رواية لحن الحياة
المحتويات
الخامس
وتوقفوا عن حديثهم بعد أن سمعوا صوت كنان
اتركوا حديثكم جانبا الان أيتها الثرثرات وانتبهوا لي
لتضحك كل من عائشة و ورد وأيضا جواد الذي ترك كأس الحليب خاصته ليستمع اليه اما فريده تنتظر أن تعرف ما سيخبرهم به ابنها
سننتقل لمنزل آخر أكبر من هذا
فصفق جواد بيديه فرحا بذلك الخبر
وبحديقة أكبر أليس كذلك خالو
نعم حبيبي
لتتسأل ورد فقد اعتادت على هذا المنزل
ما السبب كنان المنزل رائع
فأرتسمت على شفتيه ابتسامه حانيه
لقد أصبحنا أسرة كبيرة ورد غير الضيف القادم
فهمت انه يقصد طفلهم بذلك لتحرك رأسها في صمت
إلى أن انتهى فطورها وجاء موعد مغادرة كل من عائشه وكنان للعمل فتعلقت ورد بعنقه قبل أن يتجه نحو سيارته
فضحك وهو ينحني نحو وجنتها يقبلها
سأجلب لكم جميعا ورد فأنا أصبحت ابا لثلاث الان والرابع قادم في الطريق
واتجه لسيارته تحت انظارها المحبه وعائشة تلوح لها بيدها وهي تصعد السيارة جانبه
انفردت بها والدتها جانبا تسألها بلهفة ام
طمنيني ياريم كل حاجه تمام يابنتي
لم تفهم في البدايه سؤال والدتها الا عندما حركت لها عيناها كي تطمئن قلبها ومع صمت ريم للحظات هتفت والدتها
وبدأت والدتها تستنكر فعلتها وتخبرها أن هذا لا يصح فهو زوجها والرجل لا يصبر على زوجته كثيرا وريم تقف لا تعرف كيف تجعلها تنتظر أن تسمع منها الاجابه وقبل أن تخبر والدتها كاذبه أن كل شئ على مايرام صدح صوت والدها بأن يكفيها الثرثرة وتترك ابنتها وزوجها لتتحرك والدتها من أمامها على مضض ومع انشغال ريم مع والدها واخيها وياسر الذي كان يقف يطالعهم مبتسما اقتربت منه مشيرة له
فمال نحوها ياسر بتوجس لتهمس له ببعض الكلمات ثم ابتعدت عنه بعد وجدت ريم تقترب منهم تنظر إليهم بتعجب
وانصرفت أهلها فوقفت تطالعه
هي ماما كانت بتقولك ايه
فنظر إليها ياسر طويلا متذكرا حديث والدتها ثم
ضحك
كانت بتوصيني عليكي
وانصرف بعدها من أمامها قبل أن يخبرها صراحه بالأمر
أصبح لديها أمرين ترغب في اخبار جاسم بهم وبالاصح سؤال وطلب سؤال عن الماضي العالق بين حياه ريم وياسر
ومهاتفته بشقيقه لأخذ اجازه قصيره دون أن توضح له أن هذا طلب من مرام
وبعد دقائق حسمت أمرها وقررت أن تصنع له مشروب ساخن وتذهب لغرفه مكتبه
ودلفت بتمهل وهي تحمل المشروب الساخن هاتفه ببتسامه هادئة على شفتيها
ممكن أعطلك ياحبيبي لدقايق
فرفع جاسم عيناه نحوها مبتسما
ممكن واعطلك وحبيبي كل الكلمات المؤدبه ديه في قاموس مراتي
ونظر إلى ما تحمله وقد اشتم رائحة مشروب الشوكولاته الساخن الذي يعشقه
لاء انا كده قلبي مش مطمن عملتي مصېبه ايه ولا هتعملي ايه
فأقتربت منه وقد لوت شفتيها بأمتعاض
ديما كده واخد عني فكره وحشه
ليضحك على عبوسها الطفولي تاركا الملف الذي كان يطالعه جانبا
تعالى يامهرة كلي أذان صاغية ليكي
وفور أن أشار إليها بالأقتراب جانبه واعتدل في جلسته خطت سريعا نحو الاريكه الجالس عليها ووضعت ما تحمله على الطاولة التي أمامه
وجلست علي فخذيه تعانقه بمرح
لاء انا قررت اقعد هنا
فصخك على فعلتها الطفوليه محيطا خصرها بذراعه
خير يامهرة
فأخذت تلاعبه قليلا قبلة تطبعها على خده هذا ثم خده الآخر
وحشتني ياحبيبي
وداعبت لحيته ببطئ وهو سارح في أفعالها
رافعا حاجبيه منتظرا نهاية الدلال ورقتها
تعرف انت الايام ديه بتحلو وبتصغر
فأتسعت بؤبؤي عيناه هاتفا
حلو وبصغر يبقى المصېبة أكبر
ليتآوه بعدها بعد انا دفعته على صدره
