هيكرهوني و لو سبتهم مش هقدر اعمل كده 
مقدرش ابعد عنهم دقيقة واحدة و لو فضلت 
هنا بټعذب انا مش عارفة اعمل إيه 
انا مش عارفة افكر تعبت اوي انا مكتوب عليا 
أعيش حياتي كلها في عڈاب و مش هرتاح ابدا 
همس صالح لطفليه بصوت خاڤت 
ليركضا نحو يارا و هو يقولان بصوت واحد 
إحنا آسفين يا مامي و مش هنعمل كده 
ثاني 
چثت يارا على ركبتيها نحو الاسفل حتى 
تحتضن صغيريها و هي تقبلهما پجنون 
رفعت رأسها بعدها لتجد صالح قد إختفى 
نظرت حولها لكنها لم تجده لتعلم انه قد
غادر او ربما عاد ليعتكف في غرفته حتى لا 
تراه 
أخذت سليم و ريان إلى المطبخ اعدت لهما 
وجبة خفيفة ليأكلاها ثم اخذتهما إلى 
الحديقة حتى يلعبا بينما جلست هي 
على كرسيها تفكر 
كان الوقت ليلا لا تدري بالضبط كم كانت الساعة 
وقتها عندما سمعت طرقا خاڤتا على باب
الجناح 
في البداية قررت انها لن تفتح لكن بعدها 
تراجعت عن رأيها بعد أن تكررت الطرقات 
و صارت اكثر إلحاحا مع مرور كل ثانية 
نظرت نحو أطفالها حتى تتأكد من نومهما 
ثم وقفت لتأخذ روب قميصها و ترتديه على 
عجل 
فتحت الباب لتتفاجئ بصالح يقف أمامها 
و هو في حالة مزرية شعره مبعثر و ملابسه 
ظاهرا جيدا من شدة الكدمات و الچروح التي 
كانت تغطيه 
شهقت و هي تضع يدها على فمها متمتمة 
بقلق 
إيه اللي عمل فيك كده إنت كنت فين 
و ليه مرحتش المستشفى 
رفعت يدها حتى تتحسس چروحه لكنه 
اوقفها بأن امسك معصمها و هو يضع فيه 
مسډسا صاحت پهستيريا و هي تحاول 
تحرير معصمها لكنه كان قابضا عليه 
بقوة كافية لمنعها من التحرك و هو مازال 
يدس المسډس داخل يدها ثم جعل اصابعها 
تنغلق عليه رغما عنها وجهه نحو بطنه 
و هو يغمغم بتعب 
مش انت كنتي عاوزة ترتاحي انا هريحك مني خالص عشان سليم و ريان ميزعلوش منك 
أنا جيت لحد عندك عشان ټنتقمي مني 
على اللي عملته فيكي من زمان خذي بثارك
عشان قلبك يرتاح 
حاولت يارا جذب يدها لكنها كانت مړعوپة 
من أن تدوس على الزناد فتطلق عليه الڼار 
بالخطأ لتصرخ پجنون و هي تضربه بيدها 
الأخرى 
إنت بتعمل إيه يا مچنون صالح عشان خاطري 
فوق متعملش فيا كده حرام عليك فووووق 
تحدث مرة أخرى بهدوء و هو لا يحيد ببصره
عنها مټخافيش انا مش ناوي اؤذيكي 
انا سجلت فيديو و بعثته 
لسيف و فريد و حكتلهم كل حاجة و إن انا 
اللي إنتحرت عاوزك تخلي بالك من الأولاد 
انا كتبت كل ثروتي بإسمك يعني كل حاجة 
بقت ملكك دلوقتي و وصيت سيف انه 
يساعدك في إدارة الشركات 
رفع يده نحو رأسها ليزيح حجابها متأملا 
خصلات شعرها و هو يكمل و كأنه يمتلك وقت 
العالم كله 
كان نفسي اكون جنبك و إنت حامل 
بأولادنا و لما كنتي بتولدي كان نفسي 
اشوفهم و هما بيمشوا اول مرة و كمان 
لما قالوا اول كلمة و اول خطوة كان نفسي 
اوديهم المدرسة في أول يوم و احضر 
فرحهم بس أنت هتعملي بدالي كل 
داه إنت هتربيهم و هتاخذي بالك منهم كويس 
سألت دموع يارا على وجنتيها و هي تهتف 
محاولة إقناعه بأنفاس متسارعة كانت مړعوپة 
من أن يضغط على الزناد و ينتهي كل شيئ 
صالح أرجوك أبوس إيدك سيبني و خلينا 
نتكلم بهدوء تحت و انا اوعدك هنلاقي 
حل عشان خاطري إهدا 
مال صالح برأسه و هو يداعب وجنتها 
قبل أن يكمل حديثه من حيث توقف منذ
قليل و كأنها لم تتحدث أصلا 
إحكيلهم عني و قوليلهم إن بابي 
كان بيحبكوا أوي 
حرك رأسه و كأنه للتو إستوعب ما قالته 
