قصه كامله
الفصل الأول خطوة يتبعها أخرى حتى دلفت فتاة تدعى حميدة إلى مكتب كبير بأكبر الشركات للاستيراد والتصدير..عملت منذ عام تقريبا وبذلك الوقت وقعت بغرام يوسف الزيان وهو أحد ملاك هذه الأمبراطورية..إمبراطورية عائلة الزيان التي اكتسبت الثراء والارستقراطية منذ عهود ولت..ولجت بداخل المكتب لرئيس الشركة والمسؤول الأول عن جميع الأفرع التابعة لمقر الفرع الرئيسي بالقاهرة..تنحنحت حميدة بإرتباك وهي تعدل نظاراتها الطبية على عيناها بينما لم يضعها مظهرها البائس الذي يشبه مظهر الرجال الا موضع التوتر وانعدام الثقة بالنفس ليلتفت رجل اقترب على الخمسين من عمره ولكنه لا زال يحتفظ ببهائه وطلته الساحرة..وما العجب في ذلك فعائلة الزيان يعرف عن رجالها الوسامة الفائقة..هو وجيه الزيان أشهر رجال الأعمال العزاب..كأن المرأة لم تشغر حيذ بتفكيره ولو انشا!! استدار اليها بعدما كان يقف شاردا أمام النافذة وتساءل _ آنسة حميدة..وصلني أنك عملتي مشكلة مع عميلة عندنا بسبب يوسف أبن أخويا مراد الله يرحمه..ممكن أعرف اللي حصل ازدردت حميدة ريقها پخوف وايقنت أنها على وشك الطرد أو ربما تم القرار بالفعل وينتظر فقط المناقشة..قالت بتلعثم _ بصراحة..بصراحة..هي اتفقت معاه على غداء عمل في مطعم عشان تتكلم معاه وتفهم منه كذا نقطة..مستر يوسف مش بيروح يقابل عميل غير لما اكون موجودة معاه..هي مرحبتش بيا نهائي وعاملتني بطريقة بشعة لمجرد أني حضرت وكأن دي مش مقابلة شغل !! تفحص الرجل مظهرها عن كسب وتعجب لماذا اختارها يوسف عن غيرها لتكن مساعدته الشخصية بينما لا شيء بها يشجع على الحماس أو العمل فقال _ وبعدين أنا عايز أعرف رد فعلك أنت كان إيه أجابت حميدة بأقتضاب _ زعلت طبعا..المفروض أن دي مقابلة شغل مش..... حسها وجيه كي تتابع فهو على علم مسبق بما قالته وعندما رأى حيرتها أجاب عنها بعصبية _ مش اتنين ضاربين ورقة عرفي وبيتقابلوا من ورا الناس..مش ده اللي قولتيه! احتدت نبرة حميدة بإنفعال وقالت _ هي اللي حسستني بكده يا فندم..ده أنا لسه بكلمها عن الشغل لقيتها شدت يوسف كده..اااقصد مستر يوسف..واترمت في البجحة وعايزة ترقص..لو حضرتك مكاني هتسيبها هز وجيه رأسه وهو يخفي ابتسامته وأجاب والله كنت سيبتها.. صرت حميدة على أسنانها بغيظ وهتفت _ لو حضرتك عايزني اعتذرلها فأنا آسفة مش هقدر...استقيل ولا أني اعتذر لواحدة زي دي!! صمت وجيه وهو يرمقها بعمق وتعابير وجهه لا توضح شيء..تحرك ليجلس أمام مكتبه وهي تئز قلق وخوف من احتمال طردها من العمل..وأكثر ما يؤلمها بذلك ليس الراتب بل الابتعاد عن حبيبها..قال وجيه ببطء _ ارجعي لشغلك على ما اقرر هعمل معاكي إيه..كل الاحتمالات موجودة.. ادمعت عين حميدة بيأس ولكن النظارة الطبية كان حائل بينها وبين رؤية ضعفها للعيان.. كادت أن تخرج من المكتب حتى دلف يوسف سريعا وهو يقضم ساندوتشه وقال بعصبية _صباح الخير يا عمي..حميدو ما عملش حاجة!بغيظ منه فهو لم ينفك منادتها وكأنها صديق رجل له..لم يعتبرها مرة واحدة أنثى ولم يلتفت اليها كأمرأة ولو بنظرة..راقبها وجيه بنظرة ضاحكة وخفية ليشير لها بالخروج..نظر يوسف لحميدة بتوجس من عصبيتها وعاد جملته بعدما خرجت _ حميدو معملش حاجة يا عمي..البت الملزقة اللي اسمها كارين هي اللي شبطت فيا..واتحمرشت اتسعت عين العم وجيه بتعجب وتساءل اتحمرشت يعني ايه! أجاب يوسف وهو يأكل من ساندوتشه بنهم وقال موضحا _ يعني اترمت عليا وأنا مش بتاع بنات..أنا بتاع ساندوتشات.. قال العم وجيه بيأس أنت لا نافع في شغل ولا نافع في ارتباط ومش بشوف وشك غير وأنت بتاكل !! تصدق أن فعلا حميدة لايقة عليك..متخلفين شبه بعض!! أشار يوسف بتحذير حميدو ياعمي..