حكاية سيف وسيلين
المحتويات
يشفق عليها أو بالأحرى هي
حطته قدام الأمر الواقع بنت أختك قدامك
و إنت و ضميرك بقى فهو وافق بس
إشترط إنه يسميها يارا و
بعد ما بقت عمرها
ست شهور إنجي سافرت و سابته يهتم بيها
و بقت زي بنته و بعد ما خلص هشام علاجه
رجعوا و أخذوا البنت من ثاني بس طبعا
صالح يقدر ييجي ياخذها في اي وقت و هو
ايام و هما أصلا عايشين قريبين من بعض في
الاربع فلل اللي إشتراهالهم سيف من زمان
بعد مرور سنتين و نصف ..
أي بعد مرور أربعة سنوات على إختفاء
يارا..
اليوم هو الجمعة و هذا موعد مجيئ صالح كل شهر
لإصطحاب تلك الصغيرة التي أصبحت جزء من حياته منذ يوم ولادتها مدللته الصغيرة يارا..
و هو ينزع نظاراته الشمسية عن عينيه...دلف
إلى الداخل ما إن فتحت له الخادمة التي رحبت به..
أهلا وسهلا صالح إتفضل حضرتك..
أومأ لها صالح و هو يسألها
إنجي هنا
الخادمة بنفي..لا يابيه لسه مرجعتش من الصبح...
صالح..ماشي جهزيلي يارا عشان جاي آخذها..
صعدت الدرج و هي تنادي على رميساء مربية يارا
الصغيرة إبنة شقيقته التي أصر على تسميتها
على إسم زوجته الراحلة تحثها على الإسراع في تحضير الصغيرة..
بعد عدة دقائق نزلت يارا الدرج و هي تتعثر
و رميساء تركض وراءها و تناديها حتى تتوقف..
ما إن رآها صالح حتى صړخ بقلق ثم بدأ هو
تحدثت الصغيرة بحماس معبرة عن سعادتها برؤية خالها
واشتني أوي أوي ...
ضمھا صالح نحوه ثم رمق المربية بحدة
مشيرا إلى تقصيرها و تركها لفتاة صغيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات تنزل الدرج بمفردها.. إرتبكت رميساء
و طأطأت رأسها بخجل لكن ذلك لم يمنعه من تأنيبها قائلا بحدة
سيطر على غضبه بسرعة و لم يكمل تهديده
بسبب وجود الصغيرة بين أحضانه.. إستدار بسرعة ثم نزل بقية الدرج و غادر الفيلا.
وضع الصغيرة في السيارة و ربط لها حزام الأمان جيدا قبل أن يتنقل إلى مقعده و يبدأ في القيادة بهدوء قائلا
حبيبة خالو هنروح فين النهاردة
صالح بضحك..عاوزة تروحي
اليخت ..
هزت رأسها عدة مرات ليبتسم لها صالح مداعبا وجنتها الوردية قبل أن يشرد متذكرا زوجته
التي كانت تكره ذلك المكان كثيرا...
تذكر عندما أرغمها على الزواج منه و الايام
الأولى التي قضوها في اليخت عندما أخفت
سکين الفاكهة تحت الوسادة لكي تقتله..
تنهد و هو يرفع يده حتى يمسح دموعه
التي إنهمرت رغما عنه..كما تحصل دائما
كلما تذكرها حتى بعد مرور هذه السنوات..
همهم بداخله و هو يحرك مقود السيارة
يا ريتني خليتها تقتلني يوميها و عاشت هي ..
أفاقه من شروده صوت يارا الصغيرة
التي قالت ببراءة عندما لمحت دموعه
عمو صاصا إنت بټعيط
حرك رأسه نافيا و هو يبتسم لها قبل
أن يجيبها
لا يا روحي مش بعيط..بس الهواء دخل
في عيني..
زمت شفتيها و هي تشير نحو نافذة السيارة
قائلة..طيب إفل الشباك إقفل عشان الهواء
مش ييجي في العربية..