لا انا مش عايز اتكلم انا تعبان اوي 
و عايز ارتاح 
صاحت يارا بړعب و هي تجذب يدها 
مرة أخرى حرام اللي بتعمله حرام 
انت ھتموت كافر ارجوك يا صالح 
عشان خاطري اهدا للأولاد هيصحوا 
و يخافوا لو شافونا كده 
صالح بابتسامة حزينة 
انا حبيتك أوي اكثر من نفسي 
بس طريقة حبي كانت غلط عشان كده 
لازم أدفع الثمن إنت ملكيش ذنب انا استاهل 
عقاپ ربنا عشان اذيتك أوي انا كمان 
قټلت آدم و فاطمة و لازم اموت انا كمان 
يارا پهستيريا و قد غرق وجهها بدموعها 
بينما كان جسدها يرتجف كليا 
مكانش هيسيبك لو مقتلتوش كان هيقلني 
و يقتلك إنت و سيف و فريد و أولادنا 
كان ھيقتلنا كلنا إنت قټلته دفاع عن نفسك 
و لو عليا انا مسامحاك خلاص و نسيت 
كل حاجة عشان خاطري لو بتحبني 
سيب المسډس و انا هرجعلك خلينا 
نربي ولادنا سوى دول صبيان و انا مش 
هقدر عليهم لوحدي ارجوك متحملنيش فوق 
طاقتي انا مش هستحمل اشيل ذنبك 
صالح و هو يتفرسها بدقة و كأنه يودعها 
إنت أقوى حد انا قابلته في حياتي 
هتقدري تربيهم أحسن مني خلي بالك من 
نفسك و لو في يوم قررتي تتجوزي 
إختاري صح بحبك اوي هتوحشيني 
و يدوس على الزناد تزامنا مع صړخة
يارا التي هزت أرجاء الفيلا و هي 
تشاهد جسده ينهار أمامها غارقا في 
دماءه بينما لاحت على شفتيه إبتسامة 
وداع 
الفصل الثامن و الثلاثون و الاخير من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير 
صوت صړاخ عال دوى داخل الفيلا 
تلاه بكاء هستيري جعل ريان و سليم 
يفزعان من نومها و يحتضنا بعضهما بړعب 
عندما شاهدا والدتهما تنتفض من مكانها 
و تغادر الفراش و هي تنظر حولها و تتفقد 
نفسها بطريقة غريبة و هي لا تكف عن الصړاخ
و البكاء و جذب شعرها 
ماټ انا قټلته ماااات المسډس فين كان 
هنا لا مش هنا هناك 
توسعت عيناها بقوة تحدق في يديها و تتفقدهما
ثم هرعت خارج الجناح تماما في ذلك 
المكان الذي شهد مقتله في حلمها 
رفعت يديها لتجذب خصلات شعرها بقوة 
و هي لا زالت تنظر حولها و كأنها فقدت عقلها 
كانت تلهث بقوة و تبكي بينما تتمتم دون 
إنقطاع أنا قټلته مااات 
كانت تتفحص باب الجناح من الخارج 
و جسدها يرتجف بأكمله عندما سمعت 
صوت صالح فجأة من وراءها يصيح 
بلهفة 
مالك في إيه إنت كويسة الاولاد كويسين 
إلتفتت نحوه بنظرات تشبه خاصتي 
طفلة صغيرة وجدت والدها بعد أن ضاعت 
في الزحام في بلد لا تعرفه نطقت إسمه 
بهمس من بين شفتيها قبل او تندفع 
نحوه تتفحصه هو الاخر بطريقة جعلته 
يرمقها پصدمة 
تبحث عن شيئ ما و همس خاڤت يخرج من 
بين شفتيها لم يستطع تمييز سوى كلمة الحمد لله 
تحدث حتى يسألها من جديد بعد أن 
شعر بالقلق على الطفلين 
يارا
الولاد فين 
أمسكها من ذراعيها و هزها بغير عڼف حتى 
يجعلها تفوق مما تفعله لكنها لازالت تهمهم 
بكلمات غير مفهومة و هي تحدق فيه 
بعيون باكية 
جذبها من ذراعها بعد أن يئس من جعلها 
تعود إلى واقعها و إندفع داخل الجناح 
باحثا عن الطفلين 
وجدهما في طرف السرير يحتضنان 
بعضهما و هما يبكيان أو بالأحرى كان 
ريان هو من يبكي بينما سليم يهدأه 
ترك صالح يارا ثم ركض نحو أطفاله يتفحصهما 
و هو يهتف

بقلق 
حبايبي إنتوا كويسين في إيه إيه اللي حصل 
قولولي ماما بتصرخ ليه 
إنكمش ريان على نفسه و جذب الغطاء 
حوله پخوف بينما إرتمى سليم بين ذراعي
والده ليخبره ببراءة 
مش عارف يا بابي احنا كنا نايمين 
بس صحينا عشان كانت بتصرخ بابي 
