براء بقلم ميار خالد

موقع أيام نيوز


لا يخفي عنه شيئا إذا ما الأمر تلك المره حتي يخفيه عنه هكذا و لكنه وعد نفسه أن يعرف هذا السر قريبا 
و بعد أن خرج يامن من الغرفة نظر ياسر الي كريم و قال له 
أنت ليه مش عايز تقوله الحقيقة لو عرف لوحده هتبقي صډمه ليه 
مش دلوقتي 
اومال أمتي 
لما أرتب أفكاري يا ياسر مقدرش اقوله فجأه و أنا مش مرتب ايه اللي هيحصل بعد كده 

أنت متخيل رد فعله لما يعرف هيكون إيه
أصلا أنا اټصدمت لما عرفت اللي في دماغك 
تنهد كريم بضيق و قال 
ياسر أنا مش هوصيك أوعى يامن يعرف حاجه عن التقارير دي هتبقي مشكلة كبيرة 
متقلقش ربنا يستر
بوليس 
نظر جميعهم إلى العساكر بقلق و نهضوا من مكانهم و في تلك اللحظة دخل أحد الضباط وجال بنظره في المكان حتى وقع بصره على ماجد فقال 
أمسكوه 
ھجم عليه العساكر لېصرخ هو 
أبعدوا عني أنا معملتش حاجه 
أتجه الضابط الي براء و قال 
شكرا جدا يا آنسة براء على تعاونك معانا 
أتجه إليهم جمال و قال
أنا أعرف آنسه براء من فترة كبيرة و كذلك مراتي و بفضلها عرفت إنك هنا و أكيد مش هضيع الفرصة دي جه الوقت عشان تتعاقب فيه على كل أفعالك
نظر والد خالد و الذي يدعى عبد العزيز الي ماجد پصدمه كبيرة و قال 
أنت يطلع منك كل ده معقول توصل أنت أيه يا أخي 
الكلام ده كدب أنا راجل ليا مركزي و أكيد البنت دي بتتبلي عليا أنا عارف البنت دي من زمان و فاكر أول مرة شوفتها فيها قبل سبع سنين بس أنا مرضيتش اڤضحها عشانك يا خالد قولت يمكن اتغيرت و تابت لربنا 
كانت براء تنظر له بثبات و لم تحركها كلماته تلك على عكس خالد الذي نظر إليه بدهشة و قال 
نعم قصدك إيه 
قصدي هفهمهولك كويس يا خالد البنت دي مش كويسه و مش محترمه أنا أول مرة شوفتها كانت في بيت مشبوهه و أنا كنت عايز اساعدها و أخرجها من المكان ده عشان صعبت عليا بس هي كان عاجبها الوضع و كانت عايزه تبيع نفسها ليا لولا أنا رفضت و خرجت من المكان 
نظر له خالد پصدمة ثم نظر إلي براء و قال 
الكلام ده صح 
نظرت له براء بعدم اهتمام ثم اتجهت الي ماجد و قالت بصوت مسموع للجميع 
كنت متاكده إني لو دورت وراك بس هوصل لمصايب و ده اللي حصل فعلا متنكر ورا المركز الاجتماعي اللي أنت فيه و ماشي تسرق في حقوق الناس و أولهم البنات عشان ترضي النقص اللي فيك احنا فعلا اتقابلنا قبل سبع سنين بس وقتها أنا مكنتش أعرف أن البيت ده مش كويس و لما عرفت و شوفت الحقيقة البشعة اللي كنت هقع فيها بسببك هربت من المكان و ساعتها ربنا وقعني في طريق ماما فاطمه و بابا جمال عشان يساعدوني 
و هنا نهضت والدة خالد من مكانها و التي تدعي كريمه و قالت 
يعني إيه وقعك في طريقهم هو أنت مش بنتهم الحقيقية 
نظرت لها براء بثبات و كأنها قد اعتادت على قول هذا الكلام 
لا مش بنتهم أنا متربية في ملجأ
شهقت كريمة بفزع و بعد لحظات أخذوا العساكر ماجد الي قسم الشرطة حتي ينال عقابه سوف يعاقب عن كل ذنب فعله في حق روح بريئة لم يكن ذنبها سوى أنها فتاه وقعت تحت يد رجل مريض سوف يرد الله حق كل قلب تشقق من كثرة البكاء من هذا الرجل هذا هو عدل الله 