شوف اه انت اللي بتضيع اللحظة الحلوه
وكادت أن تنهض عنه إلا أنه عاد يجذبها إليه ضاحكا
لاء عندك حق خليني ادلع شويه
وسايرها كما تسايره إلى أن أخرجت ما في جبعتها
جاسم عندي سؤالين قصدي سؤال واقتراح
فهمس وهو يجذبها أكثر إليه ويداعب عنقها
سمعك قولي
ومع سماع اسم ياسر فهم مغزى سؤالها
انقلي على الاقتراح لأن اجابة السؤال ده مش عندي
فهتفت حانقه
ليه مش عندك انت اكتر واحد عارف ياسر انا عايزه اساعدهم ياجاسم
وتوقفت عن جدالها عندما أنهى مناقشتهم بتحذير
مهرة قولتلك مليون مره ياسر هو اللي يقدر يحكي لريم عن
ماضيه هيجي وقت وكل حاجه لوحدها هتبان
وتابع وهو يحرك يده على خصلات شعرها
اعدلي وشك الجميل ده وقوليلي الاقتراح
فتنهدت بسأم بعد أن تأكدت انه لن يخبرها بشئ
كريم ومرام
فحدق بها بقلق
ماله كريم
لتنظر إليه بهدوء تطمئنه
مافيش حاجة متقلقش بس ايه رأيك ينزلوا اسبوع كده اجازه ونشوف التوأم
فأبتسم جاسم على ذكر الصغار فهو يجعل كريم دوما تصويرهم وسماع صوتهم
هكلمه واشوفه مع اني من فتره اقترحت عليه ينزل يستقر هنا لكن رفض شكل الحياه هناك عجباه
فصمتت وهي تستمع اليه ولم ترغب في بث القلق إليه عن شعورها بخلاف بين كريم ومرام
استمعت عايدة بملل للحديث الدائر بين السائق الجديد ومن يحادثها على الهاتف بعد أن سمحت له بأن يتحدث وهو يقود بها ولكن لم تهتم بالامر الا عندما بدء يثرثر مع حاله
مش عاجبه الشغل في متاجر ابوه وعنده اخت متجوزه رجل أعمال تركي والتانيه مرات جاسم الشرقاوي اللي ازاي يعمل ايه يولع في نفسه
فأنتبهت عايدة لسماع اسم جاسم
انت تقصد جاسم الشرقاوي مين
فتعلثم نادر في الحديث بعد أن أدرك حماقته في الثرثرة
انا مقصدش ياهانم متاخديش في بالك
لتهتف عايدة بجمود
جاسم مين اللي تقصده ومين اللي كنت بتتكلم عنه
فشعر نادر بأن لا مفر من أخبارها عن كرم صديقه وشقيقتيه
حسمت علياء قرارها وقد اقتنعت بفكره صديقتها فلا بأس أن تطلب منه المساعده بعد أن يأست في الحصول علي وظيفه تناسب وضعها ورغم أن لقائها ب ريان اقتصر على مرة واحدة الا انها ستذهب للشركة التي ذهبت لها من قبل وستنتظره بالخارج كل ما كان يشغلها أن تزيل عبئها عن شقيقها صحيح عاد لعمله بمساعدة شخص ما ولكن شقيقها الان اصبح لديه زوجه أحق منها فيه فيكفيه كل ما يفعله من أجلها إلى الآن
كان الوقت يمر وهي تنتظر خروجه من الشركه بعد أن علمت من حارس الأمن موعد انصرافه ورغم تأخيره عن الموعد الذي أخبرها به الحارس الا انها انتظرت تحت اشعه الشمس الحاړقة تقزقز حبات اللب بملل وعندما لمحته يخرج دفعت حبات اللب المتبقية في حقيبتها وعدلت من هندامها واتجهت نحوه
بس بس
صوت عجيب سمعه على مقربه منه ولكن لم يهتم بالامر وكاد أن يدلف لسيارته إلا أنه وجدها أمامه تهتف بحنق
عماله ابسبس مافيش اي ألتفافه منك
كان ريان يحدق بها وهو حانق ففي النهايه أخيها تزوج شقيقته
ماذا تريدي يافتاة السوق
فتهجم وجه علياء من نعته لها بذلك
هعديلك غلطك عشان في مثل عندنا بيقول لو ليك حاجه عند
وبترت إحدى الكلمات وأكملت
يقوله ياسيدي
فأزداد وجه ريان احتقانا من لسانها هذا
ابتعدي عن السيارة يافتاه لست أملك الوقت مثلك
ووضع قدمه داخل السياره ولكن وجدها تجذبه من ذراعه
سيد ريان عايزه خدمه منك اد كده
وقربت اصبعيها لبعضهم لتريه حجم طلبها الصغير بينهم
فحدق ريان بقبضتها على ذراعه فوجدها انتبهت لفعلتها المتهورة وتهتف ببرآة ووداعة لا تليق بها
