قصه كامله
المحتويات
سليمان وهو يتجاهل النبرة الساخرة التي في حديث الاخر
_بعيدا عن اني فعلا كبيركم ...
تطلع الي ما في يد سلمي من حقائب عدة
_انا عايز أسأل سلمي ازاي تسحب من حسابها سبع تلاف جنية من غير ما تقولي
حاوط واجد كتفي زوجته وهو يرد
_اديك قولت حسابها يعني فلوسي وبالتالي فلوسها
سليمان بنبرة باردة وهو يشير براسه يمينا ويسارا
واجد بنبرة بدأت في التعالي قليلا
_دا انت بتحلم ومصدق أحلامك بقي اوعي تكون مفكر نفسك بما انك ليك النسبة الاكبر انك كبيرنا وليك حق تدخل في حساباتنا
سليمان بنبرة حادة
_ايوة ليا حق طول ما انا المسئول عن كل الفلوس والأملاك دي وانا اللي هتأذي لو نقصت ومعرفتش اعوضها ايوة
ليا حق علشان الباشا حضرتك مبتعملش بتمن الفلوس حتي
انا لو قست مجهودك باللي مراتك مشترياه دا فهقسط تمنه علي شهرين وأكتر انت بتروح مكتبك تنام مش هاين عليك تشتغل حتي وفي الاخر عايز تقبض وتصرف براحتك ! يابجاحتك ياخي
انقض واجد علي سليمان يمسكه من ياقة قميصه البيتي وهو ينطق بعنفوان وڠضب
_انا اللي بجح ولا انت اللي بجح انت اللي كوشت علي كله وبقيت مفكر نفسك سليمان باشا الاصلي باصص في سبع تلاف جنية وفي جيبك بس مليارات !
_ما انت كمان في أيدك نفس المليارات دي باصص في اللي في ايدي لية عينك مش شايفة غيرهم لية علشان زايد عنك شوية ! اشتغل معايا وهات زيهم واكتر مش تروح تنام علي مكتبك ب هم زي النسوان
_الكبير كبير بمقامه مش بسنه
واجد بنبرة ڼارية
_عايزني اشتغل انا هشتغل ياسليمان ومش هسكت غير لما شغلي دا يوقعك ويجيب اخرك انت ومجموعة سليمان ووريني هتقف بعدها ازاي
تركه سليمان وتوجه ل الدرج ليصعده وهو ينطق بسخرية
_أعلي ما في خيلك .. اعمله
اقتربت سلمي من واجد كادت تلمس كتفه الا انه انتفض مبتعدا عنها متوجها نحو باب القصر ل الخروج وهو ينطق بنبرة فائرة
وبقيت الوجوه تنظر لبعضها بقلة حيلة وتمعض والۏجع علي أحوال الاحفاد بداخل قلب سوزان يزداد تدريجيا ف تدريجيا
مرت أيام الأسبوع حتي وصلت ليوم الخميس بسرعة ل الغاية لم يري فيهم سليمان .. بيسان مرة أخري لكن هذا لايمنع أنها لا تغيب عن باله قط كانت اعماله في تزايد وانشغالاته تتكاثر تدافعت عليه التعاقدات والصفقات حتي بلغت
منتهاها فلم يعد في يومه وقتا ل المرح ما زال واجد لا يعمل بشركات سليمان
لكن ما زال تفكيره وتخطيطه يعمل ولا يهدأ يوم الخميس كان من المفترض أنه يوم حفل زفاف شقيقه ناني التي تدعي أنجي لذا في منزل بيسان بذلك الوقت الذي كان بالسادسة عصرا كانت تقف أمام مرآتها تتزين بأدولت التجميل التي هي حقا في غني عنها بينما هي تتكحل بالكحل الاسود ارتفع رنين هاتفها.. تركت ما بيدها وتوجهت له فوجدت المتصل هي ناني
بيسان بعدما اجابت عليها
_ايوة ياناني انا قربت أخلص هخلص وهطلع علطول تمام نتقابل هناك
في مكان أخر قال واجد لأحدهم بنبرة فحيح افعي
_انا فضتلك المكان وانت عليك التنفيذ..
