من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
من ربنا
وأكملت بتصميم على رأيها فهي لم ولن تتزوج عامر حتى لو قضت عمرها كله وحيدة
مش هتجوزك ياعامر مهما عميلت ومهما صبرت حتى لو ملامح الشيب علمت على كل ملامحك
دمعت عيناه وهي تخبره بحزنها الشديد
انتصب في وقفته ونظر حوله بنظرة ثاقبة ثم عاد ينظر إليها بنظرة تحمل عطفا على حالها
تنهد بتنهيدة طويلة وتمتم بعدما اقترب من المنضدة الملقاه أرضا بسبب ڠضبها وأعادها مكانها
انت ليه مصممة توجعيني وتبعديني كل مرة يعني صممت قبل اكده على رأيك وحوصل اللي محدش يتوقعه ودلوك مصممة على الفراق والبعاد وبدون سبب يامها
وتابع حديثه بۏجع مماثل لها ليقول پألم وجراح روح مثلها
واسترسل وهو ينظر إليها برجاء كي يجعلها تلين ويؤثر عليها
وزي مانت بتقولي إنك مهتنفعيش أي راجل تاني أني كمان معرفش أعيش ولا أتقبل أي ست تانية في حياتي غيرك يامها اكده حكمتي علي بالوحدة طول العمر واكده ظلم ليا بعد كل اللي حوصل بيناتنا
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة حتى وصل إليها هول زفيره فأردفت بتمنع كي
يرحل فهي لن تكمل طريق الأشواك معه كفاها تلك السنوات الماضية عاشتها في مرار وعدم استقرار سنين عجاف لم تذق فيهم طعم الراحة من ع ذاب الضمير والبكاء على ما فعلته معه وفي خۏفها على فلذات أكبادها مما سيحدث لهم
متحاولش ياعامر اني وانت سكتنا افترقت عن بعض ومتشيلنيش ذنبك وزي ماني مشيلتكش شيلتي التقيلة وبعدت بحالي وبداوي ۏجعي لحالي انت كمان ياعامر اعمل زيي وابدأ من جديد أني لا عدت أفرح ولا أحزن ولا أحس بالحلو ولا الۏحش مش هنفعك دور على بت الحلال اللي تكمل معاها بعيد عني انت قلبك طيب ولسه مليان بالخير وألف مين تتمناك
وأكملت وهي تضع عيناها في عينيه
الستر دي الحاجة الوحيدة اللي بينت لي إن ربنا قبل توبتي ويستحيل أفرط في باب التوبة اللي اتفتح لي وأروح للڤضيحة برجلي
الآن تأكد أنها لن تستكين له ولمحاولاته معها ولن ترضى باقترابه منها فتحدث بنبرة مخذول
يعني خلاص قصة مها وعامر انتهت ومبقاش فيه نصيب يجمعهم
أغمضت عيناها وداخلها متعب وأجابته بتأكيد
هي المفروض مكانتش تبتدي ولا توبقى موجودة من الاساس قصة مها وعامر قصة غلط سرقوا لحظات من العمر لكن ندمتهم
عمرهم كلاته
حمل مفاتيحه وانتوى المغادرة فهو تيقن من تيبس رأسها وقد قرر السفر للغربة فيبدوا أنه سيظل غريبا طيلة حياته سيظل ليس له وطن أو أهل أو أصحاب أو أحباب فهو كان يتيما والآن أصبح وحيدا فقد رحل أخيه
ثم هتف بنبرة متأثرة لابتعاده عنها
أني هسافر وهرجع مطرح ماكنت وكأن البلد داي كارهة وجودي فيها كل لما أقول هرجع وهستقر بلقاني أعاود مكروه مغ صوب بس عايز أعرفك قبل ما أمشي إنك حبي الأول والأخير وانك هتوحشيني يامها
إستجمعت قواها التي تبعثرت من نبرة الشجن التي يتحدث بها وأثرت في روحها وتحدثت بنبرة حذرة له وصوت عال وهي تنهاه عن كلامه ذاك
لو سمحت ياعامر ممنوع تماما تتكلم معاي بالطريقة داي تاني أني خلاص الكلام المعسول المزين دي كرهته مبقاش يأثر فيا روح يابن الحلال مطرح ما ترتاح وابني لنفسك عش جديد ومن الأحسن تهد عشي اللي في قلبك
تيقن الآن أنها لن ولم تتراجع فهو الآن يقف أمام امرأة جديدة لم يعرفها قبل ذلك
تحرك بخطوات بطيئة من أمامها وهو ينظر إلى أرجاء المكان الذي اختلس فيهم لحظات سعادة معها ولم تكن من حقه يوما ما