هتساعدني صح
لم يكن يعلم ماهي الخدمه التي تريدها منه ولكن مع تحولها لقطه هادئة وديعه تحت أنظاره جعله يتقبل منها اي شئ في تلك اللحظه
ما الخدمه التي تريديها مني
لتتهلل اسارير علياء ولمعت عيناها
عايزه شغل يناسب وقت دراستي
فدار بعينيه على صفحات وجهها البرئ وحماسها الذي يشبه حماس الأطفال ولرغبة ملحة لا يعلم مصدرها قرر أن يساعدها في خدمتها الصغيره ودخولها لقفصها الجديد معه
كانت السعادة تطل من عينيها وهي ترى فرحة رقية بجانب مراد رقية المشاغبه اخيرا قد دخلت القفص مثلهم كما اخبرتها ورد واصرت على ريم أن تلتقط لها بث مباشر للعرس وريم لم تبخل عليها
ومع تعبها من أثر الوقوف طيلة الوقت اتجهت لأحدي الطاولات تجلس عليها تتابع زوجها الواقف مع السيد عماد والد مراد يتحدث معه ويضحك ودارت بعينيها بملل وارهاق
لتقع عيناها على ياسر الذي يحدق بريم غاضبا بعد أن وقفت تتحدث مع احد الاشخاص ويبدو أنه اصطدم بها ويعتذر منها
ولولا مرور تلك اللحظه من أمامها سريعا لكانت ألتقطت صورة ل ياسر الذي يظهر عكس ما بداخله لريم فأسبوع مضى على زواجهم ولا جديد يحدث إلا تمثيل السعاده على والدي ريم
وجالت بعينيها بين الموجودين لتجد نرمين تدلف لقاعة الزفاف تتعلق بذراع شقيقها الذي تتذكره جيدا فتعلقت عيناهم معا لتشيح نرمين عيناها بعيدا عنها ومع خطواتها هي وشقيقها أدركت أين أصبح هدفها
لتقف أمام جاسم مبتسمه تصافحه وايضا شقيقها ومع مرور الوقت قررت أن لا تركز بالأمر فلا شئ يستدعي أن تختنق من أفعال نرمين ففي النهايه عم بعرس والكل يضحك ويبتسم وسعيد
ونهضت من فوق مقعدها متجها إلى رقية التي كانت تشير إليه
فأقتربت منها مهرة مبتسمه تهمس بأذنها
كفايه تنطيط انتي متعبتيش
فضحك رقيه وهي تميل عليها
عايزه اطلع كل طاقتي في الفرح عشان اروح انام لأسبوع
فضحكت مهرة بعد أن فهمت مغزى حديثها
ده هيولع فيكي
وعادت رقية إلى فرحتها مع عائلتها وأصدقائها لتحدق مهرة بالمكان باحثة عن جاسم لتنتبه لخروجه من القاعة مع نرمين
فوقفت في مكانها غاضبه حتى هنا تحوم حوله
ووجدت ريم تقف خلفها تقص لها عن سبب خروجه الذي جعلها تشعر بالقرف من نرمين
عملت نفسها دايخه ومش قادرة تتنفس ومالت على جوزك تطلب منه يساعدها مع ان اخوها موجود
فتجمدت عين مهرة أمامها وخطت نحو الخارج تبحث عنهم
لتجد نرمين تميل برأسها على كتف جاسم الواقف بظهره اتجاهها وتمسك بيدها زجاجة المياه وتلاقت عيناهم بصمت
يتبع
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
الفصل الثالث والخمسون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
عيناها لم تتلاقى إلا بتلك التي ترغب بزوجها في البداية ظنت انها غيرة عمياء ولكن الآن ترى كل شئ بعينيها رغبه مشاعر
انبهار وانانية في امتلاك ماليس لها ومع تعلق عيناهم اشاحت نرمين عيناها بعيدا عنها كأنها لم تراها وبخطوات جامده وصوت يخفى خلفه الكثير
جاسم
ليلتف سريعا على سماع صوتها وكأنه وجد اخيرا ملاذه وابعد نرمين عنه ببطئ
مهرة تعالى خليكي جنب نرمين لحد ما اشوف شهاب
فأرتبكت نرمين على سماع اسم شقيقها فهي لم تفعل ذلك لينتهي الأمر بقدوم شقيقها كانت تود أن ترحل معه هو وتشعر بأهتمامه الذي لا يخص به إلا زوجته وبأنفاس مضطربه هتفت
انا كويسه مافيش داعي
فأختلس جاسم النظرات نحوها سريعا ولكنه انصرف لداخل القاعه التي
متابعة القراءة