كاليندا بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


البرلمان وهيتم ترشيح أعضاء تانين لمنصبك.
صاح حماد غير مصدق 
_ أنت بتقول إيه معناه إيه الكلام ده
_ أفتح التليفزيون وأنت هاتعرف إحنا عارفين اللي إبنك عمله من زمان وكنا بنحاول نغطي و نعتم علي الموضوع نظير خدماتك اللي بتقدمها لكن الموضوع خرج من إيدينا ووصل للنائب العام وهو بيتفرج علي البرنامج دلوقتى فياريت تقدم طلب بإستقالتك أكرملك وأحسن لك سلام.

أغلق الهاتف ولم يصدق أنتابته حالة من الإختناق وضيق في التنفس يحاول فك ربطة عنقه بصعوبة يريد مناداة مساعده لكنه لن يستطع حاول النهوض والسير نحو الباب مستندا علي حافة مكتبه لكن خانه جسده وهوي علي الأرض.
عاد أحمد من عمله ليجد الهدوء يعم أرجاء المنزل ولج إلي غرفة النوم وجدها تنتظره في أبهي زينتها ترتدي ما يخطف الأنفس و يأسر قلوب أبناء آدم و عطرها الفواح يخترق أنفه تبتسم إليه بنظرة يقع من أجلها أعتي الرجال. 
تقول له بدلال أنثوي 
كل سنة و أنت طيب يا حبيبي.
لاحظ وجود قالب حلوي علي المنضدة المقابلة للسرير تذكر إنه يوم ذكري مولده و الميلاد الحقيقي بالنسبة إليه هو يوم عودته إلي شمسه لذا عليه بتلك الخطوة و لارجعة في هذا القرار أقترب منها بهدوء أغمضت مروة عينيها ظنت إنه سيقبلها.
و أنتي طيبة و بخير و سعادة بس مش وأنتي معايا. 
فتحت عينيها بإتساع و كادت تخرج من محجريهما حينما ألقي عليها تلك الكلمة 
أنتي طالق.
تناولت العديد من البرامج قضية شمس في حلقاتها و الكل يطالب بسرعة القبض عليه والحكم عليه بأغلظ عقاپ رادع حتي يكون عبرة لكل شاب تسول له نفسه ويتعدي علي ما هو ليس ملكه أو حق له.
وبالفعل بعدما أصدر قرار النائب العام بإلقاء القبض علي حمزة السفوري وجدوه في إحدي القري النائية لدي إحدي معارف والده الذي لم يتحمل الصدمة و دخل المشفي بعد إصابته بذبحة صدرية حادة.
و ها قد جاء اليوم المنشود بداخل دار القضاء التابعة للمحافظة و في قاعة محكمة الجنايات...
دلوقتي مفيش تقرير طب شرعي قدامي يدين المدعو حمزة أو حتي دليل  اللي ذكرتيه في الدعوة.
تدخل المحامي قائلا 
_ أرجو من هيئة المحكمة الإنتظار فلدي الدليل الذي يدين المدعو حمزة.
سأله القاضي 
و أين هو الدليل
أخذ الأخر يتلفت نحو الباب و ينظر في ساعة يده ينتظر أحدهم بينما هي كانت تجلس في المقعد الأول تغمض عينيها و تكبت عبراتها بصعوبة تلفتت من حولها تنظر إلي عمها كريم ووالدها ووالدتها وثلاثتهم يرمقونها بقلة حيلة فهي الآن في مأزق وحالة يرثي لها.
فتح الباب ودلف شخص لم تكن تتوقع بأنه سيأتي سار أحمد بخطي سريعة وقف أمام منصة القضاة و قال 
السلام عليكم بعتذر عن التأخير أنا أسمي أحمد كامل.
أخرج بطاقة الهوية خاصته وأعطاها للقاضي مردفا 
أنا كنت خاطب شمس محمد نصار و مكنش مجرد نسب إحنا جيران من زمان هي الوحيدة اللي قلبي دق لها لاقيت فيها كل اللي أي راجل يتمناه في شريكة حياته أدب و أخلاق و جمال اللي زيها نادر في الزمن ده.
