الشيطان شاهين لياسمين الجزأين
عايز احرمك إنك تحققي حلمك اللي تعبتي عشانه من سنين...الاولاد بخير متقلقيش و تقدري كل ساعة تطمني عليهم بالتلفون... و كلما تحسي نفسك زهقتي او تعبتي تقدري تروحي انا مش بجبرك إنك تشتغلي بالعافية بس انا لاحظت من فترة طويلة إنك بقيتي مهوسة بالاولاد بشكل غريب... لدرجة إنك بتراقبيهم حتى و هما نايمين... بقيتي خنقاهم ياكلوا داه و مياكلوش داه مش بتخليهم يلعبوا براحتهم فالحل إنك لازم تبعدي عنهم شوية لو سبتك كده حتبقي موسوسة.... خليهم هما كمان يرتاحوا شوية من الخضار المسلوقة اللي بتجبريهم ياكلوها.... قالها بمزاح مترقبا ردة فعلها التي توقعها كطفلة صغيرة هامسة بدلال بقى كده يعني إنت جبتني هنا عشان الولاد يرتاحوا مني.... ويجيبها بصوت متحشرج تؤ جبتك هنا عشان عاوزك قدامي طول الوقت... و كمان عشان اكسب ثواب في ولادك المساكين و خاصة فادي... زمانه عامل حفلة مع اسيل و ايسم و بياكلو بيتزا و كنتاكي..... مش عارفة إنت ليه كل مرة بتغلبني و بتنفذ بس اللي في دماغك بأي طريقة...كل حاجة بتحصل على مزاجك إنت وبس انا مليش رأي و لا اي قرار.... داعب انفها قائلا و هو انا إيه مين غيرك... و لا حاجة.... تراقص قلبها بفرحة و اشعت عينيها بلهفة واضحة تطالعه بنظرات هائمة مطالبة بالمزيد من كلماته التي تأخذها عاليا فوق الغيوم الوردية حتى انها تنسى نفسها و زمانها و مكانها لا ترى يتبع الفصل الثالث الجزء الثاني في كلية الطب..... أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من إكمال يومها الطويل.. إلتقت بصديقتها بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء.... إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم لم تأكل منها سوى القليل....لتنظر نحوها صديقتها بدهشة قائلة مش بتاكلي ليه يا نور أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا مليش نفس... مش عارفة مالي حاسة
نفسي مخڼوقة و مش عاوزة أعمل حاجة مش عاوزة أبقى في الجامعة و مش عاوزة اروح البيت... زهقت من حياتي كلها يا بسمة . بسمة بحاجب مرفوع نعم زهقتي امال أنا أقول إيه اروح أنتحر أحسن... ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة الظاهر أنا اللي حنتحر و أرتاح.... نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة فعلا لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها حتبقى نهايتك يا المۏت يا مستشفى المجانين.. إهتز جسدها فجأة إثر صڤعة خفيفة على ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم الثالثة و هي تصرخ بعتاب و مالها ميار يا ست بسمة..مش عاحباكي في إيه بقى...إشجيني . قلبت بسمة عينيها بملل فهي بالرغم من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن تطيقها و دائما ماكانت ټتشاجر معها لو لا وقوف نور حائلا بينهما... مفيش...كنا بنتكلم عنك عادي...عشان محضرتيش محاظرات الصبح.... فقلقنا عليكي . قالتها بزيف و هي تبادلها نظرات باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة صفراء لكن الأخرى لم تهتم بها.... فكل ما يهمها هو نور.... او لنقل محمد . فميار فتاة في الثانية و العشرون من عمرها صديقة نور منذ دخولهما معا كلية الطب... إبنة إحدى الاسر الغنية و المعروفة و لطالما كانت معجبة بمحمد و تريد الحصول عليه حتى بعد إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ بالتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها حتى تجعلها بكل الطرق تترك محمد حتى تفوز به بعد أن علمت باستحالة ترك الاخر لها لأنه يحبها جدا ... إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها الجميلة الشاردة پقهر و حسد تتمنى لو أنها في مقدورها قټلها و التخلص منها حتى تحصل على حبها... أخرجت من حقيبتها هاتفها لتتصفحه و هي تتحدث او بالأحرى تحدث نور رامي عزام عامل حفلة في اليخت بعد ثلاثة أيام....تيجوا نروح اجابتها بسمة بعدم إهتمام و هي تقضم قطعة البيتزا و من إمتى ياختي و إحنا بنروح حفلات رامي إمام و إلا غيره. بادلتها ميار نظرات مشمئزة قائلة رامي عزام يا جاهلة إبن المستشار مدحت عزام بقلك إيه يانور سيبك منها دي طول عمرها كئيبة و فقرية من البيت للكلية و من الكلية للبيت بعد شهر حتلاقي عندها الضغط و السكر و جميع الأمراض النفسية....خلينا نروح انا و إنت صدقيني المكان حيعجبك جدا... انا متأكدة إنك عمرك محضرتي حفلات من النوع داه بحر و مزيكا و رقص حاجة جنان....داه إنت بالكثير سنة أو سنتين و حتتجوزي و ساعتها مش حتلاقي فرصة تعملي الحاجات دي...حتتحبسي في البيت و حياتك حتبقى لجوزك و أولادك و بس.... يلا بقى قلتي إيه تنهدت نور بحيرة من كلام صديقتها الواقعي فهي رأت كيف أصبحت حياة كاميليا شقيقتها بعد الزواج و كيف تغيرت... بمجرد إنجابها لاطفالها إنتهت حياتها المهنية و أصبحت تكرس كل وقتها