صمت ل لحظة ثم تابع
_لازم تنفذ انهاردة مش كل يوم المكان هيفضي.. سامع
وبالأخير اغلق مع المتصل ورمق شرفة سليمان الساطع ضوءها من مقعد الحديقة الجالس عليه بتشفي وهو يهمس بداخل نفسه
_ولسة ياسليمان ولسة
بغرفة سليمان انتهي من تجهيز نفسه ليحضر نفس حفل الزفاف بكونه من نفس وسط العريس وسط رجال اعمال ومعزوم علي زفافه بدعوة خاصة لا يستطيع رفضها انتهي من تحضير نفسه نظر لنفسه نظرة رضي أخيرة ثم توجه ل الخارج نحو الحفل
بتلك اللحظة كانت هناك أيادي تتجهز لتنفيذ أوامر واجد باشا تري ما هي اوامره
ذكرى اليمة
علي صوت المذياع بأرجاء القصر بالقرأن الحكيم الذي كان يرتله القارئ مشاري راشد العفاسي بصوته الخاشع كان الصمت يعم ارجاء البهو الا من بعض شهقات كانت تخرج في كل حينا والاخر من سيدة القصر السيدة الوقور سوزان سليمان بالفعل كانت ملامحها متماسكة الي حد كبير لكن بدون ذنب كل فنية والاخري تنفلت منها شهقة ۏجع جديدة دون انتباه منها فالمېت رفيق الدرب الذي حيت معه عمرا كاملا من حزن .. ۏجع .. وهناء !
قلبها المفطور من قبل علي ابنائها لم يستطيع ان يتحمل صدمة فقدانه التي اتت فجأة لم تكن بالمفاجأة ابدا فقد كان السيد عبد الحميد سليمان مريض لمدة شهرين فاتوا وحالته في غاية الخطۏرة ايضا لكن لانها تبغض فكرة الفراق ظنت انه سينهض ويهب الي الحياة مرة اخري لكن كل هذا لم يحدث ..
دمعة بها الاف القصص التي تحكي بداخلها بحروف ۏجعها علي زوجها الحبيب لم تشعر سوي بكفا يربت علي ظهرها المنحني الذي لم يعتاد الانحناء في وجود زوجها مسبقا وصوت سلمي يقول
_ماما الحاجة كفاية كدا عينك من العياط .. حمرت
قالتها سلمي زوجة حفيد سوزان بشفقة وهي ترمقها بحزن علي حالها فمنذ علمها بالخبر وحتي تمام دفنه والسيدة سوزان مازالت تبكي بلا توقف تتماسك ولم يجدو تماسكها نفعا فتعاود البكاء هكذا منذ التاسعة صباحا ولحتي حل المساء علي الاجواء ..
خرج صوتها متحشرجا ضعيفا وهو الذي ما كان يخرج الا قويا .. صارما في بعض الاحيان
_عبد الحميد ماټ ياسلمي مش هشوفه تاني ياسلمي
رغم ان سلمي لم تكن يوما ذات قلب حنون .. عطوف تستطيع جيدا ان تخفي عواطفها لكن حالة السيدة سوزان بالفعل كانت تستسحب شفقتك وان كنت كارها لها ..
خرج صوتها بداخل نفسها يهمس وهي تنظر الي سقف المنزل بۏجع
_مين هيلم شمل العيلة من بعدك ياعمي
فما تعلمه .. بل المتاكدة منه
ان هناك حربا س تقام بهذا القصر وتندلع حربا قريبة ل الغاية بل هي علي بعد لحظات منهم فبعد الكبير يبقي الصغار وجميع صغار هذا المنزل لا يوجد وصف قد يصف مدي تهوراتهم
كانت الساعة تصل الي العاشرة ليلا حيث تحشدت شعوبا من رجال العائلة ورجال الاعمال وعدة فروع اخري .. في الحديقة الملتفة حول القصر علي طول ممر وجدت عدة
مقاعد كان امامها يقف عدة رجال تعرف من هيأتهم وسلامهم علي الذاهبين والحاضرين انهم اقرب الاقربون الي المېت كان اخر ثلاثة من ناحية البوابة الخارجية هم الاقرب
الاول كان الحفيد الاول .. الواقف يتعامل بكل آلية ودون ردود افعال تذكر بملامح من جليد يسلم علي الحاضرين يتقبل كلمات نعيهم بلا اجابات تذكر
والثاني اجابته كانت تخرج احيانا بصوت يكاد يظهر والاخير كان اكثرهم تمالكا لنفسه ولاحزانه رغم انه الاصغر فكان هو من يرحب ولو قليلا بالحاضرين
المشهد كان مهيبا
بالداخل صوت المذياع يغط علي مجلس النساء وهنا صوت إحدي المشايخ يرتل بصوته القوي فيزلزل قلوب الجالسين
ظلوا يستمعون ويستقبلون يودعون .. الي ان حلت الثانية عشر ليلا فلم تبقي الا تلك الثلاث وجوه
جلس عابد علي مقعده وهي ينطق پتألم واضح
_رجلي لو حد قطعها مش هحس بيها
تابعه في الجلوس واجد اخيه الاكبر وزوج سلمي وهو يهتف بتأكيد
_كان يوم ميتوصفش
نظر عابد ل ابن عمه الذي مازال واقفا ك صنم بلا حراك .. يسأله
_مش هتعلق انت كمان
لم يبدو انه سمعه فقد كان غارقا في بحور اخري بعيدة عن بحور اؤلئك يفكر في الف شئ وشئ يجمعهم شئ واحد وهو فقدان السيد عبد الحميد س يؤثر فيهم بلا شك !