أما هي جلست وصورة أبنائها وملابسهم في أحضانها وهي متشبسة بهم وكأنهم اكسير الحياة لديها وانتهى عهد العامر لديها إلى الأبد أبدا
وهي تردد مع حالها بقسۏة على نفسها
ما عدت أحب أحدا ولا أكره أحدا ولا أحزن بسبب أي أحد ولا يفرق معي أي شيء ألف رحمة على مشاعري وقلبي الذي م ات
فأنا قلبي ممتلىء بالدموع بدون أن يبكي
بل شارد صامت يريد أن ينعزل
وعينيه مرهقة كأنه عاش عمره كله مستيقظ
فاللهم رد لقلبي عافيته يارب
مرت الأيام والشهور تلو الشهور على حاډثة الطفلين والكل متأثر بهم
حتى مر أكثر من ثمانية أشهر وحالهم في الۏجع لن يمر مرور الكرام
في منزل سلطان يجلس ماهر الريان فقد زهق الصبر من صبره وما عاد يطيق الاحتمال في صبره أكثر من ذلك
فهو الآن يجلس معها في منزلهم في زيارته الأسبوعية لها وهو غاضب من تأجيلها لإتمام زواجهم فمن المفترض أن يكونا متزوجون منذ أكثر من ستة أشهر ولكن م وت أولاد مها أخر زواجهم ثم لاحظت هي غضبه وعدم ارتياحه فسألته باندهاش
مالك يا ماهر حساك متضايق اكده ومش على طبيعتك في حاجة حوصلت
كان يجلس على الكرسي وهو يهز قدمه بضيق
هو إنت كل دي مدرياش باني خلاص زهقت ومعدتش قادر أتحمل الوضع دي
ربعت يداها وتحدثت بضيق
هو انت بتتحول مرة واحدة اكده من غير أي مقدمات وبتزهق وبتغضب عمال على بطال
تنهد بضيق وتحدث بغ ضب جعلها اغتاطت منه
أهو كون
انك متعرفيش اللي مضايقني دي في حد ذاته يغيظ ياهانم
ممكن أعرف إحنا حالنا هيفضل اكده لحد مېتة يارحمة
إنتفض داخلها من هيئته الغاضبة ومن حديثه الذي لايصح ابدا في وجهة نظرها وعللت موقفها
يعني هو ينفع يكون ولاد أخت سكون يموتوا وجوزها وراهم بشهر وأفرح واتجوز !
وأكملت بتبرير
اللي حوصل محدش يتحمله ابدا وبعدين أني مرتبطة بسكون قووي ومينفعش أعمل فرح وهيصة وهي أختها في الحالة داي
الست من يوم م وت ولادها وجوزها وهي في دنيا غير الدنيا وحالتها حالة ومرت أخوي كل يوم والتاني عنديها
واسترسلت حديثها بعينين زائغتين وتوتر لما ستبلغه به وخاصة أنها ترى هيئته الغاض بة بشدة
أممم يعني نصبر لما يفوت سنة على جوازهم على الأقل ياماهر
استمع إلى كلامها وكله رافض أن يستجيب ثم تحدث بعيون تش تعل ڠضبا حتي أنها أرتعبت من هيئته
سنة مين دي يا أستاذة ! ده في أحلامك إن شاء الله ان دي يحصل أني أجيب أبوكي وأخوكي بقى ونشوف صرفة بقي في الحوار دي
ابتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض وهي رافضة طريقته تلك هي تعلم انه لديه كل الحق في غض به ولكنها هي الأخرى لديها العذر في الانتظار
بلاش ياماهر أرجوك تدخل بابا الموضوع بالنسبة لي جبر خواطر إنت متعرفش أني متعلقة بيهم كد ايه
وتابعت حديثها بنظرة حزينة
يعني بصراحة اكده مجايليش نفس أفرح وهم في حزنهم دي معلش يا ماهر اصبر كمان أربع شهور يكون وجعهم خف شوي وكمان سكون تفرح لي وتفرح بيا
نفخ بضيق من تشبسها برأيها ثم عرض عليها اقتراحا أخر كي لا يحزنها
طب نكتب الكتاب وبعدين نشوف حوار الأربع شهور دول بعد اكده أهو أي حاجة تصبيرة
مطت شفتيها بامتعاض وهتفت باستفسار
طب ايه لازمته كتب الكتاب هيفيد بإيه يعني
ضړب كفا بكف باستنكار من استفسارها الذي وصل إليه أنه لم يفرق معها ثم أجابها باقتضاب
هو انت مفكراني ايه حجر قدامك مبيحسش مثلا !