ضغط صالح علي زر ليغلق شباك
السيارة ثم إلتفت نحوها قائلا
أي أوامر ثانية ما برنسس..
حركت رأسها و هي تجيبه بجدية
عاوزة نطير في الطيارة و نروح الياخت..
تحدث صالح و هو يوقف السيارة أمام فيلته
فالمسافة قريبة جدا بينها و بين فيلة هشام لكنه
إستخدم السيارة من أجل الطفلة فالطقس كان
باردا و رذاذ المطر يملأ الجو..
اليخت في إسكندرية
و الجو ممطر يعني مش هينفع نروح في
في الطيارة..
إلتفت نحوها ليرتب ملابسها و يضع قبعة
المعطف الذي كانت ترتديه على رأسها
قبل أن يحملها و يخرجها من السيارة
نحو الفيلا و هو يعدها من جديد
أوعدك أول ما الجو يبقى حلو هنروح
اليخت و نقعد هناك أسبوع بحاله...
همهمت الصغيرة بالموافقة و هي
تقول..مممم أسبوع يعني عشة أيام عشرة أيام
دلف الفيلا ثم إتجه بها نحو الصالون الواسع
و هو يجيبها ضاحكا..أيوا عشة ايام...
قبل وجنتها بقوة قبل أن ينزلها على الأرض
لتهرع الصغيرة نحو كومة الهدايا الموضوعة
على الاريكة و التي تعودت أن يحضرها لها
عمها كل شهر..لتنشغل بفتحها أما صالح
فقد تركها و صعد نحو جناحه للأعلى
حتى يغير ملابسه إلى أخرى مريحة حتى
يستطيع اللعب مع الصغيرة على راحته..
فتح الدولاب الذي وضع فيه ملابس
تظل رائحتها
بيتيا يخصها...
خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا
قطنيا أسود اللون و كنزة صوفية رياضية
باللون الرمادي...نشف شعره بسرعة ثم
نزل الدرج حتى يعود ليارا التي كانت قد
فتحت عدة هدايا...
إلتفتت نحوه عندما سمعت صوت خطواته
لتسرع إليه و في يدها دمية باربي شعرها
زهري..
ميرسي يا خالو.. على الكادو حلوين اوي ..
إبتسم صالح و هو يبعدها عنه لكنها تشبثت
به هاتفة ببراءة
أنا بحبك اوي يا خالو و عاوزة أقعد معاك على
طول عشان إنت لوحدك..
إبتعدت عنه ثم نظرت إليه باهتمام قبل ان تسأله
إنت ليه دايما لوحدك يا خالو..عمو سيف عنده
سولي و أيسيل و عموعمرو و عمو فريد
عنده لوجي و زين بس إنت لوحدك دايما..
تفاجأ صالح بكلامها الذي يسبق عمرها
و رغم انه تأثر فعلا لكنه اخفى ذلك ببراعة
واصل سيره نحو الصالون ليجلس بها
على الأريكة و هو يحدثها
أنا كمان كان عندي يارا الكبيرة و سليم بس
هما دلوقتي فوق في السماء عند ربنا ..
إجابته ببراءة..يعني هما بقوا نجوم دلوقتي..
إبتسم پألم و هو يضمها نحوه بقوة
و كأن حضنها الصغير سيخفف عنه القليل
من أوجاعه ثم قال بصوت متحشرج أيوا
يا روحي بقوا نجوم...
تنحنح بعد أن تمالك نفسه بسرعة ثم
أمسك بإحدى الهدايا الكبيرة و هو يهمهم
بتفكير..يا ترى فيها إيه دي
هزت الصغيرة كتفيها قبل أن تردف بجهل
مش عارفة...يمكن طيارة او ياخت يخت..
ضحك رغما عنه ثم قال
مفيش في دماغك غير اليخت ما أحنا
رحنا هناك كثير مزهقتيش منه ..