ظلت براء واقفة مكانها حتي أخذ خالد أهله و خرجوا من البيت و قد اوصلهم جمال الي باب البيت كانت براء تنظر أمامها بدون هدف تلك العيون البندقية ذو اللون العسلي الفاتح التي كساها القهرة و الحزن ترقرقت الدموع في عيونها رغما عنها وسقطت مكانها على الارض فأخذتها فاطمه في سريعا قالت براء 
أنا ليه بيحصل معايا كده ليه مش بفرح فيا حاجه غلط عن بقية الناس طب ليه قدري مش رحيم معايا كده 
استغفري ربك يا بنتي بلاش الكلام ده صدقيني ربنا هيجبر بخاطرك هي مسألة وقت بس عارفة الاختبار
و الحياة كل شوية بتبقي أصعب بس بعد كل ده في خير كتير جايلك والله قلبي حاسس 
أبتسمت براء بحزن ثم نهضت من مكانها و قالت 
أنا هروح الاتيلية
ريحي النهاردة طب أنت لسه تعبانه 
محتاجه أروح الشغل النهاردة أرجوكي خليني على راحتي 
تنهدت فاطمة بضيق و قالت 
ماشي يا بنتي
أبتسمت براء بفتور ثم خرجت من البيت و اتجهت الي الاتيلية الخاص بها و عندما وصلت لاحظت أن محل خالد كان مغلقا دخلت الي المكان بهدوء
و بدأت عملها
و بعد لحظات دلف إليها بعض الزبائن و كان براء ترد عليهم بعدم تركيز و فتور و بعد فتره كان المكان قد هدأ قليلا و أحست هي ببعض التعب ففضلت أن تعود الي بيتها مرة أخرى و كان العشاء قد أقترب قررت أن تسير الي البيت تلك المره رغم طول المسافة إلا أنها كانت بحاجه إلى المشي ظلت تسير بين شوارع المدينه بدون هدف حتي وصلت الي إحدى الشوارع الهادئة نوعا ما كان الجو باردا لذلك أخرجت شال كبير من حقيبتها و قبل أن تلتف به لاحظت وجود فتاة على إحدى الأرصفة ترتجف من البرد و تحمل أبنها بين يديها و وجهها مدفون في رقبة أبنها الصغير رق قلب براء
بسبب هذا المشهد و ظهرت بعض الدموع في عينيها لتتجه إليها بسرعه و بدون اي تفكير فردت شالها و وضعته على تلك الفتاة ليغطيها بالكامل هي و أبنها و قالت 
تيار الهواء في الشارع ده صعب اقعدي في شارع دافي شوية 
قالت براء تلك الجملة و جاءت لتتحرك من مكانها و لكنها توقفت عندما أمسكت تلك الفتاه بيدها ألتفتت براء لترفع الفتاة وجهها إليها نظرت لها براء پصدمة كبيرة و اتسعت عيونها بشده و كذلك تلك الفتاة مرت لحظات و هم على تلك الحالة كانت الصدمة كبيره بالنسبة للاثنان لتقول براء من بين صډمتها تلك 
حنين 
يا العاشر
حنين 
نظرت لها الفتاة للحظات حتي اتسعت عيونها وقالت 
براء دي أنت
ثم نهضت من مكانها بسرعه و و كأنها مثل الغريق الذي وجد قشه صغيره أمامه نظرت لها براء پصدمه و في لحظة تذكرت كل أيامهم في الملجأ سويا ضحكاتهم و دموعهم و لكن ما الذي حدث لها حتى تصل إلى تلك الحالة أردفت براء 
أنت إيه اللي جابك هنا و مين اللي على إيدك ده و شكلك مبهدل كده ليه 
تكونت بعض الدموع في عيون حنين لتقول پقهرة 
الدنيا هي اللي وصلتني لهنا ده أبني
أبنك يعني متجوزة ايه اللي مقعدك هنا في عز البرد ده
تنهدت حنين بتعب لتقول براء 
مش وقت كلام قومي معايا يلا
نظرت لها حنين بتساؤل 
هنروح فين 
بيتي أكيد مش هسيبك في الشارع كده قومي يلا و لما تهدي تفهميني كل حاجه 
أبتسمت حنين و جاءت لتنهض من مكانها و لكنها تأوهت پألم شهقت براء بفزع و قالت 
في إيه مالك 