مابحبش حد يقول حميدة !! ابتلع العم سيل الشتائم بفمه ثم قال ولاد عمك فين مش موجودين صح! اخواتي خلفوا عاهات وسابهوالي ! ابتلع يوسف الطعام بفمه بتكشيرة كالطفل وقال الله يرحمهم بقى يا عمي بتفكرني بالحاډثة دي ليه!! بتحب تنكد عليا ليه!! اكيد أنت قاصد تسد نفسي ! اطرق العم على مكتبه پغضب وهتف دور عليهم وبلغهم أن في اجتماع ليهم بكرة الصبح..تكونوا عندي هنا الساعة ٨ بالضبط.. أومأ يوسف بالايجاب ثم خرج من المكتب.. بطرقة طويلة بها عدة مكاتب متراصة بصفوف منتظمة توجه يوسف لمكتب حميدة مباشرة..اخفض رأسه وقال بخفوت ما تزعلش يا صاحبي..جبتلك حقك رفعت حميدة رأسها الذي كان بين يديها وضړبت المكتب بقبضتها وقالت ياااا اخي أنت إيه! هي البسطرمة سدت نفوخك ! وعمت عنيك!! انا حميدة مش حميدو..أنا بنت مش ولد..سكرتيرتك مش صاحبك!! ضيق يوسف عيناه كالطفل المعاقب..وقال أنا ماليش صحاب واعتبرتك صاحبي..أنا مرتاح كده..عموما أنا خارج كام ساعة كده..معاكي ساندوتشات رفعت حاجبيها بعصبية ليقل مصححا خلاص مش جعان! فتحت حقيبتها وأخرجت علبة صغيرة ودفعتها بين يداه فهي احيانا تشعر وكأنها أمه..قالت معايا..خد اهيه ابتسم وهي يتفحص الطعام
الله..كبدة وسجق..ربنا ما يحرمني
منك يا حميدو قلبي.. فرحته كانت طفولية فابتسمت رغما عنها..ذهب من أمامها فهاجرتها الابتسامة مرة أخرى..إلى متى سيظل هكذا لا يشعر بها لا يرى فيها سوى صديق!! ليته يراها حتى كصديقة! أسفل عدسات الكاميرا..بأحد الاستديوهات..وقف رعد يتفحص كاميرته حتى اتت إليه فتاة تعمل عارضة أزياء..ولكنها الآن تصور إعلان لمنتج خاص بالبشرة بماركة شهيرة..تغنجت بخطواتها وتنورتها القصيرة وهي تتوجه إليه..وضعت يدها على كتفه وهزت رأسها بدلال قائلة وحشتني يا بيبي..كنت فين بقالك فترة!! ابتسم رعد بسخرية وقال دون أن ينظر لها فما من معشوقة أكثر من تلك الكاميرا بيده..منذ صغره وهو مفتون بالتصوير وعدسات الكاميرات ولكن العم وجيه يرى أن ذلك العمل تافه ولا يصلح لأحد أبناء عائلة الزيان..أجاب رعد كنت مشغول شوية.. اقتربت الفتاة من خده هامسة بقولك وحشتني !! تحركت عيناه من الكاميرا اليها ثم قال بسخرية ده قبل سهراتك بتاعت بليل ولا بعد! شيليني من دماغك يا تيما..دماغي مش فيكي.. لوت شفتيها بحدة وعصبية وقالت اومال دماغك فين! في حتت الحديدة دي! أشار لها بتحذير خلي بالك تغلطي مش هسمحلك!! وبعدين انا دماغي لسه فاضية..ومافيش واحدة قدرت تدخلها.. مطت تيما شفتيها بتعجب وتساءلت ومواصفاتها ايه بقى فتاة احلامك. رفع رعد حاجبيه بدهشة وأجاب تصدقي عمري ما سألت نفسي السؤال ده!! مش بفكر أصلا ارتبط..بس اكيد يعني هتكون بنت مالهاش زي.. كادت أن تتحدث لتتفاجئ بوجود شاب انيق يشبه بعض الشيء ذلك الذي سيقودها للجنون..ومثلها مثل غيرها لن تستطيع أن تلفت نظره ولو قليلا..وقف يوسف ينظر لرعد لبرهة ثم قال _ أنت امتى هتفتح تليفونك مافيش مرة بتصل بيك بلاقيك متاح! علق رعد حامل الكاميرا على رقبته وأجاب _بشتغل يا يوسف ومش فاضي لتليفونات!! اكيد في حاجة حصلت بخصوص عمك!! لخص وانجز ورايا تصوير تنهد يوسف بعمق وقال عمك عاملنا اجتماع بكرة وانا قلقان..لازم نتكلم النهاردة كلنا قبل اجتماع بكرة.. قال رعد بموافقة ماشي..أنا هرجع بدري ومش هتأخر..هكون في القصر على الساعة عاشرة كده.. اندهش يوسف هو ده بدري!! رعد بعصبية هي دي مواعيدي..لو مش عايز تستناني أنت حر!! قال يوسف مرغما هستناك..اوعى تتأخر لوح له رعد وقد عاد لعمله بتركيز مع جلسة تصوير مع عارضة أخرى.. بمبنى فخم بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة..دق جرس أحد الشقق بعمارة سكنية