نفت برأسها و هي تنزل عن قدميه لتقف على الأرض وضعت اللعبة
على طرف الأريكة أمامها ثم نظرت نحوه هاتفة
باستفهام
ممكن تفتحها عشان نعرف فيها إيه
مزق صالح غلاف الهدية و هو يقول
أنا هفتحها حالا..بس متهيألي دي
قطار..
صفقت بيديها عندما اكمل فتح العلبة
و ظهر القطار الكبير و معه سكته...و هي
تهتف بسعادة..
كيتار اكبار من بتاع زين قطار أكبر من بتاع
زين ...
ضحك صالح و هو يجلس على السجاد
و يبدأ في تركيب القطار لها و هو يفكر
أن إبنة أخته بالفعل غريبة فهي تجعله
يضحك و يبكي في نفس الدقيقة بسهولة
تامة....
في فيلا فريد...
عاد فريد من عمله ليدلف المنزل..وجد
إبنته لجين في الصالون مع والدته
التي كانت تجلس كعادتها شاردة و تشاهد
التلفاز..
تركت لجين رسوماتها و هرعت نحوه و هي
تصرخ..بابي جاه..
وضع فريد إصبعه على فمه بإشارة
إن تسكت لتمتثل لطلبه و هي تنظر
حولها و كأنها لص...أكملت ركضها
نحوه ليلتقطها بين ذراعيه و يقبل
وجنتها و هو يخرج من جيبه لوح الشوكولا
الذي تعود إحضاره لها دائما...
همست في أذنه قبل أن يسألها
مامي في المطبخ متقلقش..تقدر
تطلع تشوف زين هو فوق نايم...
ضيق فريد عينيه و هو يقول
بجد...طيب بقلك إيه لو العدو ظهر
إديني إشارة إتفقنا ..
لمست لجين جانب رأسها بيدها بإشارة الشرطي
و هي تقول..تمام يا فندم...
وضعها على الأرض ثم أشار لها بعينيه
حتى تراقب المكان لتومئ له بالموافقة...
عادت لمكانها و هي تفتح لوح الشكوكولا
لتقسمه نصفين و تعطي أحدهما لجدتها
و هي تقول لها
خذي يا تيتة...داه النوع اللي بتحبيه ..
رمقت سناء قطعة الشوكولا ببلاهة ثم سألتها
بجهل..إيه دي..
نفخت وجنتيها الصغيرتين بضيق و هي
تجيبها..دي شوكولا يا
تيتة..
همهت سناء و هي تنظر لها قائلة من جديد
إنت مين
قلبت لجين عينيها بملل و هي تحشر
مربع الشوكولا في فمها و تهمهم بتلذذ
قبل أن تجيبها..انا لجين بنت فريد
إبن حضرتك يا تيتة.. إنت كل ساعة
بتسأليني السؤال داه زهقتيني ..
قاطعتها أروى التي خرجت للتو من المطبخ
و هي تمسك بالملعقة الخشبية التي كانت
تحرك بها الشوربة
حتى لو سألتك كل ثانية.. تجاوبي من سكات
إنت فاهمة..
مطت الصغيرة شفتيها ثم قالت باستسلام
حاضر يا مامي..
تعالى صوت سناء التي كانت تنظر لأروى
باشمئزاز .. مين دي يا لوجي الشغالة الجديدة
لالا دي منظرها مقرف انا مش عايزاها في بيتي
هقول لصالح يطردها...
كتمت لجين ضحكتها بينما عبست أروى
و أخفت الملعقة وراء ضهرها ثم نظرت
نحو نفسها و لملابسها البيتية الفضفاضة
التي كانت ترتديها ثم هتفت باعتراض
أنا أروى يا طنط مرات فريد إبنك ..
أخذت سناء قطعة الشوكولا و بدأت
في أكلها و هي تقول
إنت
وحشة و فريد هيطلقك...
