الشيطان شاهين لياسمين الجزأين
انه تغير و لكنها لم تكن تعلم إلى أي حد... هل من المعقول انه هذا هو ايهم كابوسها المرير الذي رافقها لسنوات طويلة... هل هو نفسه من جعلها تكره حياتها بسببه هل غيرته سنوات البعد حتى أصبح إنسانا يفقه معنى الندم و الحزن ام أنها.. خطة جديدة يتبعها حتى يصل إلى مراده ثم من بعد ذلك يعود كما الفته من قبل حركت رأسها لتنفي عنها تلك الأفكار التي تجمعت فجأة داخل دماغها... ثم وجهت بصرها نحوه من جديد لتجده على حاله... طال صمتهما ليقطعه أيهم الذي وقف من مكانه فجأة و قد إرتسمت على ثغره إبتسامة مريرة ليتحدث بصوت جاهد ان يخرج عاديا أتمنى تفكري كويس في كلامي... فكري في أيسم حياته حتبقى إزاي و أمه و ابوه مطلقين.. انا مش بكذب عليكي انا فعلا تغيرت اوي مبقتش أيهم بتاع زمان و الايام حتثبتلك صدق كلامي.... تصبحي على خير..... إتجه نحو الباب بعد أن أنهي كلامه و دون أن ينتظر إجابتها غادر المكان تاركا إياها تتخبط في ذكرياتها بين الماضي و الحاضر.... بعد اسبوع .... تجلس كاميليا بملل في مكتبها في شركة شاهين الذي أقنعها بالعمل معه بعد أن كانت رافضة تماما فكرة الخروج للعمل و الانشغال عن اطفالها تتصفح صورهم في حاسوبها المحمول زفرت بانزعاج بعد أن لمحت في أسفل الشاشة الساعة التي كانت تشير إلى الحادية عشر صباحا... تمتمت و هي تمط شفتيها پغضب قائلةهو الوقت مش بيعدي ليه هنا اوووف انا بجد زهقت... قاطع أفكارها دخول هبة التي إنفجرت ضاحكة عند رؤية صديقتها تجلس كما تركتها منذ ساعة بنفس هيأتها مسترخية على كرسيها و تضع خدها على يدها و بيدها الأخرى تضغط ازرار الحاسوب... رمقتها كاميليا بعيون نصف مغمضة قائلة بعدم مبالاة إنت إيه اللي جابك هنا معندكيش شغل تصنعت هبة الحزن لتضع يدها على صدرها شاهقة بزيف إخص عليكي يا كوكي و انا اللي جيت اطمن عليكي قلت يمكن محتاجة حاجة.... وضعت أمامها كوب القهوة ثم جلست على الكرسي أمام المكتب لټخطف نظرة على الملف الذي لم يمس حتى الآن قائلة إنت لسه مكملتيش تصميم المشروع....على فكرة معاد تسليمه النهاردة.. و البشمهندس حسن هو اللي حيختار التصميم الأفضل.. نفخت كاميليا خدها بعدم إكتراث قبل أن تجيبها دون أن تحول نظرها عن شاشة الحاسوب أمامها لا خلصته من يومين...و حبقى اسلمه بعدين.. هبة و هي ترفع حاحبيها بعدم رضا أنا ليه حاسة إنك جاية الشغل مجبرة...مين غير نفس كده كاميليا
مش قادرة اتأقلم مع جو الشركة و الشغل...ملفات و تصاميم حاسة إني مش فاهمة حاجة...تعودت بقعدة البيت و العيال... انام براحتي و اصحى براحتي عاوزة ارجع اتفرج على التلفزيون مع طنط ثريا... وحشني مسلسل الحاج متولي داه معاده بقالي اسبوع متفرجتش عليه.... . أنهت جملتها بصوت شبه باكي لتحدق بها هبة ببلاهة قبل أن ټنفجر ضاحكة عليها و هي تهتف من بين ضحاتها مسلسل إيه ياهبلة...مش مصدقة إن اللي قدامي هي نفسها كاميليا الأولى على دفعتي خمس سنين... كاميليا داه كان زمان...انا اصلا دماغي تمسح منه أي حاجة تخص الهندسة...بيت ربة بيت ممتازة زي ما بيقولوا....انا مش فاهمة إنت إزاي مستحملة خنقة الشغل هنا..حاجة تقرف.. هبة و قد إكتسى ملامحها بعض الحزن مفيش حاجة تخليني أقعد في البيت ما إنت عارفة لا عيل و تيل بالعكس على الاقل الشغل بيلهيني شوية و يخليني انسى و ابعد عن المشاكل..... و هي تشعر بتأنيب الضمير لتطرقها لموضوع حساس عند صديقتها دون قصد...لتنطق محاولة تشتيت تفكيرها بقلك إيه معاكي روج اجابتها الأخرى و هي تنظر لها ببلاهة روج إيه كاميليا روج يا هبة...و يا ريت يكون لون فاقع اصل مش معايا حاجة في شنطتي غير البرفيوم هبة بتعجب نعم ياختي.... برفيوم و بس مفيش حتى ماسكارا ايلاينر.... كاميليا بنفي و هي تمد لها حقيبتها تؤ....و لا اي حاجة... اصل شاهين قبل ما اخرج بيفتش الشنطة و لو لقى حاجة تابعة الميكاب بيرميها على طول... هبة و بانزعاج ما أنا شايفاكي اهو قدامي وشك مفهوش حاجة... بس مش جديدة ما إنت من زمان يعني من قبل ما تتجوزي مكنتيش بتحبي تحطي حاجة على وشك...يا دوب بتغسليه و تنزلي بيه على طول كده. كاميليا بتنهيدةعشان زمان مكانش عندي ثمن قلم كحل... بس دلوقتي الحمد لله التسريحة مليانة.. هبة طيب مش قلقانة يشوفك و إنت عاملة روج هنا.... كاميليا بتذمر وحيشوفني إزاي لو طلبني حبقى امسحه قبل ما اروحله.... هبة بعدم إقتناع و هي تنهض من مكانها طيب حروح اجيب شنطتي و اجيلك... تراجعت كاميليا بظهرها على الكرسي و هي تراقب خروج هبة بأعين ناعسة قبل أن تلمح من جديد ذلك الملف الذي