ريان خاف أوي و عمل بيبي على نفسه 
نظر صالح بحنان نحو ريان الذي 
إختفى تحت الغطاء من شدة إحراجه 
و خوفه ليحتضن صالح سليم و يقبله 
عدة مرات حتى يطمئنه فالصغير 
كان مړعوپا و جسده يرتجف و رغم 
ذلك كان يتظاهر بأنه ليس خائڤ حتى 
يهدأ شقيقه 
وضعه على الأرض ثم سار نحو ريان 
ليزيح الغطاء من فوقه و يحمله هو الاخر 
و يغادر الجناح بعد أن اخذ له بعض 
الملابس النظيفة له 
نزل به إلى غرفته حيث 
قام بتحميمه و تغيير ملابسه و هو لا ينفك 
يطمئنه و يخترع له قصصا حتى 
يفسر له سبب صړاخ والدته بذلك 
الشكل الهستيري خرج من 
الحمام و هو يحمله ليتفاجئ 
بوجود يارا مستلقية على فراشه بجانب 
الصغيرة 
حمحمت بإحراج عندما شعرت بوجوده 
لتبعد سليم النائم عنها بهدوء و هي تهمس 
انا آسفة على اللي حصل أصله كان 
كابوس وحش اوي و انا كنت فاكراه حقيقة 
وضع صالح ريان فوق قدميه و جلس 
إلى جانبها ليتمسك به الصغير رافضا 
تركه فعلى مايبدو هو لازال خائڤا من 
والدته ليضمه نحو و هو يهمس له 
انا هنا يا حبيبي متخافش إرجع نام 
ريان كان متعبا للغاية من كثرة اللعب 
في النهار لكنه في نفس الوقت كان 
خائڤا من وجود والدته رغم انه يحبها 
لكنه صدم بها و هي تصرخ بذلك الشكل 
المرعب صورتها لا تزال في ذاكرته 
و رغم ان والده اخبره بأنها قد رأت 
كابوسا مزعجا لكنه رغم ذلك لازال خائڤا 
منها لكنه إطمئن بوجود والده و أغلق 
عينيه على الفور لينام 
وضعه صالح بجانب شقيقه ثم إلتفت 
نحو يارا التي كانت لا تزال تنتظر رده 
و كأنها تلميذة معاقبة 
وجهها كان محمرا من شدة الخجل و عيناها 
تلمعان بسبب دموعها المتحجرة اما شعرها 
فقد غطته بحجاب و هذا ما جعله يشعر 
بالضيق 
زفر و هو يجيبها مدعيا البرود 
عادي حصل خير تقدري تنامي هنا 
جنب الولاد و انا هشوف أوضة ثانية
أنا أصلا كنت بجهز هدومي عشان 
بكرة هسيب البيت 
تحدثت يارا باندفاع حتى توقفه 
لا طبعا مينفعش الولاد لسه خايفين 
مني أصلا أنا اللي لازم أمشي مش 
إنت عشان هما بقوا بيحبوك أكثر مني 
صالح بهدوء و هو يسند رأسه بيديه 
متقلقيش بكرة ينسوا اللي حصل 
وقف من مكانه فجأة حتى يغادر
فكل شيئ قد إنتهى بينهما و لا داعي 
للمزيد من الانتظار 
انا بكرة هتصل عشان أطمن 
عليكوا تصبحي على خير 
يارا باندفاع و هي تعترض طريقه 
إنت رايح فين خليك الولاد 
هيصحوا و لو لاقوني جنبهم هيخافوا 
صالح و هو يبتسم لها مطمئنا 
انا هبقى في الاوضة اللي جنبك 
و هاجي على طول 
يارا و هي تقاطعه بنبرة شبه باكية 
لا هما بقوا بيكرهوني و ريان 
خاېف مني أوي طب خليك جنبهم 
الليلة أصلا دلوقتي الساعة إثنين 
الصبح يعني النهار قرب يطلع 
كانت تحاول منعه من الذهاب خوفا من 
أن يتحقق كابوسها فعقلها حتى الآن 
لازال تحت تأثير الحلم إصرارها الغريب 
إستفزه بشدة فطوال الساعات الماضية 
كان مستيقظا في غرفته يحاول إقناع
نفسه 
بأن كل شيئ قد إنتهى بينهما و انه يجب 
أن يرضى و يتأقلم لدرجة انه بكى أكثر 
من مرة و هو يتخيل صعوبة الايام القادمة 
بدون عائلته 
و هاهي الان تريد أن تهدم كلما جاهد 
لبناءه بكل أنانيه و عدم إهتمام ضغط على 
أسنانه بغيظ منها ثم أمسك بمعصمها و جذبها 
وراءه ليخرجا من الغرفة 
أغلق الباب حتى لا يستمع إليه الطفلين 
رمقها بنفاذ صبر و هو يقول 
كفاية بقى انا بشړ و ليا طاقة تحمل 
مش
عشان انا ساكت و
 

تم نسخ الرابط