شهقت أروى و هي ترمقها بهلع قائلة
حرام عليكي يا طنط...هيطلقني طب
اروح بعيالي فين
إنشغلت سناء بأكل قطعة الشكولاطة
ثم نظرت نحو لجين التي أخفت قطعتها
عنها لترمقها
الأخرى بحدة...
تفاجأتا بخروج أروى من المطبخ مرة الأخرى
و هي تدمدم
هطلع اطمن على زين..خلي بالك من تيتة
يا لوجي ..
إنتفضت الصغيرة من مكانها قائلة بارتباك
لا يا مامي خليكي معايا دي ممكن تطلع
من باب الفيلا..
أروى و هي تطمئنها
حبيبتي أنا مش هتأخر ثواني و نازلة
على طول..و كمان ميادة في المطبخ إبقي إندهي
عليها لو حصل حاجة..
تمسكت بها لجين و هي تنظر لأعلى بين الحين
و الاخر مما جعل أروى تشك...لتسألها
بابي رجع من الشغل صح ..
نفت اجبن برأسها قائلة
لا مشفتوش..
أروى و هي تمثل التفكير
امال الشوكولا دي منين بعثهالك
بالبلوتوث..إنطقي يا بت ابوكي فين
كرمشت لجين وجهها بعدم رضا معلقة
إيه داه يا مامي...إسمها بابي مش ابوكي..
بلدي اوي..
اروي و هي تضيق عينيها بشك
عاملين عليا رباطية ماشي يا بنت
الذوات.. إما وريتك إنتك باباتي بتاعك..
أنهت كلامها ثم أسرعت نحو الدرج و هي ټشتم
فريد و تصرخ
إنت ياحضابط سيب الولد لحسن ارفع
عليك قضية..سيب..ااااه إنت بتعمل إيه
هات الواد..
شهقت عندما فتحت الباب و وجدت فريد
يحمل الطفل لتحاول أخذه منه بالقوة لكن
فريد رفض قائلا بتذمر
حرام عليكي الولد بفي عمره سنتين
و لسه منسيتيش..للدرجة دي قلبك اسود ..
تخصرت أروى و هي تجيبه بردح
نعاام يا خويا فاكرني هبلة زي ليليان البحيري
هنسى و اسامح نييييفر أبسولوتلي نو..
و لآخر نفس فيا.. إنسى يا بابا معندناش
داه و هات الولد حالا داه إبني أنا..
رفع فريد زين عاليا ليضحك الصغير
ظنا انه يلاعبه لكن هو في الحقيقة كان
يبعده عن يدي والدته التي كانت تريده
أخذه منه..
فريد بعبوس..هو إبنك إنت لوحدك داه إبني
انا كمان و واحشني جدا حرام عليكي
يا شيخة...
اروي بتصميم..إبنك اللي كنت عاوز
تقتله مش كده..إن كنت ناسي افكرك
هات الولد خليني انزل انا سبت لوجي
مع طنط لوحدهم..
إحتضن فريد الطفل و قد تغيرت نظراته
الجدية قبل أن يهتف بصړاخ مماثل
آخر مرة أسمعك تقولي الكلام داه قدام
العيال إنت عاوزة تعقديهم و تخليهم يكرهوني
مش كده ..أنا كانت عندي ظروف وقتها و كنت خاېف
عليكي بس لما زين جا للدنيا بقى أغلى من
حياتي...
رفعت أروى حاجبيها بعدم إقتناع لكنها
لم تعلق...بقيت صامتة برهة من الزمن
قبل أن تتحدث بنبرة مترددة
طيب خلي بالك منه انا
هنزل اشوف
ميادة خلصت الغدا و إلا لسه..
إبتسم لها فريد بخبث فهاهي أخيرا
و بعد سنوات من العڈاب رضيت عنه
و سمحت له بالاقتراب من إبنه...
توسعت عينا أروى عندما شاهدته ينظر
لها تلك النظرة لتحرك قدميها حتى تهرب من
أمامها لكنه كان اسرع منها..
بقى ..
لم يفعل شيئا
هما
متابعة القراءة