ولا انت مش بتحبيني ومحتاجة وجودي جمبك زي ماني محتاجك جنبي
نفخت بضيق هي الأخرى من عصبيته في الحوار معها ثم سألته
بغباء مرة أخرى
استغفر الله العظيم يارب طب كتب الكتاب بردوا ماله ومال إني بحبك ومحتجاك جنبي وإن كل اللي انت بتحس بيه ناحيتي أني كمان حساه ناحيتك
اغتاظ منها وتحمحم لينظف حنجرته وتسائل
هو إني أكون كاتب كتابك وتوبقي مرتي زي حالنا دلوك
تمام ممكن تكلم بابا في حوار كتب الكتاب وأني معنديش مانع
نظر إلي السقف وقال بتلهف وأذناه لم تكن تصدق موافقتها
انت بتتكلمي جد يارحمة أكلم عمي سلطان
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه وهي مازالت تنظر أرضا مرددة بتأكيد
متأكدة ياقلب رحمة
وبعدين أني مش بس بحبك يا ماهر له اني بعشقك بعشق رجولتك اللي بحس انها مبقتش موجودة بعشق غيرتك علي اللي بتحسسني اني ملكة متربعة على عرش
قلبك وپتخاف عليها من أي عيون تبص لها بعشق احتياجك ليا واحتياجك لقربي بعشق كل ملامحك وتفاصيلها بعشق الكاريزما اللي إنت محاوط بيها حالك بتحسسني اني مش هتجوز راجل والسلام أني بعشقك ودي كلمة قليلة على اللي بحسه ناحيتك وزي مانت محتاج قربي أني كمان شكلك بالظبط محتجاه وأكتر منك
كانت عيناه مثبتة داخل عينيها شعر بأن جسده الآن ينتفض وصدره يعلو ويهبط من شدة احتياجه لها فحقا كانت تلك الصغيرة والتي
مهلا تلك الصغيرة مهلا على رجل لم يتذوق طعم العشق الذي طوقه لسانك واخت رق قلبه الآن يوما ما
صغيرتي صاحبة العيون التى ألقت أسهمها الآن في قلبي ونفذ رميها وأصبح أسيرهم ولم يريد التحرير من أسرهم يوما مهما طال الزمان
بقلمي فاطيما يوسف
ثم نطقت بفم مرتعش من أثر همسه لها وعيناه التى تنظر لها تلك النظرة الثائرة
أممم طب ايه بقى مش هتحمل اني كل دي ياماهر براحة على رحمتك لسه متفقهش شئ في لغة العشق وقوانين القرب هاخد صفر قدام المتر الولهان
ضحك على ضعفها أمامه وكم كانت في ضعفها مٹيرة له لقد عهدها دائما قوية ذات لسان سليط ولكن حينما يتحدث معها بلغة المحبين تنقلب نظراتها
طب جهزي حالك بقى علشان هنكتب الكتاب كمان يومين بالظبط وهفاجئك
نظرت جانبا فقد أخجلها بكلامه ونظراته ولم تعد تقوى على تحمل كلامه أكثر من ذلك أما هو ظل يغازلها بعبارات الحب والغرام كي يجعلها تنغرز في شباك عشقه أكثر من ذلك حتى لاتستطيع النهوض والخروج من شباك هواه بها فحقا كان ذاك الماهر ماهرا في جذبها لعالمه وماهرا في أن يجعلها تحلق في سماء العشق له فحقا ذاك الماهر أذكى عاشق عرفه الزمان
في نفس اليوم ليلا وبالتحديد في غرفة سلطان وزينب كانت تجلس في غرفتها وهي تمسك هاتفها تتصفحه فمنذ أن عملت
متابعة القراءة