قصه كامله بقلم ولاء رفعت
المحتويات
تترك هاتفها على الوضع الصامت داخل حقيبة اليد خاصتها.
نورت الشركة يا يوسف.
انتبه إلى هذا الصوت الأنثوي الناعم فألتفت إليه وجد أمامه فتاة عشرينية ذات ملامح رقيقة تنضح بأنوثة تجذب من ينظر إليها ابتسم وتذكر إنه رآها من قبل لكن كانت أصغر من الوقت الحالي سألها
آية أخت ماجد
أومأت إليه وقالت
ذاكرتك قوية ما شاء الله.
مش قوي بصراحة خمنت كمان لما ماجد قالي إنك الشريك التالت لينا.
يارب أكون شريك خفيف عليكم وما تقلقوش
بإذن الله مع ال plan أنا حطاها في خلال شهر من بعد ما نبدأ شغل اسم الشركة هيسمع فى السوق.
وضع يديه في جيبي سرواله الجينز قائلا
أنا واثق بإذن الله هنعمل حاجة جامدة طالما ماشيين صح ومعانا كل الإمكانيات اللي تنجح أي مشروع.
كفاية أنك معانا دا حافز كبير للنجاح.
أشاح وجهه وتظاهر إنه لم ينتبه إلى ما بين حروف كلماتها من إعجاب صريح فعقب بذكاء
إن شاء الله هيكون بينا إحنا التلاتة من أنجح المشاريع.
تتمدد على مضجعها وتتذكر منذ يومين عندما ذهبت إلى هذا الشيطان وقامت بتوبيخه حيث أخبرته أنها غير موافقة على الزواج منه فقابل رفضها التام بالټهديد كالعادة.
دا مين اللي بيرزع على الباب دا حاضر يا اللي بتخبط.
أشار إليها زوجها قائلا
استني أنا هروح أفتح الباب.
فتح الباب فوجد رجلا فارع الطول عريض المنكبين ذو ملامح حادة يسأله بصوته الأجش
دا بيت عرفة سيد الطوخي
أومأ إليه بالإيجاب وقال
أخبره الضابط بحدة
متقدم فيك بلاغ سړقة فلوس من محل الجاسر للمفروشات اللي أنت بتشتغل فيه.
شهقت هويدا وقالت
يا لهوي سړقة إيه يا باشا وربنا جوزي عمره ما يعمل كدا ولا يقبل الحړام.
رد الضابط وقال
يبقى يقول الكلام دا في القسم ونشوف مين الصادق هو ولا اللي مقدم فيه البلاغ والشهود اللي معاه.
يا حضرة الظابط خالي والله العظيم بريء اللي اسمه جاسر عمل كدا عشان يتجوزني أنا رفضته فعمل كدا في خالي عشان أوافق عليه.
عقد الضابط ما بين حاجبيه وقال
أنا مليش دعوة بالقصة دي كلها أنا ليا شغلي وبس يا آنسة خدوه على البوكس.
دخل رجال الشرطة وتم القبض عليه فأخذت هويدا تصيح
خالك هيضيع يا مريم أبوس إيدك وافقي على جوازك من جاسر بدل ما نتشرد من غير خالك أنقذي خالك بالله عليكي.
ينفث دخان النرجيلة فأصابه نوبة من السعال فقام بالنداء على أحد العمال
تعالى يا بني غير لي الحجر دا بواحد جديد حتى المعسل بقوا بيغشوا فيه يا لهوي يا جدعان ما بقاش فيه ضمير ولا أمانة.
انتبه إلى هذه القادمة إليه تمسك حقيبتها بكلا يديها تسير پانكسار فما أصعب الاستسلام إلى العدو ظهرت على شفاه ابتسامة فأخفاها على الفور.
أنا موافقة.
أخبرته وهي تنظر إلى الأسفل لا تريد أن يراها في حالة الضعف والانكسار هذه ضحك بسخرية قائلا
ومالك بتقوليها وانتي باصة في الأرض ليه زى ما يكون ماسك عليكي ذلة أو لوي دراعك مثلا
لم تكترث إلى سخريته اللاذعة فأخبرته
بس بشرط تطلع خالي من القسم وتتنازل عن المحضر الأول.
ترك عصا النرجيلة ووقف ليقول بإصرار وحسم
لحظة التنازل عن المحضر هيكون معايا المأذون وهنكتب الكتاب ودا آخر كلام عندي.
حدقت إليه بازدراء وما عليها سوى الرضوخ والاستسلام وبالفعل ذهب إلى قسم الشرطة وتنازل عن محضر السړقة المتهم بها خالها وكانت معه فعندما رأت خالها فتحت ذراعيها واحتضنته قائلة
حقك علي يا خالو أنا السبب في الپهدلة اللي حصلت لك.