لا متقلقيش أنا بس من كتر السقعه عضمي بيوجعني لما أجي أتحرك كده 
نظرت لها براء بحزن ثم ساعدتها و حملت أبنها عنها و رجعت بها الي البيت قلقت فاطمه على براء و أحست أنها قد تأخرت قليلا أخذت هاتفها حتي تتصل بها و لكن في تلك اللحظة وصلت براء الي البيت و رنت جرس المنزل فذهبت فاطمه بسرعه حتي تفتح لها أردفت 
اتأخرتي ليه يا بنتي قلقتيني عل 
و توقفت فجأة عندما وجدت براء بصحبة فتاة أخرى أبتسمت بتحفز و قالت 
معلش يا بنتي ماخدتش بالي اتفضلوا 
دخلت حنين برهبه الي المنزل و معها براء و أخيرا جلسوا سويا و في تلك الفتره نام أبن حنين بين و ذهبت براء الي المطبخ حتي تخبر فاطمه أن تعد لهم بعض الطعام و لكنها قبل أن تخرج من المطبخ امسكتها و قالت
مين دي يا براء أنت ډخلتي و مفهمتنيش حاجه 
دي واحدة من اخواتي في الدار يا ماما مش عارفه أيه اللي وصلها لهنا بس حالتها متبهدله أوي مكنتش أقدر اخليها في الشارع اكيد 
أنت واثقة فيها يعني
أيوه متقلقيش أنا بس بستأذنك أنها تبات هنا النهاردة لحد ما أعرف إيه حكايتها 
أكيد يا بنتي مادام واثقة فيها خلاص غير كده الوقت أتأخر يادوب ترتاحوا 
أبتسمت براء و خرجت الي حنين لتجدها تنظر الي البيت بتساؤل فجلست أمامها و قالت
أنا مش مصدقه أنك قاعده قدامي دلوقتي أنا عايزه أعرف كل حاجه إيه اللي حصل فيكي و إيه اللي وصلك لهنا
تنهدت حنين بضيق و قالت 
بعد ما مشيتي من الملجأ و أنا الدنيا بهدلتني يا براء بعد ما مشيتي فضلت اعيط أربع أيام مكنتش مستوعبه إني ممكن مشوفكيش تاني خلاص و كنت قلقانه عليك و عماله أفكر إيه اللي حصل فيكي
أنا كنت عارفه أننا هنتقابل لاني واثقة في ربنا بس مكنتش اتمني اني اقابلك و أنت بالحالة دي أنت اتجوزتي أمتى و فين جوزك و أزاي سايبك تفضلي في الشارع كده 
ترقرقت الدموع في عيون حنين و اڼفجرت في البكاء و كأنها كانت تنتظر تلك الجملة حتي تبكي زاد قلق براء عليها و تساءلت ماذا حدث لها حتى تصل
إلى تلك الحالة و بعد
لحظات هدأت قليلا و بدأت في الكلام أردفت
بعد ما مشيتي ب٣ سنين كنت كملت ال ١٨ سنه ولازم أخرج من الملجأ في الوقت ده في راجل كان بيجي يزور الملجأ كتير و كان مرتاح ماديا وقبل ما أخرج بيوم قالولي اني عاجبه الراجل ده وأنه عايز يتجوزني على سنة الله ورسوله طبعا أنا فرحت جدا خصوصا أنه كان مش كبير اوي في السن و مكنش متجوز كانت فرصه كويسة ليا بما إني مش عارفه هقابل إيه وافقت علطول و انا كنت عارفاه كشكل قبل كده فقولت مش مشكله هتعود عليه 
أول شهرين عدت كل حاجه على خير لحد ما بدأت اكتشف فيه حاجات كتير وحشه بس قولت مش مشكله و عديت كل حاجه عشان مكنتش عايزه بيتي يتخرب خصوصا اني أني مليش حد غيره أنا كان نفسي أخلف جدا
بس كل شهر مكنتش بطلع حامل تعبت و نفسيتي تعبت و استغربت أن معاملته اتحسنت معايا شوية بس قولت مش مشكله واڼصدمت لما
عرفت بالصدفة أنه كان بيحطلي برشام منع الحمل في الاكل عشان مش عايز يخلف مني بيقولي انا مش عارفلك نسب اصلا قولتله طب ليه اتجوزتني مادام ما أنت بتستعر مني كده 
نظرت لها براء بتأثر و قالت
وقالك إيه 
صمتت حنين بخجل و
 

تم نسخ الرابط