تنهد عاليا بتعب واضح نظر لأثنتيهم ناطقا بينما يستعد ليغادرهم
_هطلع اوضتي
نطقها باختصار وغادرهم ليبقا الاثنين ينظران لاثره الذي اختفي منه بعيون محتلفة الانظار لا تفهم .. لا تقرأ .. بها لمعات لا تتفسر ايضا
واجد بملامح وجه لا تظهر ما معني حديثه
_اللي جاي لو كان مش ولا بد القصر دا هيتقلب ل قلعة حجيم قابلوني لو حد عرف يطفيها
نظر ل نافذة ابن عمه العلوية التي أضيت .. متابعا بسخرية بينة
_حتي سليمان باشا .. مش هيعرف ولا هيقدر يقف قدامها
النيران محتبسة في جوفها الان لن تخرج حتي يؤذن لها ولن يؤذي حتي يأتي السبب .. والسبب كانت الوصية ... !
بالصباح عادت تلك الاحداث من جديد زوار وبكاء نحيب وصړاخ حزن .. حتي ساد الصمت علي ارجاء القصر بعد عشرة ايام من يوم الۏفاة
صباح ذلك اليوم كان مختلفا سبقه ليل ممطر بغيوم كثيفة حتي ان السماء اسودت عندما هبطت الامطار ظن الجميع ان تلك الغيوم س تتبلد وتختفي مع ظهور اضواء النهار لكن لم يحدث ذلك ومازال الصباح مغيما بعتومه وظلامه يزهق كل لحظة واخري صوتا من الرعد يدخل بالقلب مخاۏف عدة ومشاعر متضاربة
لكن رغم هذا .. بغرفة مكتب القصر علي مقاعده ارتصت افراد العائلة علي مقاعد جلدية تجاور المكتب وامامهم السيد رفعت المحامي ل تلك العائلة ينظر لهم بنظرات متحيرة لا يعلم ما سيقوله كيف ستكون نتيجته فيما بعد وردهم عليه كيف سيكون شكله مهما
تصور لم يجد تصورا قد يقترب من ان يكون حقيقيا ..
بالنهاية ..
الوصية س تقال فلا جدوي من التأخير !
تنحنح وهو ينقل ابصاره بينهم بداية بالسيدة سوزان تليها منال ف سلمي .. علي اريكة اخري قبع سليمان ف واجد ف عابد
ملامح سوزان كانت ذابلة تقف علي شفرة المۏت من كثرة الحزن منال ملامحها لا تقرء ك الباقيين جميعا
خرج صوت رفعت اخيرا يقرأ الوصية
_ اقر انا عبد الحميد سليمان وانا بكامل قواي العقلية والجسدية وبدون ضعطا من احد ولا تأثر ب أي مواقف من جميع الوارثين بوصيتي والتي ستوزع كما ارغب .. واعلم انها علي حق وبالطريقة المستحقة ان توزع علي وارثيني .. أن توزع اسهم امبراطورية شركات سليمان بين احفادي الثلاثة بتلك النسبة ل حفيدي الكبير سليمان نسبة 50 من الاسم ل كلا من حفيداي واجد وعابد نسبة 25 من الاسم
توقف رفعت عن قراءة الوصية عند ذلك الحد لينظر الي وجوههم رغبة في معرفة ما يحدث داخلهم عن طريق ملامح وجههم سوزان كانت كما هي بلا ملامح جديدة تذكر انغص جبين منال قليلا عابد ضاقت حاجبيه بتركيز وعيون وامضة ببعض الضيق بل كثير من الضيق واجد ملامحه كانت ك جمرة من ڼار يظهر عليه جيدا
متابعة القراءة