ربت عليها وحدق إلى جاسر بامتعاض وقال
لا يا مريم مش انتي السبب حقك علي أنا مش عارف أحميكي من شياطين الأنس.
صاح جاسر بسخرية
اخلص يا عم الملاك المأذون وراه ناس بعدينا عايزين يكتبوا.
ذهبوا إلى المتجر وتم هناك عقد القران وقلبها يذرف دمائه في تلك اللحظات الأشبه بالحكم عليها بالإعدام سوف تعيش معه كالأموات.
أفاقت من شرودها ومن هذه اللحظة العصيبة على ترديد المأذون
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير إن شاء الله.
13
الفصل الثالث عشر
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الکاړثة.
بدأ يوسف وصديقه في إطلاق حملة إعلامية مكثفة للشركة التي أطلقوا عليها اسم YMA للتسويق و الشحن كما لاقت صدى في عالم التسويق الإلكتروني.
وفي ذلك الحين أيضا كان شقيقه يعد لحفل زفافه على مريم وكذلك زفاف حمزة على رقية ولم يرد جاسر أن يمر حدث زفافه دون أن يعلم ردة فعل شقيقه عندما يعلم إنه سيتزوج من الفتاة التي أحبها وبذلك يكون قد سلب منه كل شيء.
وفي ظل يوم عمل شاق لدى يوسف طرقت آية عليه الباب ثم فتحت وسألته
فاضي ولا مشغول
توقف عن الكتابة على لوحة المفاتيح المتصلة بالحاسوب ابتسم وأشار إليها
اتفضلي حتى لو مشغول هفضي نفسي.
ابتسمت أيضا بخجل ثم قالت
تسلم أنا حابة أخد رأيك في موضوع مهم بالنسبة ليا
أومأ إليها وقال
اتفضلي أنا تحت أمرك.
الأمر لله الموضوع وما فيه أنا جالي عرض من شركة فرنسية مشهورة لأدوات التجميل شافوا شغلي من على السوشيال ميديا وتواصلوا معايا أنت إيه رأيك أسافر ولا لأ
أمعن التفكير في سؤالها وأدرك ما ورائه يبدو ذلك واضحا من نظراتها إليه والتي
تنم عن الإعجاب أو ربما الحب بينما هو لا يملك قلبه وكلما أراد أن يتواصل مع مريم لم يجد إجابة منها على اتصالاته قام بمهاتفة خالها فقدم إليه أعذار غير مقنعة إطلاقا لذا قرر أنه سيذهب لرؤيتها.
انتبه إلى آية التي أخذت تناديه وكان شاردا اعتدل وأجاب
معلش يا آية سرحت شوية كنتي بتاخدي رأيي هتسافري ولا لأ بصي اعملي اللي هتلاقيه في مصلحتك يعني لو السفرية دي فيها نجاحك وإنك تحققي نفسك هناك يبقي ليه لأ
حدقت إليه بنظرة وكأنها تريده أن يمنعها أو يطلب أن لا تبتعد فسألته
يعني انت عايزني أسافر
تنهد واستند بساعديه على المكتب فألقى عليها بجوابه على سؤالها الحقيقي
أنا عايزك تشوفي مصلحتك يمكن تلاقي فرصة أحسن ما تعلقيش نفسك.
ازدردت ريقها وشعرت بالصدمة من إجابته التي أدركتها جيدا نهضت ووضعت أمامه مجموعة من الأوراق قائلة
دي أوراق من البريد نسيت أديهالك من أول امبارح عن إذنك.
وقبل أن تغادر أوقفها قائلا
أنا مبسوط إنك بتعتبريني زي ماجد أخوكي.
أومأت إليه بابتسامة تخفي خلفها حزن عميق وانكسار أشاحت وجهها سريعا لمغادرة الغرفة حتى لا يرى عبراتها المترقرقة.
زفر بين كفيه وشعر بالذنب لكنه قال لنفسه هذا أفضل لها.
وقعت عيناه على ظرف من بين الأوراق التي أمامه يبدو إنها دعوة لحضور حفل زفاف أمسكها ثم قام بفتح الظرف وأخرج الدعوة إنه حفل زفاف شقيقه لكن اسم العروس مختصرا في أول حرف من اسمها لم ينشغل بهذا ووجد هناك دعوة أخرى مرفقة مدون بها اسم العريس حمزة أمين الحلاج والعروس رقية يعقوب عبد العليم الراوي برغم حزنه مما فعله شقيقه معه لكنه يشعر بالسعادة من أجل شقيقته التي ستصبح عروس أمسك بكلا الدعوتين وغادر الشركة لكي يستعد
لحضور الحفل لعله يرى مريم هناك لقد عزم أنه سوف يشتري خاتما سيقدمه إليها ويتفق مع خالها عن موعد زواجهما يا له من مسكين ليس لديه علم بالمفاجأة لنقل بالأحرى الصدمة.