قال القاضي 
أرجو يا أستاذ أحمد الإيجاز نظرا لضيق وقت هيئة المحكمة ولدينا قضايا أخري.
أخرج الأخر هاتفه وقرص تخزين فلاشة قام بوضع كليهما علي المنصة قائلا 
ده موبايلي و عليه الدليل اللي بعتهولي حمزة من علي تليفون شمس يوم الوقعة و مرفق بيه رسالة تثبت إنه عمل كده و دي فلاشة حبيت أحتفظ بيه عليها كان إحساس جوايا هاتنفع في يوم زي ده.
أستدار بزاوية و حدج محمد بإبتسامة ولم يغفل عن شمس التي تنظر له كالذي نجا من الغريق للتو. 
وهذا الحمزة يقف خلف القضبان في حالة جمود علي غرار والدته المنهمرة عبراتها علي خديها و لم يكن والده حاضرا بسبب عدم قدرته علي الحركة.
أمسك القاضي بالهاتف قام بتشغيل الدليل  و عرضه علي زملائه فقال بصوته الرخيم المجلجل 
الحكم بعد المداولة.
و بعدما تأكدوا من صحته عبر المختص المسئول عن كشف هذا المقطع صحيح أم مركب فكان التقرير صحيح.
و لأن القضية موصي بها من النائب العام يجب الحكم فيها في أسرع وقت لذا كان الحكم عادلا و عبرة لكل من يسلك دربه
و بعد الإطلاع و المداولة و نظرا للمادة ٢٦٧ عقوبات لقد حكمنا علي المتهم حمزة حماد السفوري بالسجن لمدة ١٥ عام مع الشغل و النفاذ رفعت الجلسة. 
و قد عاد للشمس نورها الساطع ليملأ الأرض بالدفء و الوهج تبتسم وتضحك وألقت كل ما حدث خلف ظهرها يكفيها بأن أنتصرت و أخذت حقها هذا كافيا لرفع رأسها بشموخ.
و هنا علي ضفاف النيل تقف برفقة والدها سألته 
حضرتك نزلتنا هنا ليه يا بابا
حدجها بإبتسامة فأتاها صوت من خلفها 
عشان نتقابل.
إستدارت إلي صاحب الصوت أصابتها الدهشة رددت بتعجب 
أحمد!
مد يده بباقة زهور الچوري التي تعشقها 
أيوه أحمد اللي بيحبك و جايلك النهاردة قدام أهلي وأهلك يطلب إيدك و بيقولك نفسه تشاركيه حياته و تمليها بنورك يا شمسي.
هبط علي ركبتيه أمامها و سألها 
تتجوزيني
وقبل أن تجيب رأت والديه و صديقتها إسراء يقفون بمسافة نظراتهم كافية بتوسلها للموافقة و يشوبها الندم من ما أقترفونه في حقها لكن قلبها يذكرها بموقفه في المحكمة و تقديم الدليل فهذا كان إتفاق سابق بينه و بين والدها.
تدخل إحدهم في تلك اللحظة فكان عمها كريم قائلا 
خلاص بقي يا شمس الراجل ندم و كفر عن ذنبه وافقي و لما تتلموا في بيت واحد أبقي علميه الأدب.
قهقه الجميع وعقبت سحر قائلة 
حقك عليا يابنتي أنا آسفة عن أي كلمة جرحتك بيها.
و أخيرا تفوهت بالكلمة التي بمثابة ماء المحياة لأحمد 
موافقة.
ركضت إسراء و عانقت صديقتها و أطلقت سحر الزغاريد و تبعتها زينب. 
أقترب أحمد من شمسه و أخرج من جيبه خاتمها الذي ظل محتفظا به ووضعه في بنصرها قائلا 
بحبك يا شمسي.
وقفت إسراء بينهما قائلة بنبرة فكاهية 
تعرف يا أبيه يعني إيه نور الشمس بالهندي
ييي مش هنخلص من الهندي اللي فلقتينا بيه ليل و نهار قولي ياختي.
ضحكت وأجابت 
كاليندا.
تمت بحمد الله. 
مع تحياتي
ولاء رفعت علي

تم نسخ الرابط