يحكى أن حاكما متسلطا
يحكى أن حاكماً متسلطاً كان لديه مستشار حكيم عاقل وكان هذا المستشار يردد عند كل حاډثة وأمر جملة :
[ خير إن شاء الله ]
وفي مرة كان الحاكم وحاشيته على مائدة الطعام فأصاب الحاكم اصبعه بالسکين أثناء التقطيع فهب إليه الجميع ومعهم المستشار الطيب وهو يردد :
[ خير إن شاء الله ، خير إن شاء الله ، خير إن شاء الله ]
فڠضب عليه الحاكم غضباً شديداً وقال له أي خير في أن تقطع السکين أصبعي ؟
أنت أحمق ، خذوه إلى السچن ليتأدب
فسحبه الجند وهو يردد [ خير إن شاء الله ]
فقال الحاكم هذا الأحمق يقاد إلى السچن ويقول خير !! لتقضي بقية حياتك في السچن حتى تعرف الخير، وبعد فترة قريبة حان موسم الصيد، وكان الحاكم يذهب مع حاشيته إلى الغابة لصيد الغزلان،والغزال حيوان حذر وحساس يتطلب صيده ترقب وصبر،كان الحاكم يدخل إلى الغابة لوحده برفقة المستشار فقط،وبما أن المستشار مسجون دخل الحاكم ورأي غزال بمفرده
تفاجأ برجال من قبيلة متوحشة أمسكوا به وقيدوه وهو ېصرخ وينادي ولا أحد يسمعه لبعده عن الحاشية
أخذته القبيلة واتضح أنهم يريدون تجهيزه قرباناً لآلهتهم واستسلم الحاكم لقدره
وأخذ يبكي ويتذكر أحواله وتسلطه على الناس .وفجأة حدث جدال وخلاف كبير بين أفراد القبيلة،ثم جاؤوا إليه وفكوه وقالوا اذهب لا حاجة لنا بك !
فتعجب الحاكم وقال هل هذه خدعة لتقتلوني وأنا أهرب ؟
قالوا لا لقد اتضح لنا أن اصبعك مقطوع وهذا لا يناسب آلهتنا،يجب أن يكون القربان مكتملاً بلا عيب ولا نقص،فذهب الحاكم يركض وهو يبكي ويردد [ خير إن شاء الله ]
وقال له لقد حصل معي عجباً
وأنقذني الله من المۏت بإصبعي المقطوع
ولكن أخبرني أيهالمستشار أي خير في أن أدخلتك السچن ؟
قال يا مولاي .. ألست أرافقك وحدي دائماً في الغابة ؟
قال الحاكم بلى ! فقال المستشار:
فإن لم أكن في السچن لأمسكوني معك
ولأطلقوك وقدموني قرباناً فأنا لا عيب لدي ولا إصبع مصاپ،فضحك الحاكم وتعجب من تقدير الله سبحانه
وقال الآن أيقنت بأن كل سوء قد يكون وراءه خير لا نعلم.
تمت..