بدأت مراسم الحفل ما بين رقص وغناء داخل قاعة كبيرة تضم الكثير من الحضور توجد أريكتان يجلس على أريكة حمزة الذي يتراقص مكانه وبجواره رقية ويبدو على وجهها الحزن جاءت والدته لتعانقه وتهنئه نظرت إلى ابنة شقيقتها بسخرية ثم دنت منها لتخبرها
أفردي وشك يا رقية عايزة الناس تقول على ابني متجوزك ڠصب!
التزمت رقية الصمت واكتفت بنظرة سخط وهناك في الأريكة المجاورة يجلس جاسر يصافح كل من يهنئه ومريم بجواره شاردة نحو الفراغ لا تصدق تلك اللحظات وكأنها في حلم بل كابوس صعب الاستيقاظ منه أفاقت على ذراع جاسر المحاطة بخصرها ويخبرها بسخرية
عارفة يا مريوم أنا محضر لك حتة مفاجأة هاتعجبك قوي.
رمقته بازدراء ثم انتبهت إلى ذلك القادم من باب القاعة نهضت وهي تنظر نحوه لتتأكد من وجوده رجفة أصابت جسدها عندما تلاقت عينيها بعينيه ليشعر هو پصدمة بل طامة وقعت فوق رأسه وهو يراها عروس ويرى هذا الذي ينظر إليه وفمه مبتسما بسعادة وانتصار يخبره إنه سلب منه كل شيء حقه في إرث والده والفتاة التي أحبها.
مازال يقف ويشاهد هذا من بعيد أخرج من جيبه علبة الخاتم الذي كان سيقدمه إليها دقات قلبه تسابق عقرب الثواني الذي يتحرك في ساعة يده أمسك بقوة العلبة التي في قبضته انتبه إلي عرفة القادم نحوه وعلى وجهه آلاف الاعتذارات وعندما توقف أمامه أخبره
ما تزعلش يا يوسف كل واحد بياخد نصيبه وفي الأول والآخر دا أخوك.
هز رأسه مبتسما ولم يستطع منع هذه الدمعة التي انسدلت من عينه وفي التو قام بمسحها فقال
عندك حق يا عم عرفة.
قرر أن يظهر صموده وقوته أمامهما لذا بدلا من أن يرحل ذهب إلي شقيقته أولا وقام بتهنئتها وصافح حمزة الذي قال
عقبالك يا چو.
ثم نظر إلي جاسر الذي كان ينتظر ردة فعل شقيقه يظن أنه سيعاركه أو يوبخه وتمنى أن يحدث ذلك حتى يجد سببا للقيام بلكمه لذا كور قبضته استعدادا لهذا وقد خيب الأخر ظنونه عندما مد يده إليه وقال
ألف مبروك يا جاسر.
رد بسخرية مبتسما
الله يبارك فيك يا يوسف نورت الفرح.
حدق إلي مريم التي كانت تصرخ وتخبره بعينيها إنها مرغمة على ما يحدث تخبره في صمت إنها ليست خائڼة كما تقرأ في عينيه.
مد يده إليها وقام بتهنئتها بنظرة تنضح بلوم وعتاب
مبروك يا مريم.
رفعت يدها وكادت تبادله المصافحة مد جاسر يده وأمسك يدها قائلا
معلش يا يوسف مراتي ما بتسلمش على أغراب أصلي بغير عليها.
ثم أحاط خصرها بذراعه ليخبره أنها أصبحت ملكا له أومأ إليه ولم يعقب ذهب حتى لا ينهار أمامهما غادر بقلب مجروح يذرف الډماء بغزارة.
بعد انتهاء حفل الزفاف ذهب كل عروسين إلي منزل الزوجية الخاص بهما دخلت رقية إلي الداخل فانتفضت عندما سمعت صوت إغلاق الباب قام بخلع سترة حلته قائلا
نورتي شقتك يا روقه إيه رأيك عاملك أحلى شغل ديكور وحركات ولسه لما ندخل أوضة النوم عامل فيها شغل عالي
هبهرك.
كاد يحملها على ذراعيه فتركته واتجهت نحو رواق حيث تتفرع منه الغرف فسألها
رايحة فين يا حب دا أنا كنت لسه هشيلك كدا ضيعت لي اللحظة اللي كنت بحلم بيها مش
متابعة القراءة