الشيطان شاهين لياسمين الجزأين
على حد غيري انا راجع مكتبي في شركتنا . ايهم بجدية سيف لو سمحت...انت عارف إن الشركة و المستشفى باسم ليليان.... يعني هي صاحبة الشأن و القرار.... رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها متظاهرة الانشغال بطبقها ليتحدث سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك من زمان...و الأوراق موجودة في مكتب بابا....هي ما قالتلكش و إلا إيه سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع الانظار نحوها...ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها ليليان و هي تشعر بحرج كبير.... تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب الانظار نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب خلينا نأجل الكلام داه لبعدين... إلتفت نحو والدته ليكمل تسلم إيدك يا ماما الأكل تحفة بقالي كثير مأكلتش اكل زي داه.... كاريمان بابتسامة فرحة بالهناء و الشفاء يا حبيبي...لو عاوز اكلة معينة قلي و انا ححضرهالك بنفسي.... سيف بغيرة يا سلام.. من شاف احبابه يا ست ماما.... ضحك الجميع و اكملوا تناول العشاء في جو لا يخلو من المزاح و الضحك..... بعد إنتهاء السهرة العائلية المعتادة دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها الذي لم تره كثيرا اليوم...توقفت عن السير بعد أن لمحت أيهم متكئا على ذراعه بجانب أيسم الذي كان يغط في نوم عميق... بحرارة بين الحين و الاخر مستنشقا رائحته الطفولية بعمق... إنتبه أيهم لقدومها ليقف من مكانه بهدوء و إبتسامة سعيدة تسللت ...مازالت كما هي..كما تركها منذ سنوات لم تتغير سوى انها إزدادت جمالا عن قبل ركز ببصره على خديها و تحديدا في مكان غمازتيها قبل أن يتكلم بصوت خاڤت حتى لا يزعج الصغير النائم وراءهأنا آسف عشان دخلت اوضتك من غير إستئذان... بس انا كنت عاوز اشوف أيسم....أصله واحشني اوي و ملحقتش اشبع منه. أومأت له بإيجاب و هي تخفض رأسها دون أن تنظر نحوه.. عقله و قلبه الذين حرما طويلا من رؤيتها... لاحظ توقف حركتها و سكونها في مكان واحد ليعلم انها تنتظر خروجه من الغرفة...لكنه عكس ذلك سار بهدوء نحو كرسي وجده قريبا من السرير ليجلس عليه قائلا أنا كنت عاوز اتكلم معاكي في موضوع الشركة و المستشفى إنت ليه عملتي كده... انا مش عاوزهم و بكره إن شاء الله اول حاجة حعملها حرجعهم باسمك إنت و أيسم... دول من حقك. اجابته دون تفكير انا مش محتاجة منك حاجة...لا انا و لا إبني انا اصلا كنت مستنياك عشان ترجع.. خفق قلبه بلهفة منتظرا بشوق ما ستقوله بعد ذلك لكنها خيبت أمله
بعد أن أكملت عشان نكمل إجراءات الطلاق.... هب من مكانه منتفضا و كأنه ڼارا احرقته و هو يكاد يخترقها بعينيه ليهتف بصوت مرتعشلا.... لا ..لو سمحتي متكمليش...مش وقت الكلام داه عشان خاطر إبننا يا ليليان... ليليان بجمود رغم أنها لاحظت إرتعاش صوته و ملامح وجهه التي تجهمت طيب.. خذ وقتك زي ما إنت عايز اسبوع إثنين شهر سنة لو حابب بس الموضوع داه حيحصل في الاخير يعني ليه التأجيل في تلك اللحطة شعر بأنه سمع صوت ټحطم قلبه و تمزق شرايين لآلاف القطع... ساقيه اصبحتا كالهلام لا تقدران على حمله ليرتمي من جديد على الكرسي وراءه و إحساس العجز و قلة الحيلة يغزوانه تدريجيا.. لا يستطيع إرغامها على العودة إليه.. يعلم انه امر مستحيل و انه لديها كل الحق مهما قالت او فعلت فما يحصده الان هي ثمار ما غرسه في الماضي. إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله بعض الرجاء وكانه آخر حل لديه طيب خلينا كده...إنت كملي عيشي هنا إنت و أيسم و انا.. انا إشتريت شقة جديدة قريبة من هنا حسكن فيها... و اوعدك مش حزعجك و لا حعمل اي حاجة تضايقك.. حتى.... حتى لما آجي اشوف أيسم حبقى اديكي خبر قبلها بيوم...و اوعدك مش حتشوفيني كثير... مرة واحدة في الأسبوع حبقى آخذه الصبح و حجيبه بعد الظهر... مش حخليه عندي كثير عشان متتضايقيش ليليان ارجوكي انا قابل بكل شروطك مهما كانت إلا الطلاق.. ارجوكي بلاش مش حقدر أعمل كده انا إستحملت الغربة و بعدي عن إبني و إستحملت إني مبقاش موجود يوم ما تولد.... و تحملت بعدك عني اللي بېقتلني كل دقيقة و كل ثانية حستحمل حتى لو مية سنة قدام... بس مش حستحمل الطلا...... خفض رأسه و هو يغلق عينيه بقوة يمنع تساقط دموعه التي اغشت عينيه التي أوشكت على ڤضح ضعفه و هو الذي لم يتعود ان يكون ضعيفا من قبل.... يقسم انه مستعد في هذه اللحظه ان يخر على ركبتيه اسفل قدميها طالبا الصفح و الغفران...ناشدا إياها إن تمنحه فرصة اخيرة حتى يحاول إصلاح ما افسده سابقا..... حدقت ليليان بذهول فيه غير مصدقة تذكرت قول أميرة قبل ساعات عندما أخبرتها